الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(199) جمع أسماء الأجناس
.
ويقولون في جمع جوالق: حد القات فيخطئون لأن القياس المطرد أن لا تجمع أسماء الجنس المذكر بالألف والتاء، وإما أشذت العرب عن هذا القياس أسماء جمعتها بالألف والتاء تعويضاً لأكثرها عن تكسيره، وهي حمام، وساباط، وس رادق، وإيوان، وهاوون، وخيال، وجواب، وسجل، ومكتوب، ومقام، ومصام، وإوان - وهو حديدة تكون مع الرائض - وبوان بكسر الباء وضمها وهو عمود في الخباء. وقالوا في جمع [شعبان] ورمضان وشوال والمحرم: شعبانات ورمضانات وشوالات ومحرمات، وجميع ذلك مما شذ عن الأصول ولا يستعمل فيه غير المحصور المنقول، ولهذا عيب علء "أبي الطيب" جمعه بوقا علء بوقات في قوله:
(فإن يك بعض الناس سيفا لدولة
…
ففي الناس بوقات لها وطبول)
ــ
(ويقولون في جمع جوالق: حوالقات، فيخطئون فيه؛ لأن القياس المطرد أن لا يجمع أسماء الأجناس المذكرة بالألف والتاء). الجوالق: الغرارة، معرب "كوالة"، وفي "القاموس" هو بكسر الجيم واللام بضم الجيم وفتح اللام وكسرها. وجمعه جوالق كصحائف وجواليق وجوالقات. اهـ. ومن حفظ أسماء الجنس المذكرة فعد منها:(حمام) وقالوا في جمعه: حمامات، وقد قيل: إنه سمع تأنيثه، وعربيته في القديم "ديماس"، وقيل لبعض الحمقى: لم قيل في جمع الحمام حمامات وهو مذكر؟ قال إنما جمع لحمام النساء و (ساباط) مر تفسيره قريبا. (وسرادق) وهو ما يمد على صحن الدار، معرب "سراده" وجمعه سرادقات. و (إيوان) بكسر الهمزة صفة عظيمة ويجمع على إيوانات وأواوين.
فاْما جمعهم سراويل علء سراويلات وطريقًا علء طرقات فهو من قبيل جمع المؤنث لتأنيثها في بعض الدفات.
فأما جُوالق فذكر سيبويه" أنه لم يسمع عنهم في جمعه الاجواليق، وأجاز غيره أن يجمع على جوالق بفتح الجيم، كما قالوا في غرانق وهو الشباب غَرايق بالفتح، ومن حلاحل وهو السيد الوقور حَلاحِل بالفتح، ومن عُراعر وهو رئيس القوم عَراعر، فإن قيل: كيف جمع المصغر بالألف والتاء نحو: ثويبات دريهمات؟ فالجواب أن المصغر بمنزلة الموصوف، إذ لا فرق بين قولك بويب وباب صفير، وصفات المذكر الذي لا يعقل تجمع بالألف والتاء، نحو السيوف المرهفات والجبال الشامخات والأسود الضاريات، ومن حكم هذا النوع من المذكر المجموع بالألف والتاء أن يذكر في باب العدد بلا هاء كالمؤنث فيقال: كتبت ثلاث سجلات وبنيت ثلاث حمامات لأن الاعتبار في باب العدد باللفظ دون المعنى، وأجاز بعضهم أن تلحق الهاء في عدده اعتبارًا بمعنى واحِدِه لا بلفظ جمعه، فيقال: ثلاثة سجلات
ــ
و(خيال) ما يتراءى في اليقظة أو الحلم، وسمع فيه خيالة وجمعه على خيالات، ويقال: أخيلة أيضًا، قال "المتنبي":
إذا خيالاته أطفن بنا
…
أضحكه أني لها حامد
وخيالات كما قال "الكندي" يجوز أن يكون جمع خيالة وهو الأصل، أو جمع خيال وهو القياس في جمع ما لا يعقل.
و(جواب) هو جواب السائل المعروف يجمع على جوابات، لكن قال "ابن الجوزي"
في "ذيل الدرة" قال "العسكري": العامة تقول في جمع الجواب: جوابات وأجوبة وهو خطأ، لأن الجواب مثل الذهاب لا يجمع قياسًا.
قال "سيبويه": الجواب لا يجمع، وقولهم: جوابات وأجوبة مولد. اهـ.
وخمس حمامات لأن واحدهما سجل وحمام، وكلاهما مذكر كما يقال: ثلاثة طَلَحات وخمسة حمزات. فأما حكم بطات وحمَامَات فعند أكثرهم أن الاعتبار فيها باللفظ فيقال: عندي ثلاث بطَّات ذكور، لأن نقطة البطة مؤنثة وان وقعت على مذكر.
[فلهذا فلهذا وجب أن يجرد العدد فيها من الهاء، وكذلك لما كان الغالب على المجموع بالألف والتاء أن يكون مؤنث الذي تجرد عدده من الهاء لحق به ما جمع عليهما من جنس المذكر ليطرد الحكم فيه، ويسلم أصله المنعقد من نقص يعتريه].
وذكر بعضهم أنه يراعى الأسبق من الُمفَسَّرَيْن فإن قال: عندي ثلاث بطات ذكور جرد من الهاء لتقدم المفسَّر المؤنث، وإن قال: عندي ثلاث ذكور من البط أثبت الهاء الهاء لتقدم المفسَّر المذكر.
