الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمر مرفوعاً.
ومن هذا الوجه أورده ابن أبي حاتم في ((العلل)) (1 / 386)، وقال:
((قال أبي: هذا حديث منكر)) . وأقره الحافظ في ((الفتح)) (4 / 427)، وقال:((وسنده ضعيف)) .
قلت: ورجاله ثقات؛ غير ابن لهيعة، وهو ضعيف من قبل حفظه، فلا يقبل منه إلا ما وافق فيه الثقات، وليس هذا من ذاك؛ فقد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن ثمن الكلب، بعضها صحيح - وهي مطلقة -، وبعضها ضعيف - وهي مقيدة بغير كلب الصيد -، فهو مستثنى من النهي. ومن رواة هذا البعض ابن لهيعة نفسه، وقد خرجت هذا والذي قبله، وميزت صحيحه من ضعيفه في ((الصحيحة)) (2971) .
وها نحن الآن نرى ابن لهيعة يخالف تلك الأحاديث كلها: مطلقها، ومقيدها بهذا الاستثناء:((وإن كان ضارياً)) . وهذا مع ضعفه رواية، فهو ضعيف أيضاً دراية؛ بخلاف الاستثناء الذي قبله؛ فهو ضعيف رواية، صحيح دراية، كما تراه محققاً هناك.
5791
- (إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمانٍ ألحقنا بهم ذرياتهم} ) .
منكر بهذا التمام. أخرجه عبد الله بن أحمد في ((زوائد مسند أبيه)) (1 / 134 - 135) من طريق محمد بن فضل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي
رضي الله عنه قال:
سألت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هما في النار)) . فلما رأى الكراهية في وجهها قال:
((لو رأيت مكانهما، لأبغضتيهما)) . قالت: يا رسول الله! فولدي منك؟ قال:
((في الجنة)) .
قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. . . فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير محمد بن عثمان هذا؛ فهو مجهول؛ قال الذهبي:
((لا يدرى من هو؟ فتشت عنه في أماكن، وله خبر منكر)) .
ثم ساق له هذا الحديث. وعقب عليه الحافظ بقوله:
((قلت: والذي يظهر لي أنه هو الواسطي المتقدم)) .
قلت: هذا ذكره ابن حبان في ((الثقات)) (7 / 438) ، وذلك مما لا يخرجه من الجهالة، لما عرف من قاعدة ابن حبان في توثيق المجهولين.
والحديث؛ قال الهيثمي في ((المجمع)) (7 / 217) :
((رواه عبد الله بن أحمد، وفيه محمد بن عثمان، ولم أعرفه)) !
وعزاه الخطيب التبريزي في ((المشكاة)) (117) لرواية أحمد! وذلك من أخطائه، كما كنت نبهت عليه هناك منذ أكثر من ثلاثين سنة. ومع أن الحافظ ابن كثير عزاه في تفسير سورة (الطور) لعبد الله بن أحمد؛ فقد أغرب مختصره الشيخ نسيب الرفاعي (4 / 249) فعزاه للإمام أحمد! فأخطأ مرتين:
إحداهما: هذه.
والأخرى: إيراده إياه على أنه صحيح؛ كما نص عليه في المقدمة! غفر الله له، فقد لقي وجه ربه.
أما ابن كثير؛ فلا اعتراض عليه، لأنه ساقه بإسناده، وإنما الاعتراض بحق على الحافظ ابن حجر؛ فإنه أورده في، ((الفتح)) (3 / 245) برواية عبد الله دون أن يسوق إسناده؛ بل وموهماً صحته بقوله عقبه:
((وهذا أصح ما ورد في تفسير هذه الآية، وبه جزم ابن عباس)) .
وإنما يصح هذا الكلام إذا ما حمل على أولاد المؤمنين؛ فإنه الذي جزم به ابن عباس رضي الله عنه، فيما رواه عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه الآية:{والذين آمنوا أتبعناهم ذرياتهم بإيمان} ، قال:
((إن الله تبارك وتعالى يرفع للمؤمن ذريته وإن كانوا دونه في العمل؛ ليقر الله بهم عينه)) .
أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (27 / 5 1) ، والحاكم (2 / 468) من طرق عن عمرو به.
وهذا إسناد صحيح موقوف. وقد روي مرفوعاً من طريق قيس بن الربيع عن
عمرو بن مرة به مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البزار (3 / 70 - 71)، وقال:
((لا نعلم أسنده إلا قيس. وقد رواه الثوري عن عمرو بن مرة موقوفاً)) .
قلت: وقيس بن الربيع سيئ الحفظ، لا يحتج به إذا انفرد، فكيف إذا خالف مثل الثوري وغيره! قال الهيثمي (7 / 114) :
((رواه البزار، وفيه قيس بن الربيع؛ وثقه شعبة والثوري، وفيه ضعيف)) .
ولكنه في حكم المرفوع، ولذلك؛ خرجته في ((الصحيحة)) (2490) .
هذا؛ وإن مما يضعف حديث محمد بن عثمان هذا: أنه خالفه ابن غزوان؛ فقال: عن زاذان عن علي به. لم يزد على قراءة الآية بصيغة الجمع: (ذرياتهم) . وهي قراءة صحيحة؛ كما قرره ابن جرير الطبري.
أخرجه الحاكم (2 / 249)، وقال:
((صحيح الإسناد)) . ووافقه الذهبي.
ولسؤال خديجة رضي الله تعالى عنها طريق آخر: يرويه سهل بن زياد الحربي: حدثني الأزرق بن قيس عن عبد الله بن نوفل - أو: عن عبد الله بن بريدة، شك سهل - عن خديجة بنت خويلد قالت:
قلت: بأبي! أين أطفالي منك؟ قال:
((في الجنة)) . قالت: وسالته: أين أطفالي من أزواجي المشركين؟ قال: ((في النار)) . قلت: بغير عمل؟ قال:
((الله أعلم بما كانوا عاملين)) .
أخرجه أبو يعلى (12 / 504 / 7077)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (23 / 6 1 / 27) بنحوه؛ دون قوله:((أو عن عبد الله بن بريدة)) - لم يشك -. وقال الهيثمي (7 / 217) :
((رواه الطبراني وأبو يعلى، ورجالهما ثقات؛ إلا أن عبد الله بن الحارث بن نوفل وابن بريدة لم يدركا خديجة)) .
قلت: فهو مرسل، وقال الذهبي في ((السير)) (2 / 113) بعد أن عزاه لأبي يعلى:
((فيه انقطاع)) .
قلت: وسهل بن زياد هذا: هو أبو زياد الطحان؛ قال أحمد:
((لا أعلم إلا خيراً)) .
وذكره ابن حبان في ((الثقات)) (8 / 291) ، ووثقه إسحاق بن أبي إسرائيل في روايته عنه هذا الحديث عند أبي يعلى. انظر ((تيسير انتفاع الخلان)) .
وروي الحديث عن عائشة رضي الله عنها باختصار شديد، من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن بهية عن عائشة أنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أطفال المشركين، فقال:
((إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار)) .
أخرجه أحمد (6 / 208) .