الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يزد الحافظ فى " المقدمة " على هذا شيئأ. وقال الحافظ فى " التقريب ": " صدوق يهم ". وقال الذهبي فى " الكاشف ":
" لينه ابن معين ". ولم يزد. وقال فى ط الضعفاء ":
" ثقة. قال أبو حاتم: ليس بذاك القوي. وقال ابن معين: ليس بثقة ولا أبو هـ ".
قلت: ومن المحتمل أن يكون ضعفه بسبب أبيه، فإن المضعفين له أكثر بكثير من الموثقين، ولعله لذلك استغرب ابن ماجة هذا الحديث، فلا تطمئن النفس بعد ذلك لحديثه إلا إذا توبع، وهيهات!
بل قد جاء الحديث من طرق أخرى عن جابر فى ترك الوضوء من ما مسته النار، وليس فيها هذا الذي فى حديث فليح من المناديل!
5676
- (" السَّجل ": كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم .
منكر. روي من حديث ابن عباس وابن عمر.
1 -
أما حديث ابن عباس، فيرويه عمرو بن مالك النكري عن أبى الجوزاء عنه.
وله عن النكري طريقان:
الأولى: يحيى بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه به.
أخرجه العقيلي فى " الضعفاء "(4 / 420) ، وابن عدي فى " الكامل "(7 / 2662) ، والطبراني فى " المعجم الكبير "(12790) ، والبيهقي فى " السنن
الكبرى " (10 / 126) . وضعفه العقيلي بقوله فى يحيى: " لا يتابع على حديثه ". وروي عن يحيى بن معين أنه قال فيه: " ضعيف "
وكذلك رواه ابن عدي عنه وعن النسائي. وضعف الحديث أيضا بقوله:
" ليس بمحفوظ ". وقال الذهبي:
" ضعفه أبو داود وغيره، ورماه حماد بن زيد بالكذب ".
ثم ساق له مناكير، هذا أحدها.
والأخرى: يزيد بن كعب عن عمرو بن مالك به.
أخرجه أبو داود (2935) ، ومن طريقه البيهقي، والنسائي فى " التفسير " من الكبرى - كما فى " تحفة المزي "(4 / 366) -، كلاهما عن شيخهما قتيبة ابن سعيد: ثنا نوح بن قيس عنه.
وتابعه: نصر بن علي قال: ثنا نوح بن قيس به.
أخرجه ابن جرير الطبري فى " تفسيره "(17 / 78)
وفي رواية له: حدثنا نصر بن علي قال: ثنا نوح بن قيس قال: ثنا عمرو بن مالك به نحوه، لم يذكر بينهما يزيد بن كعب. ولفظه:
(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)، قال: كان ابن عباس يقول: " هو الرجل ".
وهو رواية للنسائي عن قتيبة بن سعيد به؛ لم يذكر يزيد بن كعب أيضا كما
في " التحفة "؛ لكنه لم يقل نوح بن قيس عنده: (ثنا) ؛ وإنما عنعنه ، فإن كان
التحديث محفوظا عند ابن جرير؛ فهو مختصر جدا ليس فيه ما في حديث
الترجمة: أن (السجل) كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم. فعلته بهذا اللفظ يزيد بن كعب؛ فإنه
مجهول؛ كما قال الحافظ في " التقريب " ، وقد أورده البخاري وابن أبي حاتم في
" كتابيهما " برواية نوح هذا فقط ، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. ولذلك؛ قال
الذهبي في " الميزان ":
" لا يدري من ذا أصلا ، انفرد عنه نوح بن قيس الحداني ".
2 -
وأما حديث ابن عمر؛ فرواه الخطيب في " التاريخ "(8 / 175) في
ترجمة حمدان بن سعيد البغدادي حدثهم عن أبن نمير عن عبيد الله عن نافع
عن ابن عمر قال:
كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يقال له: (سجل) ؛ فأنزل الله تعالى: {يوم نطوي
السماء كطي السجل للكتب} . وقال الخطيب:
" قال أبو الفتح الأزدي: تفرد به ابن نمير ، إن صح ".
