المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[6] (اللتيا بفتح اللام لا بضمها) - شرح درة الغواص للشهاب الخفاجي

[الشهاب الخفاجي]

فهرس الكتاب

- ‌[1] (قولهم في سائر):

- ‌[2] (المتتابع والمتواتر)

- ‌[3] (معنى ازف الوقت)

- ‌[4] (إضافة أفعل التفضيل)

- ‌[5] (تغشرم وتغشمر)

- ‌[6] (اللتيا بفتح اللام لا بضمها)

- ‌[7] (والصواب يستحق لا يستأهل)

- ‌[8] (الفرق بين سهرنا وسرينا)

- ‌[9] (كلمات اتفق العرب على استعمالها)

- ‌[10] (استعمال قط وأبداً)

- ‌[11] يقال للمريض: مصح اف ما بك لا مسح

- ‌[12] آل حم وآل طس لا الحواميم والطواسين

- ‌[13] تعدية أدخل بالباء

- ‌[14] القول في مائدة وخوان

- ‌[15] في النسب إلى دواة

- ‌[16] قولهم: بعثت به وأرسلت إليه

- ‌[17] قولهم المشورة بوزن مفعلة خطا

- ‌[18] قولهم في التحذير بإياك

- ‌[19] قولهم ذهبت إلى عنده

- ‌[20] قولهم لمن تغير وجهه غضباً: تمغَّر

- ‌[21] استعمال اصفرَّ واحمرَّ واصفارَّ واحمارَّ

- ‌[22] اجتمع فلان وفلان لا مع فلان

- ‌[23] قل لقيتها وحدهما، ولا تقل: لقيتهما اثنيهما

- ‌[24] في الإخبار عن لعل بالفعل الماضي

- ‌[25] في التعجب من الألوان والعاهات

- ‌[26] وجوب تذكير كلمتي بطن وأنف

- ‌[27] حيازة لا إجازة

- ‌[28] الفرق بين الذاعر والداعر

- ‌من الكنايات المستحسنة:

