الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5596
- (ضع يديك على رأسك، فإن جبريل لما نزل بها إلي قال: ضع يديك على رأسك، فإنها شفاء من كل داء إلا السام، والسام: الموت. يعني: آية: (لو أنزلنا هذا القرآن. . .)) .
ضعيف. أخرجه أبو نعيم في (أخبار أصبهان)(1 / 154 / 412) قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن يوسف المقرئ: ثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد قال: قرأت على خلف فلما بلغت هذه الآية: (لو أنزلنا هذا القرآن) قال: ضع يديك على رأسك، فإني قرأت على سليم فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يديك على رأسك، فإني قرأت على حمزة فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يديك على رأسك، فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يديك على رأسك، فإني قرأت على يحيي بن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يديك على رأسك، فإني قرأت على علقمة والأسود فلما بلغت هذه الآية قالا: ضع يديك على رأسك، فإنا قرأنا على عبد الله فلما بلغنا هذه الآية قال: ضعا أيديكما على روؤسكما، فإني قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية قال لي:. . . فذكره.
قلت وهذا إسناد ضعيف أورده أبو نعيم في ترجمة أبي الطيب هذا، ولم يذكر فيه شيئاً سوى هذا الحديث، فالظاهر أنه غير معروف.
ومن فوقه ثقات من رجال (التهذيب) ، غير إدريس بن عبد الكريم الحداد، وهو ثقة، كما في (اللسان) .
وسليم هو ابن عيسى القارئ أورده ابن أبي حاتم برواية جمع من الثقات، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً.
وسائرهم من رجال مسلم، على ضعف في حمزة - وهو ابن حبيب الزيات
القارئ -، وقد قال الحافظ:
(صدوق زاهد، ربما وهم) .
وخلف، هو ابن هشام البزار المقرئ.
ثم رأيت الحديث في (تاريخ بغداد)(1 / 277) في ترجمة محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر أبو الطيب المقرئ، يعرف بـ (غلام ابن شنبوذ) ، خرج عن بغداد وتغرب، وحدث بجرجان وأصبهان عن إدريس بن عبد الكريم المقرئ وأبي الحسن بن شنبوذ. روى عنه أبو النصر بن محمد بن أبي بكر الإسماعيلي وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصبهاني. أخيرنا أبو نعيم الحافظ قال: أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر المقرئ البغدادي - قدم علينا - قال: نبأنا إدريس بن عبد الكريم الحداد. . . الحديث، وقال عقبه:
(ذكر بعض أصحابنا عن أبي نعيم قال: سمعت من هذا الشيخ في سنة تسع وأربعين وثلاث مئة) .
قلت: فهذا اختلاف عجيب في اسم هذا الشيخ أبي الطيب، فتلميذه الراوي عنه مباشرة يورده في (الأحمدين)، وتلميذ تلميذه الخطيب يورده في (المحمدين) ويقول في الترجمة وفي الرواية: إنه محمد بن أحمد. . . الخ! !
وأعجب من ذلك أن الخطيب أورده في مكان آخر من (التاريخ) فقال (1 / 271) :
(محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو الفرج المقرئ، يعرف بـ (غلام الشنبوذي) .
روي عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ وغيره، كتب في القراءات، وتكلم الناس في رواياته. . .) .
لكن من الممكن الجمع بين هذه الترجمة والتي قبلها بأن يقال: لعل إبراهيم الجد هنا، ويوسف الجد هناك، إنما هذا أو ذاك الجد الأعلى.
ويبدو أن الذهبي يرى هذا، فقد أورده في (الميزان) - كما في هذه الترجمة -، ولخص فيها كلام الخطيب، ثم قال:
(وقال الخطيب في ترجمته: خرج عن بغداد) . فذكر خلاصة ما في الترجمة الأولى. ثم أعاده بعد ثلاث تراجم، فقال:
(محمد بن أحمد بن يوسف أبو الطيب البغدادي غلام ابن شنبوذ. زعم أنه قرأ على إدريس بن عبد الكريم، وروى عنه حديثاً باطلاً بإسناد ما فيهم متهم! فالآفة هو. روي عنه أبو نعيم) .
فتعقبه الحافظ في (اللسان)، فقال:
(وقد كرره المؤلف سهواً، وهو محمد بن أحمد المقرئ المذكور قبل قليل، والحديث الذي أشار إليه، أورده الخطيب في ترجمته قال. . .) .
قلت: فساق الحديث كما تقدم نقلنا عنه.
ثم رأيت أبا نعيم قد أعاد ذكر شيخه أبا الطيب هذا في (المحمدين)، فقال (2 / 288) :
(محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر البصري أبو الطيب المقرئ، نزيل بغداد، قدم علينا قبل الخمسين، وسماعي منه سنة تسع وأربعين وثلاث مئة) .