الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأقبح من هذا الوهم قول الشيخ (أبو الوفاء مصطفى المراغي) في تخريجه
للحديث في شرحه ل " بعث ابن أبي داود "(ص 66) :
" أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه وأحمد والحاكم. . . " فذكره! فالظاهر
أنه في أثناء النقل دخل عليه حديث في حديث، فوقع في هذا الوهم الفاحش
فعزاه للشيخين وابن ماجه! ! !
5539
- (الأئمة من قريش، ولهم عليكم حق عظيم، ولكم مثل
ذلك، فأطيعوهم ما عملوا بثلاث: إذا حكموا عدلوا، وإذا استرحموا
رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، ومن لم يفعل ذلك منهم؛ فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين) .
منكر بهذا السياق. أخرجه أبو عمرو الداني في " الفتن "(3 / 2) من
طريق الأعمش عن سهل أبي الأسد عن بكير بن الحاث الجزري عن أنس بن
مالك قال:
أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعون في بيت رجل من الأنصار، فأخذ
بعضادتي الباب وقال:. . . فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علل:
الأولى: الاضطراب في إسناده؛ فقد رواه وكيع عن الأعمش هكذا.
وتابعه: شيبان عن الأعمش به؛ إلا أنه قال: بكير الجزري. لم ينسبه.
أخرجه البيهقي في " سننه "(3 / 121) ، وهو رواية لأحمد (3 / 183) .
وخالفهما جرير فقال: عن الأعمش عن بكير الجزري عن أبي الأسد عن أنس قال:. . . فذكر نحوه؛ دون قوله: (عظيم) ، (فأطيعوهم) ، وقلب إسناده.
أخرجه الداني أيضاً. وعلقه الدولابي في " الكنى "(1 / 106) وقال: «سهل أبي الأسد» .
وخالفهم شعبة فقال: عن علي أبي الأسد قال: حدثني بكير بن وهب الجزري قال: قال لي أنس بن مالك:. . . فذكره نحوه.
أخرجه أحمد (3 / 129) ، والدولابي ، وابن عساكر (17 / 150 / 1) ، وعلقه البخاري في ترجمة بكير بن وهب الجزري من «التاريخ» (1 / 2 / 112) ، وذكر له وجوهاً أخرى من الاضطراب، ومن المعلوم أن الاضطراب علة من العلل يضعف به الحديث؛ لأنه يدل على أن الراوي لم يحفظه، وسواء كان ذلك في الإسناد أو المتن.
الثانية: الاضطراب في متنه، وهو تفرد جرير بقوله فيه «عظيم» ، «فأطيعوهم» دون سائر الرواة. ومما لاشك فيه أن الأرجح رواية الأكثر، فتكون هذه الزيادة منكرة.
الثالثة: الجهالة؛ فإن كلاً من أبي الأسد - على اختلاف في اسمه - وبكير بن وهب - على الاختلاف في اسم أبيه - فيهما جهالة ، وبخاصة الثاني منهما، وقد قال الحافظ في كل منهما:
«مقبول» ؛ يعني: عند المتابعة.
وقد وجدت لهما متابِعِين كُثُراً، ولاسيما على الفقرة الأولى من الحديث؛