الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وكذلك فعل البخاري من قبل؛ لكنه أفاد أن الأنصاري هذا هو
محمد بن إسماعيل بن مجمع. وذكر الحافظ في " اللسان " أن ابن المديني قال
فيه:
" مجهول ". أي: مجهول الحال.
وأما شيخه يونس؛ فهو مجهول العين؛ لأنه لم يرو عنه غيره.
5538
- (أولاد - وفي رواية أطفال - المؤمنين في جبل في الجنة
يكفلهم إبراهيم وسارة، حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة) .
منكر بهذا التمام. أخرجه الحاكم (1 / 384) ، وعنه البيهقي في " البعث "
(155 / 210) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان "(2 / 263) ، والديلمي (1 /
1 / 118) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق "(19 / 219 / 2) ، والحافظ
عبد الغني في " تخريج حديثه "(ج73 / 40 / 1) من طريق مؤمل بن
إسماعيل: ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن أبي حازم عن أبي هريرة
مرفوعا. وقال:
" صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! !
قلت: وهذا خطأ فاحش، وبخاصة من الذهبي؛ لأن مؤملا هذا ليس من
رجال الشيخين أولا، ثم هو شديد الخطأ ثانيا؛ فقد قال فيه إمام المحدثين البخاري:
" منكر الحديث ".
وقد اعترف كل من ترجم له - حتى الذهبي - بأنه سيئ الحفظ، فقال في
" الميزان ":
" حافظ عالم يخطئ. وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صدوق شديد في
السنة، كثير الخطأ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو زرعة: في حديثه
خطأ كثير ". وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق سيئ الحفظ ".
وقد أعتمد قول أبي حاتم المتقدم الذهبي نفسه في " الكاشف "، ثم أتبعه
ببيان سبب كثرة خطئه فقال:
" وقيل: دفن كتبه، وحدث حفظا؛ فغلط ".
قلت: فمثله لا يحتج به إذا انفرد، فكيف إذا خالف؟ ! فقد جاء بإسناد
آخر حسن مختصرا بلفظ:
" ذراري المؤمنين يكفلهم إبراهيم في الجنة ".
أخرجه ابن حبان وغيره، وسبق تخريجه في " الصحيحة "(603) .
ثم إن الحديث يخالف بظاهره ما جاء في عدة أحاديث صحيحة: إن نبينا
صلى الله عليه وسلم هو أول من يدخل الجنة، وأن أولاد الآباء يأبون أن يدخلوا الجنة إلا وأبائهم
معهم، فيدخلون جميعا.
فهذا من شؤم الأحاديث الضعيفة التي يحلو لبعضهم أن يملؤوا بها كتبهم دون
تحقيق وبصيرة؛ كالشيخ الغماري؛ فإنه أورد الحديث هذا في " كنزه "(1278)
موهما القراء بصحته! وزاد ضغثا على أبالة أن عزاه ل (حب) ؛ أي: ابن حبان،
وهو لم يروه إلا مختصرا من الطريق الأخرى كما ذكرت آنفا! ومثله في الوهم عزو
السيوطي في " الجامعين " ل (حم) ؛ أي: مسند أحمد؛ فإنه لم يروه إلا بلفظ ابن
حبان الصحيح! فمن المحتمل أن هذا الرمز (حم) تحرف على الغماري إلى (حب) ،
فوقع في الوهم؛ لأن كل - أو على الأقل: جل - مادة كتابه " الكنز " من " الجامع
الصغير "! فهو مقلد له، فانضم هنا إلى التقليد الوهم على الوهم، ظلمات بعضها
فوق بعض!
وهناك مخالفة أخرى لمؤمل بن إسماعيل من جماعة من الثقات:
منهم: يحيى القطان قال: عن سفيان به موقوفا.
أخرجه ابن عساكر.
منهم: وكيع. فقال ابن أبي شيبة في " المصنف "(3 / 379) : حدثنا
وكيع عن سفيان به مختصرا بلفظ:
" أطفال المسلمين في جبل بين إبراهيم وسارة يكفلونهم ".
وقال العلامة الزبيدي في " شرح الإحياء "(8 / 567) بعد أن أشار إلى
رواية وكيع هذه:
" ورواه ابن مهدي وأبو نعيم؛ كلاهما عن الثوري؛ فوقفاه. وقال الدارقطني:
إنه أشبه ".
ووقع له مثل الوهم المتقدم؛ فإنه بعد أن أقر الحاكم على تصحيح الحديث على
شرطهما قال:
" وكذا صححه ابن حبان "! !
وقد عرفت أن ابن حبان إنما رواه باللفظ الصحيح.