الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[104]- المأصر بالكسر لا بالفتح
.
ويقولون لمركز الضرائب: المأصر بفتح الصاد، والصواب كسرها، لأن معناه الموضع الحابس للمار عليه، العاطف للمجتاز به، ومن ذلك اشتقاق أواصر القرابة والعهد لأنها تعطف على ما يجب رعايته من الرحم والمودة.
وحكي (عبيد الله بن عبد الله بن طاهر» قال: اجتمع عندنا «أبو نصر أحمد بن حاتم» و «ابن الأعرابي» فتجاذبا الحديث إلي أن حكي «أبو نصر» أن «أبا الأسود الدؤلي» دخل على «عبيد الله بن زياد» وعليه ثياب رثة، فكساه ثياباً جدداً من غير أن عرض له بسؤال أو ألجأه إلي استكساء، فخرج وهو يقول:
ــ
(ويقولون لمركز الضرائب: المأصر بفتح الصاد والصواب كسرها).
الضرائب جمع ضريبة وهي التي تؤخذ في الدية ونحوها، والمأصر المحبس الذي يحبس فيه، وفي «الصحاح» و «القاموس»: المأصر والمأصر بفتح الصاد المهملة وكسرها، فلا وجه لإنكاره، وما ذكره من أمر الكسوة قيل: الذي كساه هو «المنذر بن الجارود» ،
(كساك ولم تستكسه فحمدته
…
أخ لك يعطيك الجزيل ويأصر)
(وإن أحق الناس إن كنت مادحا
…
بمدحك من أعطاك والعرض وافر)
فأنشد «أبو نصر» قافية البيت ويأصر يريد به «ويعطف» فقال «ابن الأعرابي» : بل هو: «وناصر» . فقال له «أبو نصر» : دعني يا هذا ويأصري، وعليك بناصرك.
ــ
وكان يعجب بحديث «أبي الأسود» ويغشى كل منهما صاحبه، فقال له يوما -وقد رأي عليه مقطعة من برود كان يلازم لبسها-: يا أبا الأسود قد لزمت هذه القطعة، فقال: رب مملول لا يستطاع فراقه. فأرسلها مثلا، فعلم «المنذر» أنه يحتاج إلي كسوة فكساه.