- ‌مطلب مفيد

- ‌[29] هوش لا شوش

- ‌[30] الدعاء بقولهم: بلغك اف المأثور

- ‌[31] أضيف لا انضاف، وفسد لا انفسد

- ‌[32] صحة ضبط الأمر من بر وشم

- ‌[33] يقال، شر ولا يقال: أشر

- ‌[34] جمع ريح أرواح لا أرياح

- ‌[35]- صحة النطق في مدود ومسوس ومكرج

- ‌36 - غير لا تعرف بال

- ‌[37] قولهم في كبرى وصغرى

- ‌[38]- القول في تيامن وتشاءم

- ‌[39]- مشئوم لا مشوم

- ‌40 - سرداب بكسر السين لا بفتحها

- ‌[41]- تمييز كم الاستفهامية وكم الخبرية

- ‌[42]- القول في أرض جمع

- ‌[43]- الصواب حدث لا حدث

- ‌[44] هل تقع كلمة "نفر" تمييزا لعشرين وثلاثين

- ‌[45] صحة جمع "حاجة

- ‌[46]- شيء ثمين لا مثمن

- ‌[47] يقولون: هو قرابته والصواب ذو قرابته

- ‌[48]- صحة جمع رحى وقفا

- ‌[49]- جمع أوقية

- ‌[50]- اسم المفعول من صان

- ‌[51]- بين لا تضاف إلى مفرد

- ‌[52]- قل: بين بين، ولا تقل بين البينين

- ‌[53]- حكم مجيء إذ بعد بينا

- ‌[54]- تفل وثفل

- ‌[55]- قولهم: أزمعت المسير

- ‌56 - قولهم في أخدر، وحدر

- ‌[57]- جمع فم أفواه

- ‌[58]- صحة تصغير عقرب

- ‌[59]- النسب إلى دنيا

- ‌[60]- الفرق بين آليت والوت

- ‌[61]- الضبع لا الضبعة

- ‌[62]- أوهامهم في التاريخ

- ‌[63]- خرمش صوابها خربش

- ‌[64]- قولهم: ما رأيته من أمس ومنذ أمس

- ‌[65]- الفرق بين "تتابعت" وتتابعت

- ‌[66]- القسم بقولهم: وحق الملح

- ‌[67]- ها هو ذا لا هوذا

- ‌68 - تاعس لا متعوس

- ‌[69]- شعر ولا شعر

- ‌[70]- من أخطاء النسب

- ‌[71]- من أسماء الذهب

- ‌[72]- إدغام الحرف المضعف

- ‌[73]- قولهم للاثنين: ازددا

- ‌[74]- معنى نقل فلان رحله

- ‌[75] الفرق بين سائل وسأل

- ‌[76]- يوشك بكسر الشين لا بفتحها

- ‌[77]- خطأ كل من ثلجم وشلجم

- ‌[78]- الفيء والظل

- ‌[79]- تعريف العدد

- ‌[80]- صحة ضبط المنسوب إلي ملك

- ‌[81]- ساغ ولا انساغ

- ‌[82]- مثلوث لا مثلث

- ‌[83]- قمو لا قمى

- ‌[84]- رخل وليس رخلة

- ‌[85]- الرؤيا والرؤية

- ‌[86]- قولهم: قال فلان كيت وكيت

- ‌[87]- صحة ضبط مضارع ذخر

- ‌[88]- صحة تصغير مختار

- ‌[89]- قولهم في دستور بفتح الدال

- ‌90 - الإخبار عن كلا وكلتا

- ‌91 - أنت تكرم على لا تكرم على

- ‌92 - شغب بسكون العين لا بفتحها

- ‌[93]- سداد بالكسر لا بالفتح

- ‌نادرة لطيفة

- ‌[94]- الفرق بين رق ورك

- ‌[95]- هو معي لا عيان

- ‌[96]- أفراد الفعل مع الفاعل المثني والجمع

- ‌[97]- قولهم أحد حمي

- ‌[98]- قولهم: إلاه وإلاك

- ‌[99]- قولهم: هب أني فعلت

- ‌[100]- امرأة شكور وصبور

- ‌[101]- متى يستعمل الفعل «أخطأ»

- ‌[102]- الفرق بين نشب ونشم

- ‌[103]- وقولهم للأمر الغائب: يعتمد ذلك

- ‌[104]- المأصر بالكسر لا بالفتح

- ‌[105]- الوارد والصادر لا العكس

- ‌[106]- همزة الوصل لا تدخل على متحرك

- ‌[107]- تقول: استقبلت قافلة الحجاج لا ودعتها

- ‌[108]- تقول: هو أحسن إنصافً وليس أنصف منه

- ‌[109]- الفرق بين جنب واجنب

- ‌[110]- حذف ياء ثمان

- ‌[111]- قولهم: ابتعت عبداً وجارية أخرى

- ‌[112] صحة جمع بيضاء وسوداء

- ‌[113]- الطول والطوال

- ‌[114]- قولهم في نداء الأبوين

- ‌[115]- عيرته كذا لا بكذا

- ‌[116]- قولهم: ابدأ به أولا

- ‌[117]- سؤسن لا سوسن

- ‌[118]- مثل…جرى الوادي فطم على القليب

- ‌[119]- قولهم: طر شاربه

- ‌[120]- قولهم: ركض الفرس

- ‌[121]- قولهم حكني جسدي

- ‌[122] قولهم: سار ركاب السلطان

- ‌[123]- قولهم شطرنج بفتح الشين

- ‌فائدة

- ‌[124]- قولهم: سأل عنك الخير

- ‌[125]- قولهم: مطرمذ أو طرمذار

- ‌[126]- قولهم: هاتا بمعنى أعطيا

- ‌[127]- قولهم: رأيت الأمير وذويه

- ‌[128]- قولهم: الحوامل تطلقن

- ‌[129]- قولهم: شلت الشيء

- ‌[130]- القول في ها وهاء

- ‌[131]- قولهم: حسد حاسدك

- ‌132 - قولهم: أعطاه البشارة

- ‌[133]- قولهم: تفرقت الأهواء

- ‌[134]- قولهم تذكار بكسر التاء

- ‌[135]- الفرق بين أجلس واقعد

- ‌136 - قولهم: نعم من مدحت

- ‌[137]- قولهم: النسيان

- ‌[138]- قولهم: بين ظهرانيهم

- ‌[139]- قولهم: دخلت الشام

- ‌[140]- قولهم: قدم الحاج واحدًا واحدًا

- ‌[141]- قولهم لما يتعجل من الزروع، هرف

- ‌[142]- قولهم: أخ

- ‌[143]- قولهم في التأوه: أوه

- ‌[144]- قولهم: لقيته لقاة واحدة

- ‌[145]- قولهم: فلان يكدف

- ‌[146]- قولهم: بالرجل عنة

- ‌[147]- قولهم: صحفي

- ‌[148]- النسب إلى المركب

- ‌[149]- قولهم: غسلة بفتح الغين

- ‌[150]- قولهم: دابة لا تردف

- ‌[151]- اسم الآلة بكسر الميم لا بفتحها

- ‌[152]- قولهم: أعمل بحسب ذلك

- ‌[153]- قولهم: كثرت عيلة فلان

- ‌[154]- قولهم: فلان في رفهة

- ‌[155]- قولهم: ارتضع بلبنه

- ‌[156]- الفرق بين لدغ ولسع ونهش

- ‌[157]- قولهم: الحمد لله الذي كان كذا وكذا

- ‌[158]- قولهم: فلان شحاث

- ‌[159]- الفرق بين الفرث والسرجين

- ‌[160]- قولهم: جبة خلقة

- ‌[161]- قولهم: ثلاثة شهور وسبعة بحور

- ‌[162]- قولهم: معلول

- ‌[163]- قولهم: ما لي فيه منفوع ولا منفعة

- ‌[164]- قولهم للمريض: به سل

- ‌[165]- قولهم: حلا الشيء في صدري وبعيني

- ‌[166]- قولهم: مرايا في جمع مرآة

- ‌[167]- قولهم لفم المزادة: عزلة

- ‌[168]- قولهم: جاء القوم بأجمعهم

- ‌[169]- قولهم لمن انقطعت حجته: مقطع

- ‌[170]- قولهم: كلمته فاختلط

- ‌[171]- قولهم: الأسود والأبيض في الكناية عن العربي والعجمي

- ‌[172]- قولهم للمعرس: قد بنى بأهله

- ‌[173]- إمالة حتى ومتى

- ‌[174]- قولهم: قتله شر قتله بفتح القاف

- ‌[175]- إعراب أسماء الأعداد المرسلة

- ‌[176]- قولهم: ما أحسن لبس الفرس

- ‌[177]- قولهم: مائة ونيف بإسكان الياء

- ‌[178]- قولهم: هو يصبو عنه

- ‌[179]- قولهم، فعلته مجراك

- ‌[180]- قولهم الصيف ضيعت اللبن

- ‌[181]- قولهم: طرده السلطان

- ‌[182]- قولهم لما ينبت من الزرع بالمطر: بخس

- ‌[183]- قولهم: هاون وراوق

- ‌[184]- قولهم: شفعت الرسولين بثالث

- ‌[185]- قولهم للمدينة المشهورة: سامرا

- ‌[186]- قولهم لما يجمد من البرد: قريص

- ‌[187]- قولهم: قتله الحب

- ‌[188]- قولهم: ما يعرضك لهذا الأمر

- ‌[189]- قولهم: ما كان ذلك في حسابي

- ‌[190]- قولهم: تنوق في الشيء

- ‌[191]- قولهم للمخاطب: هم فعلت وهم خرجت

- ‌192 - قولهم قرضته بالمقراض وقصصته بالمقص

- ‌(193) قولهم في تصغير شيء وعين شوئ وعوينة:

- ‌(194) قولهم أشرف على الإياس

- ‌(195) قولهم: رزبطانة

- ‌(196) قولهم: جرح الرجل في ثديه

- ‌(197) قطع همزة الوصل في ابن وابنة واثنين واثنتين

- ‌(198) قولهم تجزت القصيدة

- ‌(199) جمع أسماء الأجناس

- ‌200 - الفرق بين نعم وبلى

- ‌[201]- الفرق بين مساء صباح مركبة ومضافة

- ‌[202]- الفرق بين الترجي والتمني

- ‌[203]- الفرق بين العَر والعُر

- ‌[204]- الفرق بين قولهم: بكم ثوبك مصبوغاً، ومصبوغ

- ‌[205]- الفرق بين لا رجل ولا رجل في الدار

- ‌[206]- الفرق بين مخوف ومخيف

- ‌[207] الفرق بين خلف وأخلف

- ‌[208]- الفرق بين (أو) و (أم) في الاستفهام

- ‌[209]- معنى بات فلان

- ‌[210]- معنى القينة

- ‌[211]- الراحلة اسم يقع على الجمل والناقة

- ‌[212]- البهيم لا يختص بالأسود

- ‌[213]- وهمهم: أن هوى لا يستعمل إلا في الهبوط

- ‌[214]- حذف الألف في بسم الله

- ‌[215]- حذف ألف ابن في كل موضع

- ‌[216]- حذف ألف «الرحمن»

- ‌فائدة:

- ‌[217]- فصل «ما» عما قبلها ووصلها

- ‌[218]- حذف نون «أن» مع لا

- ‌[219]- وصل (لا) بهل وبل وفصلها

- ‌[220]- ما يكتب بواو واحدة وما يكتب بواوين

- ‌[221]- كتابة الألف المقصورة

- ‌[222]- ما يجب أن يكتب موصولا

الفصل: ‌[6] (اللتيا بفتح اللام لا بضمها)

[6](اللتيا بفتح اللام لا بضمها)

ويقولون: بعد اللتيا والتي، فيضمون اللام الثانية من اللتيا، وهو لحنٌ فاحش وغلطٌ شائن، إذ الصواب فيها اللتيا بفتح اللام، لأن العرب خصصت الذي والتي عند تصغيرهما وتصغير أسماء الإشارة بإقرار أوائلها على صيغتها وبأن زادت ألفاً في آخرها عوضاً عن ضم أولها، فقالوا في تصغير الذي والتي: اللذيا

ــ

(ويقولون بعد اللتيا والتي، فيضمون اللام الثانية من اللتيا وهو لحن فاحش وغلط شائن) هذا وإن اشتهر غير صحيح لأن ضم اللتيا لغةٌ خارجةٌ عن تصغير المبهمات جاريةٌ على قياس المتمكنات، وفي "الأشباه والنظائر النحوية" قال "ابن خالويه": أجمع النحويون على فتح لام اللتيا إلا "الأخفش" فإنه أجاز ضمها، وهذا أيضاً كلام غير مهذب. وفي "التسهيل" ضم لام [اللتيا] واللتيا لغة، ومعنى قولهم: بعد اللتيا والتي بعد الخطة الصغيرة والكبيرة. وحدثت الصلة إشارةً إلى قصور العبارة عن الإحاطة بها، والمتبادر منه أن التي هي الكبيرة واللتيا هي الصغيرة، وقيل: اللتيا عبارة عن الكبيرة والتي [عبارة] عن الصغيرة فالتصغير للتعظيم كما في دويهية، وبه صرح "الزمخشري" في

ص: 77

واللتيا، وفي تصغر ذاك وذلك: ذياك وذيالك وعليه أنشد ثعلب:

(بذيالك الوادي أهيم ولم أقل

بذيالك الوادي وذياك من زهد)

(ولكن إذا ما حب شيء تولعت

به أحرف التصغير من شدة الوجد)

ــ

شرح "مقاماته"، وعليه قوله في الكلم النوابغ: رب مستفت أعلم من المفتي واللتيا أعظم من التي، وقيل: إنهما صارا اسمين للداهية العظيمة والصغيرة ولا حذف فيه. ولو قيل بناؤه في أول الأمر على الحذف ثم لما كثر استعماله تُرك التقدير فيه كان وجهاً وجيهاً. وفي "مجمع الأمثال""جاء بعد اللتيا والتي" يكنون بهما عن الشدة. واللتيا تصغير التي وهي عبارة عن الداهية المتناهية كما قالوا الدهيم واللهيم. وكله تصغير مراد به التكثير، ولذا قالوا: التي عبارة عن الداهية التي لم تبلغ النهاية وهما علمان عليها فلذا استغنيا عن الصلة.

ص: 78

أراد أن التصغير قد يقع من فرط المحبة ولطف المنزلة كما يقال يا بُني ويا أخي، وقوله إذا ما حب شيء يعني به أحب لأنه يقال: أحب الشيء وحبه بمعنى، كما جاء في المثل السائر: من حب طب" إلا أنهم اختاروا أن بنوا الفاعل من لفظة أحب وبنو المفعول من لفظة حب فقالوا: للفاعل محب وللمفعول محبوب، ليعادلوا بين اللفظتين في الاشتقاق منهما والتفريع عنهما على أنه قد سمع في المفعول محب وعليه قول عنترة.

ــ

(بإقرار فتحة أوائلها على صيغتها الأصلية). وهذا فيما إذا كان مفتوحاً كما هو الأغلب فيه. فلا يرد عليه أنه إذا صُغر أولاً قيل أوليا بإبقاء ضمه وإدعاء أنه اجتلبت فيه ضمةٌ أخرى للتصغير خلاف الظاهر.

