الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ رُكْبَانَاً، فَمَرَرْنَا بِهَجْمَةٍ (1)، فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ ، فَقَالُوا: لَبَنِي الْعَنْبَرِ، فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:. . . . فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: وَهَذَا مَوْضُوعٌ أَعَلَّهُ الْحَافِظُ الْهَيْثَمِيُّ بِمَنْ لَيْسَ هُوَ آفَتَهُ، فَقَالَ (10 / 47) :
كَذَا قَالَ! ، وَإِنَّمَا الآفَةُ مِنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى، وَهُوَ الْوَجِيهِِيُّ الْحِمْصِيُّ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوَثِّقْهُ أحدٌ، بَلْ قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ:«مُنْكَرُ الْحَدِيثِ» .
وَقَالَ ابن عدِيٍّ: «هُوَ مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ مَتْنَاً وَإِسْنَادَاً» .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ» .
5549
- «كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَمْرَضَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ» .
مَوْضُوعٌ. أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيِّ فِي «الْمَعْجَمِ الْكَبِيْرِ» (7603) بِإِسْنَادِهِ الْمُتَقَدِّمِ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ.
قُلْتُ: وَقضدْ عَرَفْتَ أَنَّ فِيهِ عُمَرُ بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِِيُّ، وَأَنَّهُ «كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ» .
وَقَدْ تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَكْحُولٍ بِهِ.
(1) كَذَا فِي «الْكَبِيْرِ» وَ «الْمَجْمَعِ» ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وَوَقَعَ فِي «مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ» : بِهِجْرَةٍ، وهو خَطَأٌ. وَالْهَجْمَةُ مِنَ الإِبِلِ: قَرِيبٌ مِنَ الْمِائَةِِ.
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ أَيْضَاً (7602) و «مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ» أيْضََاً (ص655) مِنْ طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عنْهُ.
قُلْتُ: وَهَذِهِ مُتَابَعَةٌ وَاهِيَةٌ، لا تُغْنِي وَلا تُسْمِنُ مِنْ جُوعٍ، فَإِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا هُوَ الْوَقَّاصِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ فِي الضَّعْفِ مِثْلُ الْوَجِيهِيِّ، فَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى تَضْعِيفِهِ، بَلْ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ:«لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، كَانَ يَكْذِبُ» .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «متروكُ الْحَدِيثِ، ذَاهٍبُ الْحَدِيثِ» .
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: «كَانَ يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ» .
وَبِهِ أَعَلَّهُ الْهَيْثَمِيُّ، فَقَالَ فِي «الْمَجْمَعِ» (2 / 318) :«رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ: عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ» .
وَفَاتَهُ أَنَّهُ مُتَابِعٌ لِلْوَجِيهِيِّ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ نَفْسَهُ كَمَا تَقَدَّمَ، فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَبِّهَ عَلَى ذَلِكَ. ثُمَّ إِنَّ الرَّاوِي عَنْ الْوَقَّاصِيِّ: عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، وَهُوَ الْمَدَنِيُّ، لَمْ يُوَثِّقْهُ إِلَاّ ابْنُ حِبَّانَ، وَهُوَ عِنْدَ الْحَافِظِ: مَقْبُولٌ، وَهُوَ غَيْرُ الْمَدَنِيِّ الْمُؤَذِّنِ، فهَذَا فِِيهِ لِيْنٌ.
وَالْحَدِيثُ أَوْرَدَهُ الْحَافِظُ فِي «تَخْرِيْجِ الْمُخْتَصَرِ» (ق76 / 1) مِنْ رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ مِنْ رِوَايَةِ الْوَقَّاصِيِّ فقط، وقَالَ:
«وَهُوَ مَتْرُوكٌ» .