ــ
تنبيه
من قال: الحمام مؤنث (2) فشبهته أن "الجوهري" أنشد بيتًا وقع فيه مؤنثًا وهو:
وإذا دخلت سمعت فيها رنة
…
صوت المعاول في بيوت هداد
ويروى: لغط المعاول. قال "التاج السبكي" كذا اْورده "الجوهري" في فصل العين من باب اللام. وعبارته "المعول": الفأس العظيمة ينقر بها الصخر وجمعه معاول، وأما قوله في صفة الحمام وأنشد البيت: معاول وهداد- فهما حيان من الأزد. اهـ.
والحمام مضبوط بتشديد الميم -ضبط قلم- وعليه عَوَّل "ابن الخباز" في قوله إنه مؤنث.
وفي "تاريخ المظفري" ما نصه أن "آمر بن حصن" كان يذبح الحمام، فخشي "الجعد السدوسي" أن يذبح حمامًا كان له فقال:
أمر "ابن حصن" بالحمام فساءني
…
أخشى على طرفي نفاد تلادي
خضر مطوقة الغريد كأنما
…
خضبت قوائمهن بالفرصاد
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
(وإذا دخلت سمعت فيها رنة
…
لغط المعاول في بيوت هداد)
وهذا يقتضي أن الحمام مخفف الميم اسم للطائر المعروف، لا مشدداً اسماً للمكان. وفيه أيضاً المقاول جمع مقول بالقاف، وهو والقيل بمعنى في لغة اليمن. اهـ. من تذكرة "الصفدي"] وقوله:(وسجل) يجمع على سجلات، وهو مذكر، أو مؤول بصحيفة. (ولهذا عيب على "أبي الطيب" قوله:
(وإن يك بعض الناس سيفاً لدولة
…
ففي الناس بوقات لها وطبول)
هو من قصيدة له مدح بها سيف الدولة، وأولها:
(ليالي بعد الظاعنين شكول
…
طوال وليل العاشقين طويل)
ومعناه: من لا غنى فيه أو من يشيع أمره كالطبل والزمر، وإنما عيب عليه لأنه لفظ ثقيل مستهجن. قال "الواحدي": البوق جاء في كلام العرب وجمعه بوقات وإن كان مذكراً كحمام وحمامات. فقد عرفت أنه سمع جمعه، وإنما لم يعب عليه من هذه الجهة التي قالها المصنف، وإنما هو من جهة أنها لفظة غريبة مستكرهة في السمع، وهو معرب "بوري". وفي "الأساس": من المجاز رجل ينفخ في البوق إذا كان ينطق بالكذب والباطل وما لا طائل تحته، وجاء بالبوق ونطق بوقاً. قال "حسان":
(إلا الذي نطقوا بوقاً ولم يكن)
وتبوق فلان: كذب. (فأما جوالق فذكر "سيبويه" أنه لم يسمع عنهم في جمعه إلا جواليق، وأجاز غيره أن يجمع على جوالق بفتح الجيم كما قالوا في جمع غرانق). استطرد فذكر ما جاء من فواعل بالضم وجمعه فواعل بالفتح فلم يفرق بين مفرده وجمعه المكسر بغير حركة واحدة، وهو من النوادر، وذكر المصنف له أربعة أمثلة، وقد زاد "ابن السيد" في شرح "أدب الكاتب" الخشارم بضم الخاء في المفرد وفتحها في الجمع
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
- الذي يتطير - وقراقر وعذاقر. فصارت سبعة. (جمع المصغر بالألف والتاء نحو ثويبات ودريهمات). علله المصنف بأنه بمنزلة صفات ما لا يعقل، وهي تجمع كذلك كجبال شامخات، وعلله غيره بأنه إنما جمع كذلك لتسلم علامة التصغير ولو كسرت لزالت وجعلوا ما لا يعقل في حكم المؤنث. ولكل وجهة. (ومن حكم هذا النوع من المذكر المجموع بالألف والتاء أن يذكر في باب العدد بلا هاء كالمؤنث، فتقول: كتبت ثلاث سجلات وبنيت ثلاث حمامات؛ لأن الاعتبار في باب العدد باللفظ دون المعنى). هذا مذهب بعض الكوفيين. قال "الشاطبي" في شرح "الألفية": قالت طائفة من النحاة: يعتبر في العدد لفظ الجمع لا لفظ المفرد، فيقولون ثلاث سجلات وأربع حمامات وخمس سرادقات ونحوه، والعرب على خلاف ما قال هؤلاء، وهو مذهب البصريين. اهـ. فما قاله المصنف مبني على هذا المذهب الضعيف الذي ذهب إليه بعض الكوفيين. [والصحيح أنه يراعي في الجموع آحادها فتقول: ثلاثة أرغفة، فتثبت التاء في ثلاثة نظراً إلى الرغيف، وإن كان في أرغفة تاء التأنيث، وكذلك ثلاثة سجلات نظراً إلى السجل، فإن أضيف العدد إلى اسم مفرد وهو جمع معنى وليس جمع سلامة ولا تكسير روعي لفظه دون واحده، نحو ثلاثمائة، فراعيت المائة ولم تراع العدد، وكذلك ثلاث من الخيل والإبل لأنها اسم مفرد وليس بجمع. وأما ثلاثة طلحات فإنما لزمته التاء لأن العبرة في هذا الباب بالتأنيث المعنوي حقيقة أو مجازاً لا بالتاء، فافهم، فإن المصنف ضبط فيه خبط عشواء].