الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[29] هوش لا شوش
ويقولون: شوشت الأمر وهو مشوش. والصواب أن يقال فيه: هوشت وهو مهوش؛ لأنه من الهوش وهو اختلاط الشيء ومنه الحديث "إياكم وهوشات الأسواق". وجاء في خبر آخر "من أصاب مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر"
ــ
(ويقولون: شوشت الأمر، وهو مشوش، والصواب أن يقال: هوشته فهو مهوش لأنه من الهوش وهو اختلاط الشيء. ومنه الحديث "إياكم وهو شاب الأسواق". وجاء في حديث آخر "من أصاب مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر" يعني بالهاوش التخليط وبالنهابر المهالك، وقد روي من أصاب مالا من نهاوش وهو بمعناه). وفسره السلف بمن جمع مالا من جهات مختلطة لا يعل حلها وحرمتها قطعه الله عليه من الهوش والهر، وإن لم يسمع نهوش ونهبر لأن من الجموع ما لم يسمع له مفرد، وقد روي الحديث على وجوه متقاربة المعاني، فروي مهاوش بالميم وهو المشهور عن أهل اللغة، ويروى تهاوش بالمثناة وضم الواو، وروي بالنون وكسر الواو، وأنكره بعض أهل اللغة، وقالوا: إنها من غلط الرواة، وكلها ترجع إلى الهوش أي الاختلاط، وأما أن نهابر من الهبر بمعنى القطع فليس بمعروف في اللغة وإنما هو مستعار من النهابر والنهابير وهي تلال الرمل للمهالك ومنه قول "ابن العاص""لعثمان" إنك بمنزلة من كلفهم ركوب تلال الرمل لأن
يعني بالمهاوش التخاليط وبالنهابر المهالك، وقد روي "من أصاب مالا من نهاوش" وهو في معناه.
ــ
المشي يشق عليها، والصحيح أن لها واحدن، وهو نهبور. وما ذكره من التشويش، وإن كان تبع فيه بعض أهل اللغة فقد أشتهر ووقع في كلام "الزمخشري" وأهل المعاني كقولهم لف ونشر مشوش، وقد شاع من غير نكير وفي شعر الطغرائي:
(بالله يا يح إن مكنت ثانية
…
من صدغه فأقيمي فيه واستتري)
(وإن قدرت على تشويش طرته
…
فشوشيها ولا تبقي ولا تذري)
والعامة تقول لذؤابة الرأس: شوشة، وهي عامية قبيحة، وما أنكروه أثبته "الجوهري" فقال: التشويش التخليط وقد تشوش عليه الأمر. وكذا قال "الليث"، وقال صاحب "القاموس": إنه وهم. وقال "ابن بري": إنه من كلام المولدين ولا أصل له في العربية، إلا أن "الليث" أثبتها وهو ثقة، وهي لفظة مشوشة، سرى معناها إلى لفظها، كما قاله بعض مشايخنا، في "جزاف" وتثليث جيم جزاف.