وفي "الإقليد" لما علمنا أن المبهم لا يخطى صدره بالضم والألف المزيدة في آخر جعلت عوضاً عن ضم الأول ما قاله المصنف. فأي حاجة تدعو إلى نية الاختلاف فيه بالضمة بخلافها في رجل فإنا لما رأينا نحو رجيل بضم أوله لزمنا تقدير الاختلاف، ونقول إنها حدثت علماً للتصغير. وأورد على جعل الألف عوضاً قولهم: اللذيون في الجمع بدون ألف، ويلزمه حذف العوض والمعوض على تقدير العوضية فقيل:

ص: 79

(ولقد نزلت فلا تظني غيره

مني بمنزلة المحب المكرم)

ــ

إنه ضعيف وقد قيل في المثل "أضعف من حجة نحوي" وقد يقال: إنها حذفت لالتقاء الساكنين والمحذوف لعلة كالموجود:

(بذيالك الوادي أهيم ولم أقل

بذيالك الوادي وذياك من زهد)

(ولكن إذا ما حب شيء تولعت

به أحرف التصغير من شدة الوجد)

لما كان في التصغير زيادة ينقص بها المعنى لأنه في الأصل للتحقير أو التقليل ولذا قال بعض الشعراء في صديق له:

(صحبته ولم يكن نظيري

نقصت إذ جعلته تكثيري)

كما تزاد الياء في التصغير

منع تصغير أسماء الله تعالى والأنبياء والأمور المعظمة إلا أنه قد تجوز به فاستعمل للتعظيم تارة وللتحبيب تارة، والرأفة والتقريب، كما يقول الرجل لابنه: يا بني، وعليه قول "ابن الفارض" في رباعياته:

(عودت حبيبي برب الطور

من آفة ما يجري من المقدور)

(ما قلت حبيبي من التحقير

بل يعذب اسم الشخص بالتصغير)

و"للشاب الظريف":

(لله نحوي له مبسم

حلو به يعذب تعذيبي)

(قد صغر الجوهر في ثغره

لكنه تصغير تحبيب)

وفي قوله تحبيب إبهام لطيف.

(وفي المثل السائر (من حب طب) وقالوا أيضاً: اعمل عمل من طب لمن حب. وهو

ص: 80

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مثل مشهور، ووقع لبعض المتأخرين في شرح"قواعد ابن هشام" أنه قال: المحب

لا يداوي حبيبه، لأنه لشدة شغفه به لا يقدم على علاجه، فطب في المثل يتعين أنه بمعنى الفطنة والحذق، ولذا سمي السحر ومعالجة المرض طباً لاحتياجه لكمال الفطنة، فإنها أصل معناه الحقيقي، كما قال "عنترة" في معلقته:

(طب بأخذ الفارس المستلئم

[هو لابس للامة أي الدرع])

وليس بشيء، ولذا قاله "العلامة" في وصاياه المذكورة في آخر شرحه للقانون:

(لأن يراك طبيبك حبيباً

خير من أن يراك جافياً غريباً)

ألم تقرأ في كتب الأدب، وما مر بك من أمثال العرب أعمل عمل من طب لمن حب؟ فلولا أن صداقته نفع عاجل وخير شامل، لم يضرب بها الأمثال، ولم يسبق فيها الأعوام والأحوال إلى آخره.

وما ذكره صحيح أيضاً قال "ابن الأنباري" في "الزاهر": معناه من أحب فطب وحذق واحتال لمن يحب، وما ذكر من اختيارهم في بناء الفاعل من أحب وفي المفعول من حب ليتعادل اللفظان من محاسن العربية وحكمة الواضع لها.

(ولقد نزلت فلا تظني غيره

مني بمنزلة المحب المكرم)

هو من معلقة "عنترة" المشهورة التي أولها:

(أعياك رسم الدار لم تتكلم

حتى تكلم كالأصم الأعجم)

ص: 81

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ونزلت بكسر التاء خطابٌ لمحبوبته، والباء في قوله: بمنزلة متعلقة بمصدر محذوف لأنه لما قال نزلت دل على النزول كما في قوله تعالى {ومن يرد في بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} ، وهو في موضع نصب، فالمعنى ولقد نزلت مني منزلة مثل منزلة المحب المكرم.

وقوله: فلا تظني غيره، أي لا تظني غير ما أنا عليه من محبتك، وأنت عندي بمنزلة من لا أقدم عليه أحداً. وقال "الكسائي" حب الثلاثي لغة أماتوها في تصاريفه، وقال "الأصمعي": لا أعرفه إلا في يحب المبدوءة بالياء التحتية وعلى هذا فما في المثل شاذ أو للمشاكلة والحق ما قاله "أبو علي الفارسي" من أن الثلاثي مستعمل ولكنه قليل.

ص: 82