الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[18] قولهم في التحذير بإياك
ويقولون في التحذير: إياك الأسد إياك الحسد. ووجه الكلام إدخال الواو على الأسد والحسد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياك ومصاحبة الكذاب فإنه يقرب عليك البعيد ويبعد عنك القريب" وكما قال الشاعر:
(فإياك والأمر الذي إذا توسعت
…
موارده ضاقت عليك المصادر)
والعلة في وجوب إثبات الواو في هذا الكلام أن لفظة إياك منصوبة بإضمار فعل تقديره اتق أو باعد، واستغنى عن إظهار هذا الفعل لما تضمن هذا الكلام من
ــ
(ويقولون في التحذير: إياك الأسد وإياك الحسد ووجه الكلام إدخال الواو على الأسد والحسد). هذا من جملة هناته قال "ابن مالك" في "التسهيل": لا يحذف العاطف بعد إياك والمحذور منصوب بإضمار ناصب آخر أو مجرور بمن وفي شرحه "للمرادي" مثال المنصوب إياك الشر، ولا يجوز أن يكون الشر منصوباً بما انتصب به إياك بل بفعل آخر تقديره دع الشر، وهذا مذهب الجمهور ومن ذلك قوله:
(فإياك إياك المراء فإنه
…
إلى الشر دعاء وللشر جالب)
معنى التحذير، وهذا الفعل إنما يتعدى إلى مفعول واحد، فإذا كان قد استوفى عمله ونطق بعده باسم آخر لزم إدخال حرف العطف في معموله عليه، كما لو قلت: اتق الشر والأسد، اللهم إلا أن يكون المفعول الثاني حرف جر كقولك إياك من الأسد، أي باعد نفسك من الأسد.
ــ
فأضمر بعد إياك ناصباً تقديره اتق. قال "ابن عصفور": إن حذفت الواو لم يلزم إضمار الفعل نحو قوله: فإياك إياك المراء البيت. ولو كان في الكلام لجاز إضمار هذا الفعل، وقال "ابن يعيش": المراد في البيت والمراء فحذف حرف العطف، أو من المراء فحذف حرف الجر، وقال "أبو البقاء": المختار عندي أن يقدر له فعل يتعدى إلى مفعولين نحو جنب نفسك الشر، فإياك في موضع نفسك اهـ.
وفي "كتاب سيبيويه" لو قلت إياك الأسد تريد من الأسد لم يجز كما جاز في أن، إلا أنهم زعموا أن "ابا إسحاق" أجاز هذا البيت: فإياك إياك المراء فإنه.
كأنه قال: إياك ثم أضمر بعد إياك فعلاً آخر فقال: اتق المراء، وقال "الخليل" لو أن رجلاً قال: إياك نفسك لم أعنفه اهـ. وبما قرع سمعك من كلام هؤلاء الفحول تعلم
فإن قيل: فكيف يجوز أن يقال إياك والأسد فيأتي بالواو التي معناها الجمع بين الشيئين، وأنت إنما أمرته أن يباعد نفسه ولم تامره أن يباعد الأسد، فالجواب عنه أنه إذا باعد نفسه من الأسد كان بمنزلة تبعيده الأسد، وقد جوز إلغاء الواو عند تكرير لفظة إياك كما استغنى عن إظهار الفعل مع تكرير الاسم في مثل قولن: الطريق الطريق وأشباهه، وعليه قول الشاعر:
(فإياك إياك المراء فإنه
…
إلى الشر دعاء وللشر جالب)
فإن قلت: إياك أن تقرب الأسد فالأجود أن تلحق به الواو لأن أن مع الفعل بمنزلة المصدر فأشبهه قولك إياك ومقاربة الأسد، ويجوز إلغاء الواو فيه، على أنه
ــ
أن ما منعه المصنف أجازه (الخليل) وغيره من أئمة العربية على تقدير عامل آخر، أو فعل يتعدى لمفعولين، وإنما يمتنع على تقدير عامل واحد لئلا يحذف الجار أو العاطف، ولا يمتنع مطلقاً، وإن أوهمه كلام "ابن الحاجب" وغيره، وهذا تحقيق المقام بما يميط عنه لثام الشبه والأوهام، ومن الناس من قال: الكلام هنا على ما ذكره المصنف من وجوده:
الأول: أنا لا نسلم امتناع إياك الأسد، وإن سلم امتناعه على تقدير ناصب لكلا الجزئين فقد قال "ابن مالك": يقال إياك الأسد على تقدير أحذرك الأسد قائلاً بأنه مما وجب حذف فعله، وامتناع الشيء على تقدير لا ينافي صحته على تقدير آخر.