وأقول: أنّى له الصحة وحمدان هذا لايعرف إلا بهذه الرواية! ولذلك؛ قال
الذهبي في ترجمته من " الميزان ".
" أتى بخبر كذب عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. . . . . "
قلت: فذكره.
وتعقبه الحافظ في " اللسان " بقوله:
" وهذا المتن لا يجوز أن يطلق عليه الكذب؛ فقد رواه النسائي في " التفسير "
وأبو داود في " السنن " من طريق أخرى عن ابن عباس. وأما هذه الطريق؛ فتفرد
بها حمدان؛ لكن لم أر من ضعفه قبل المؤلف "!
وأقول فهل رأيت من وثقه؟ ! ألا يكفي أنه مجهول؛ لم تعرفه - وأنت الحافظ -
إلا في هذه الرواية المنكرة؟ !
أما حديث ابن عباس؛ فقد سبق أن في الطريق الأولى من اتهم ، وفي الطريق
الأخرى مجهول أيضا.
ولذلك؛ قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " عقب حديث ابن عمر:
" وهذا منكر جدا من حديث نافع عن ابن عمر؛ لا يصح أصلا ، وكذلك ما
تقدم عن ابن عباس من رواية أبي داود وغيره لايصح أيضا. وقد صرح جماعة من
الحفاظ بوضعه ، وإن كان في " سنن أبي داود " ، منهم شيخنا الحافظ الكبير أبوالحجاج
المزي ، وقد أفردت لهذا الحديث جزءا على حدته ولله الحمد.
وقد تصدى الإمام أبو جعفر بن جرير للإنكار على هذا الحديث ورده أتم رد ،
وقال: " لا يعرف في الصحابة أحد اسمه (السجل) ، وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم
معروفون ، وليس فيهم أحد اسمه (السجل) ". وصدق رحمه الله في ذلك ، وهو
من أقوى الأدلة على نكارة هذ االحديث ، وأما من ذكره في أسماء الصحابة؛ فإنما
اعتمد على هذا الحديث لا على غيره ، والله أعلم.
وقال ابن القيم في " تهذيب السنن "(4 / 196 - 197) :
" سمعت شيخنا أبا العباس ابن تيمية يقول:
هذا الحديث موضوع ، ولا يعرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب اسمه (السجل)
قط ، وليس في الصحابة من اسمه (السجل) ، وكتاب النبي معروفون ، لم يكن
فيهم من يقال له: (السجل) . قال: والآية مكية ، ولم يكن لرسول الله كاتب
بمكة ، و (السجل) : هو الكتاب المكتوب. واللام في قوله: {للكتب} ؛ بمعنى
على. والمعنى: نطوي السماء كطي السجل على مافيه من الكتاب. كقوله
تعالى: {وتله للجبين} (37: 103) . وقول الشاعر:
. . . . . . . . . . . . . . . فخر صريعا لليدين والفم
أي: على اليدين وعلى الفم. والله أعلم ".
قلت: وتابع هؤلاء الحفاظ النقاد الإمام الشوكاني في تفسيره " فتح القدير "
(3 / 418) ؛ فإنه نقل كلام ابن كثير المتقدم ، وسلم به وارتضاه ، وهو حري
بذلك لما فيه من العلم والتحقيق.
وكأنه لذلك لم يورد سجلا هذا ابن عبد البر في كتابه " الاستيعاب في معرفة
الأصحاب ". وخالف الحافظ ابن حجر كما تقدم النقل عنه من " اللسان " في
تعقبه للذهبي في " ميزانه " في حكمه على الحديث بأنه كذب؛ فإنه وإن كان
ليس صريحا في كونه يرى صحته؛ فقد صرح بها في كتابه " الإصابة "؛ فإنهم قال
بعد ذكر حديث ابن عباس وابن عمر:
" فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق ، وغفل من زعم أنه موضوع. نعم؛ ورد ما
يخالفه. . . . ".
ثم ذكر بعض الآثار في أن (السجل) ملك ، وعن ابن عباس ومجاهد: