الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأم الفيض مولاة عبد الملك؛ لم أعرفها.
5983
- (إذا بلغ العبد اَلْأَرْبَعِينَ؛ خفف اَللَّه عنه حسابه، فإذا بلغ الستين؛ رِزْقه اَللَّه الإنابة إليه، فإذا بلغ سبعين؛ أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة؛ ثبت اَللَّه حسناته، ومحا عنه سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة، غفر اَللَّه له ما تقدم من ذنبه وما تَأَخَّرَ، وشفّعَه في أهل بيته، وكتب في أهل اَلسَّمَاء: أسير الله في أرضه) .
منكر. أخرجه أبو يعلى في " مسنده الكبير "؛ كما في " مجمع الزوائد "(10 / 205)، وابن الجوزي في " الموضوعات " (1 / 180) من طريق البغوي؛ كلاهما عن عزرة بن قيس الأزدي قال: حدثنا أبو الحسن الكوفي عن عمرو بن أوس قال: قال محمد بن عمرو بن عثمان عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن الجوزي:
" هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عزرة بن قيس ضعفه يحيى، وأبو اَلْحَسَن الكوفي مجهول ".
ومحمد بن عمرو نسب إلى جده، وهو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
ابن عفان، وفيه ضعف؛ كما يأتي في اَلْحَدِيث الذي بعده.
وأعله الهيثمي بالأزدي فقط، فقال:
" وهو ضعيف ".
وقد تعقب السيوطي في " اللآلئ "(1 / 139 - 146) ابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع، واستوعب الكلام على طرقه وشواهده الكثيرة،
ونقل عن الحافظ ابن حجر أنه يتعذر الحكم من مجموعها على المتن بأنه موضوع، وتبعه في ذلك الشوكاني في " الفوائد المجموعة "(ص 481 - 483) ! وأبى ذلك محققه العلامة عبد الرحمن اليماني، فقال:
" واعلم أن هذا الخبر يتضمن معذرة وفضيلة للمسنين، وإن كانوا مفرطين أو مسرفين على أنفسهم، فمن ثم أولع به الناس، يحتاج إليه الرجل ليعتذر عن نفسه، أو عمن يتقرب إليه، فإما أن يقويه، وإما أن يركب له إِسْنَادًا جَدِيدًا، أو يلقنه من يقبل التلقين، أو يدخله على غير ضابط من الصادقين، أو يدلسه عن الكذابين، أو على الأقل يرويه عنهم، سَاكِتًا عن بيان حاله. . . ".
ثم أطال النفس جِدًّا، في تلخيص الكلام على تلك الطرق، والكشف عن عللها، وضعف رواتها، فراجعه، فإنه نفيس جِدًّا (ص 482 - 486) .
ولذلك؛ وجدت نفسي لا تطمئن لتصحيح هذا الحديث، وَإِنْ كان معناه يوافق هوى النفس؛ فقد بلغت الخامسة والسبعين! أضف إلى ذلك أنه لا يلتقي مع قوله صلى الله عليه وسلم:
" أعذر الله إلى امرئ أُخِّرَ أجله حتى بلغ ستين سنة ".
رواه البخاري وغيره. وهو مخرج مع بعض شواهده في " الصحيحة " برقم (1089) . قال الحافظ في " الفتح "(10 / 240) :
" الإعذار: إزالة العذر. والمعنى: أنه لم يبق له اعتذار، كأن يقول: لو مد لي
في الأجل لفعلت ما أمرت به. يقال: أعذر إليه؛ إذا بلغه أقصى الغاية في العذر ومكنه منه. وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذي حصل له؛ فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة، والإقبال على الآخرة بالكلية ".