الثاني: أن دعواه حذف الواو في البيت غير متعينة لأن فيه احتمالين آخرين أحدهما ما نقله "الحديثي" عن "سيبويه" من أن إياك إياك مشتغل بالتحذير، وقد تم بفعله الواجب تقديره، ثم شرع في كلام آخر غير متعلق به فقال المراء أي احذر المراء، وهو مما جاز حذف عامله لأنه محذر منه مفرد، وثانيهما أن يكون المراء بدلاً كما فعل
تكون أن وما بعدها من الفعل للتعليل وتبيين سبب التحذير فكأنك قلت: أحذرك لأجل أن تقرب الأسد وعليه قول الشاعر:
(قبح بالسرائر في أهلها
…
وإياك في غيرهم أن تبوحا)
فائدة:
ومما ينخرط في سلك هذا الفن أنهم ربما أجابوا المستخبر عن الشيء بلا النافية ثم عقبوها بالدعاء له فيستحيل الكلام إلى الدعاء عليه كما روي أن "أبا بكر الصديق" رضي الله عنه رأى رجلاً بيده ثوب فقال له: أتبيه هذا الثوب؟ فقال: لا وعافاك الله فقال: لقد عُلِّمتم لو تتعلمون هلا قلت: لا وعافاك الله؟
ــ
بعضهم أن تحذف بدلاً من إياي في إياي أن يحذف لا مسبوقاً بمن المقدرة، وبهذين الاحتمالين بطل استدلال من استدل بالبيت المذكور على جواز:"إياك الأسد" بحذف "من"، أو "الواو" لأنه إذا كان بدلاً لم يكن "من" ولا "الواو" مقدرة، كما لو كان منقطعاً عما قبله، على أن حذف الجار داخلاً على الاسم الظاهر في مثل هذا التركيب على غير قياس استعمال الفصحاء إياه. لكن لم يصدر هذا البيت من فصيح، ومثله يرد فلا يثبت به أصل من أصول العربية. كذا في بعض شروح "الكافيه".
وفي "شرح الشواهد" إن هذا البيت من أبيت "الكتاب" مع تسليم صحة الاستشهاد به، فهو مما صدر عن الصفحاء إلا أن يثبت أنه استشهد به على لغة غير فصيحة، وهو أمر لم يثبت بعد.
وقال "ابن بري": إنه "للفضل بن عبد الرحمن القرشي" يخاطب به ابنه، وقلبه:
(ومن ذا الذي يرجو الأباعد نفعه
…
إذا لم تصلح عليه الأقارب)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وهذا كله خبط وخلط. وما ذكره المصنف غير وارد كما سمعته.
وقوله: (وهذا الفعل إنما يتعدى
…
الخ) قد عرفت أنه يقدر له عامل آخر أو فعل يتعدى إلى اثنين.
وقوله: (وقد يجوز إلغاء الواو
…
الخ) قد قدمنا لك أنه يجوز مع عدم التكرار أيضاً، وإنما التكرار سبب لوجوب الحذف، وهذه الواو إما عاطفة أو بمعنى مع.
فائدة:
(ومما ينخرط في سلك هذا الفن أنهم أجابوا المستخبر عن الشيء بلا النافية، ثم عقبوها بالدعاء له فيستحيل الكلام إلى الدعاء عليه، كما روي أن "أبا بكر الصديق" رضي الله عنه رأى رجلاً بيده ثوب، فقال له: أتبيع هذا الثوب؟ فقال: لا عافاك الله. فقال: لقد عُلِّمت لو تتعلمون، هلا قلت: لا، وعافاك الله) ..
هذا من الآداب المأثورة عن الصحابة رضي الله عنهم، وقال القاضي "عياض" في شرح "مسلم" [في] فضائل "سليمان" رضي الله عنه في قوله: يا إخوتاه:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أغضبتكم؟ قالوا: لا. يغفر الله لك يا أخي.
روي عن "أبي بكر" رضي الله عنه أنه نهى عن مثل هذه العبارة. وقال لقائل قال له: لا. عافاك الله: قل: عافاك الله لا تزد. لا تقل: لا قبل الدعاء فيصير الدعاء له في صورة نفيه وهو دعاء عليه.
وروي أنه قال له: قل: لا وعافاك الله. وفي كتب المعاني في "الفصل والوصل" ما يؤيده. فإن قلت: إن تقديره "لا يكون" ونحوه، وهو خبر، و"أيدك الله" في قولهم: لا وأيدك الله جملة دعائية إنشائية، والإنشائية لا يعطف على الخبر مطلقاً، أو في ما لا محل له من الإعراب، ومنه ذلك، فكيف جوزوه واستحسنوه فيما ذكر؟
قلت: إما أن يكون إطلاقهم مقيداً بما لا يكون لدفع الإيهام كما هو ظاهر كلام أهل المعاني، أو يقال: الواو زائدة لدفع الإيهام، أو استئنافية أو اعتراضية، وهم لم يتعرضوا لتفصيله، وقد جاء في الحديث أيضاً أن "هوزة" الحنفي كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يسأله أن يجعل الأمر له من بعده على أن يسلم ويصير إليه لينصره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا ولا كرامة، اللهم اكفنيه" فمات بعد قليل. اهـ.
فقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وبه اقتدى "الصديق" رضي الله عنه.
واعلم أن المصنف استعمل الانخراط بمعنى النظم، وهو مضهور في كلام المولدين، إلا أني لم أجده في كتب اللغة بهذا المعنى ولا ما يقرب منه، فليحرر. و"السلك" ما ينظم فيه الدرر ونحوها.
قال الشيخ الأجل الرئيس "أبو محمد": والمستحسن في مثل هذا قول "يحيى بن أكثم""للمأمون". وقد ساله عن أمر، فقال: لا وأيد الله أمير المؤمنين. وحكي أن "الصاحب أبا القاسم بن عبّاد" حين سمع هذه الحكاية قال: والله لهذه الواو أحسن من واوات الأصداغ على خدد المرد الملاح.
ومن خصائص لغة العرب إلحاق الواو في الثامن من العدد، كما جاء في القرآن:{التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر} وكما قال. سبحانه: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم} .
ــ
(والمستحسن في مثل هذا قول "يحيى بن أكثم" للمأمون - وقد سأله عن أمر - فقال: لا وأيدك الله).
وفي "الحواشي" قول "يحيى" هو قول "أبي بكر" رضي الله عنه فما معنى استحسانه؟
وقوله: (قول الصاحب: إن هذه الواو أحسن من واوات الأصداغ في خدود المرد الملاح) سوءة له تستر منقبة تؤثر، ولو قال: في خدود الملاح سلم مما ذكر. لكن المصنف آثره لاشتهار "ابن أكثم" بمحبة الغلمان.
و"أكثم" اسم أبيه. وقد صبوه بالتاء المثناة وبالتاء المثلثة، وقالوا: إنهما لغتان فيه، ومعناه عظيم البطن.
وهو قاضي "المأمون" و"الرشيد"، وله مآثر في صحبة الخلفاء مشهورة.
و"الصاحب" الوزير، وإذا أطلق -[في كتب الأدب]- فالمراد به "ابن عبَّاد"، والأصداغ تشبه بالواو والهمزة وغير ذلك مما هو معروف في كتب الأدب كما قيل:
(أهواه مهفهفاً ثقيل الردف
…
كالبدر يجلُّ حسنه عن وصف)
(ما أحسن واو صدغه حين بدت
…
يا رب عسى تكون واو العطف)
(ومن خصائص لغات العرب إلحاق الواو في الثامن، كما جاء في "القرآن العظيم" {التائبون
…
} الآية، وتسمى واو الثمانية).
وفي "المغني" واو الثمانية ذكرها جماعة من الأدباء كـ "الحريري" ومن النحويين الضعفاء كـ "ابن خالويه" ومن المفسرين كـ"الثعلبي". وزعموا أن العرب إذا عدوا قالوا: ستة، سبعة، وثمانية إيذاناً بأن السبعة عدد تام وأن ما بعده عدد مستأنف، وقد جاء في القرآن:{التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر} .
والظاهر أن العطف في هذا الوصف بخصوصه إنما كان من جهة أن الأمر والنهي من حيث هما أمر ونهي متقابلان، بخلاف بقية الصفات، أو لأن الآمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر وهو ترك المعروف، والناهي عن المنكر آمر بالمعروف، فأشير إلى الاعتدال بكل من الوصفين وأنه لا يكفي فيه ما حصل في ضمن الآخر، وفيه كلام آخر مفصل في "حواشي القاضي".
(ومن ذلك أنه جل اسمه لما ذكر أبواب جهنم ذكرها بغير واو، لأنها سبعة فقال:{حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها} ولما ذكر أبواب الجنة بها الواو لكونها ثمانية فقال سبحانه: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} .
ومن ذلك أنه جل اسمه لما ذكر أبواب جهنم ذكرها بغير واو لأنها سبعة فقال: {حتى إذا جاءها فتحت أبوابها} ولما ذكر أبواب الجنة بها الواو لكونها ثمانية، فقال سبحانه:{حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} وتسمى هذه الواو واو الثمانية. ومما ينتظم أيضاً في إقحام الواو ما حكاه "أبو إسحاق الزجاج" قال: سألت "ابا العباس المبرد" عن العلة في ظهور الواو في قولنا: سبحانك اللهم وبحمدك، فقال: إني لقد سألت "أبا عثمان المازني" عما سألتني عنه فقال: المعنى سبحانك اللهم وبحمدك سبَّحتك.
ــ
قال "ابن هشام": لو كان لواو الثمانية حقيقة لم تكن الآية منها؛ إذ ليس فيها ذكر عدد البتة وإنما فيها ذكر الأبواب، وهو جمع لا يدل على عدد خاص، ثم الواو ليست داخلة عليه بل على جملة هو فيها، وقد مر أن الواو في قوله: وفتحت مفخمة عند قوم وعاطفة عند آخرين، وقيل: هي واو الحال، أي جاؤها [حال كونها] مفتحة قيل: وإنما فتحت لهم قبل مجيئهم إكراماً لهم عن أن يقفوا حتى تفتح لهم، وفيه كلام وفي "درة التأويل" فإن قيل: هل يختلف المعنيان إذا حذفت الواو أو أثبتت؟ قلنا: يختلفان بأن الفتح يقع عند مجيء أهل النار لأن قوله "فتحت" جزاء الشرط وحقه إذا كان فعلاً أن لا يدخله واو لا فاء ويكون عقيب الشرط، وإذا حذف الجزاء وعطف عليه فعل فقيل: حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها كان التقدير حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتوحة، وهذا حكم اللفظ. وأما حكم المعنى فإن جهنم لما كانت أشد المحابس، ومن عادة الناس إذا شددوا أمرها أن لا يفتحوا أبوابها إلا لداخل وخارج، وكانت جهنم أهولها أمراً وأبلغها عقاباً أخبر عنها الإخبار عما شوهد من أهوال الحبوس التي يضيَّق على محبوسها، فوقع الفتح يتشوق للقاء أهلها، ومن رسم المنازل إذا بشر من فيها بإتيان أهلها أن تفتح أبوابها استبشاراً بهم وتطلعاً إليهم، فيكون ذلك قبل مجيئهم، فأخبر عن المؤمن وحالهم على ما جرت به عادة الدنيا في أمثالهم، فيكون حذف الجزاء وإدخال الواو على الفعل المعطوف
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
لذلك فاعرفه، وهذا من بديع اللطائف القرآنية وفقنا الله لفهمها.
(قال سألت "أبا العباس المبرد" عن العلة في ظهور الواو في قولنا: سبحانك اللهم وبحمدك فقال: لقد سألت "أبا عثمان المازني" عما سألتني عنه فقال: المعنى سبحانك اللهم وبحمدك سبَّحتك).
هذا مروي في صحيح البخاري وغيره عنه عليه السلام والمعنى وبحمدك وسبحتك، وحمدك بمعنى توفيقك وهدايتك لا بحولي ولا بقوتي، ففيه شكر لله على هذه النعمة والاعتراف بها والتفويض إلى الله. والواو في قوله "وبحمدك" إما للحال ولا يلزم فيه تقدير قد لتقدم معموله عليه، أو لعطف الجملة سواء قلنا إضافة الحمد إلى الفاعل والمراد لازمه مجازاً وهو ما يوجب الحمد من التوفيق والهداية أو إلى المفعول ومعناه سبحت متلبساً بحمدي لك. كذا قاله "الكرماني" في شرح "البخاري" وفي "المغني" في حرف الباء اختلف في قوله سبحانك الخ .. فقيل: هو جملة واحدة على أن الواو زائدة، وقيل جملتان على أنها عاطفة ومتعلق الباء محذوف أي وبحمدك سبحتك اهـ. وقد تقدم في الواو وجه ثالث وهو الحالية، والباء إما للمصاحبة أو للاستعانة. ومن هنا ظهر لك أن ما ذكره من السؤال والجواب مخالف لأن الاقحام معناه الزيادة، وعلى ما نقله "المبرد" ليس هي بزائدة لأن من يقول بالزيادة لا يقدر ففي كلامه خلل ظاهر لمن تأمله.