الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[222]- ما يجب أن يكتب موصولا
ثلثائة وستمائة، والعلة في ذلك أن ثلثمائة حذفت ألفهما فجعل الوصل فيها عوضاً عن لحذف، وأن ستمائة كان أصلها ستمائة كان أصلها سدسمائة فقلبت السين تاء، وجعل الوصل عوضاً عن الإدغام.
ومما عدلوا فيه عن رسوم الكتابة وسنن الإصابة أنني وجدت كتاباً أنشي من ديوان الخلافة القادرية إلي أحد الأمراء البويهية، وقد كتب المنشي في أوله وآخره: سلام عليك ورحمة الله وبركاته، بتنكير السلام في الطرفين والتسوية بينهما في الموطنين.
والاختيار عند جلة الكتاب المبرزين وأعلام الكتابة المميزين أن يكتب في صدر الكتاب منكراً وفي آخره معرفاً، لأن اسم النكرة إذا أعيد ذكره وجب تعريفه، كما في القرآن الكريم:{كما أرسلنا إلي فرعون رسولاً، فعصى فرعون الرسول} ، ولهذه العلة اختار بعض الفقهاء أن يتلى في تحيات الصلاة والسلام الأول منكراً والثاني معرفاً.
خاتمة
قال الشيخ الأجل الرئيس الإمام «أبو محمد القاسم بن علي» رضي الله عنه: فهذه الأوهام في الهجاء أثبتها عن العيان والتقطتها من كتب جماعة من الأعيان، ولعل خواطرهم هفت بها نسياناً، وأفلمهم خطرفت بها طغياناً، على أني لم أقصد بما ألفته من هذا الكتاب، وفتحت به مغالق الصواب أ، أندد بهفوات الأوهام وعثرات الأقلام، وأني يعتمد ذلك لبيب؟ وهل يتتبع المعايب إلا معيب؟
ومن ظن ممن يلاقي الحروب أن لا يصاب فقد ظن عجزاً.
وأنا أرجو أن يقع هذا الكتاب إلي من يستر المعيبة ويدراً بالحسنة السيئة، وأن أكفي إفراط من ينطق عن الهوى، ويجهل أن لكل امرى ما نوى، ومن الله أستلهم التوفيق للمقال المتعلق بالإصابة للفعال، المجتلب حسن الإثابة إنه. بكرمه. ولي الإجابة.
ــ
(ومن ظن ممن يلاقي الحروب أن لا يصاب فقد ظن عجزاً)
هو بيت من قصيدة «للخنساء» تبكي قومها، واسمها «تماضر بنت عمرو بن الشريد» وهذه القصيدة:
(تعرقني الدهر نهثاً وحزا
…
وأوجعني الدهر قرعا وغمزا)
(وأفنى رجالي فبادوا معاً
…
فأصبح قلبي بهم مستفزاً)
(كأن لم يكونوا حمى يتقي
…
إذ الناس إذ ذاك من عز بزا)
(وكانوا سراة بني مالك
…
وزين العشيرة فخراً وعزاً)
(وهم في القديم سراة الأديم
…
والكائنون من الخوف حرزاً)
(وهم منعوا جارهم والنسا
…
ء يحفز أحشاءها الخوف حفزا)
(غداة لقوهم بملمومة
…
رواح تغامر في الأرض ركزا)
(بببيض الصفاح وسمر الرماح
…
فبالبيض ضربا وبالسمر وخزا)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
(وخيل تكدس بالدراعين تح .... ت العجاجة يجمزن جمزا)
(حززنا نواصي فرسانهم
…
وكانوا يظنون أ، لا تحزا)
(ومن ظن ممن يلاقي الحروب
…
أن لا يصاب فقد ظن عجزا)
(نعف ونعرف قدر الجوار
…
ونتخذ الحمد والمجد كنزا)
وقوله: أن لا يصاب. روى: بأن لا يصاب. قال «ابن الشجري» : في «أماليه» : الباء في قوله: بأن لا يصاب زائدة، كما زيدت في قوله تعالى {ألم يعلم بأن الله يرى} ، ولو أسقطها كان النصف الثاني محروما، والخزم يكون في أول البيت، وجاء في النصف الثاني قليلاً، وأن يجوز أن تكون مصدرية وأن تكون مخففة من الثقيلة. اهـ ....
وفي ادعائه الخزم نظر؛ لأنه إذا كان مدوراً لا خرم فيه.
والمصنف تمثل به لنفسه بمعنى: لكل جواد كبوة، ومن صنف فقد استهدف، فلا يخلو من طعن الطاعنين [ونبوة غِر مداهن] فإن توهم السلامة من ذلك كان توهماً فارغاً وظناً باطلاً، كما أن من دخل الحروب وقارع الأبطال، وظن أن لا يصاب بشيء من الضرب والطعن ونحو ذلك فقد ظن ظناً باطلاً، فسماه عجزاً تجوزاً، أو المراد بالعجز عجز الناس عنه.
وقد نجز ما أوردناه، وتحلى بحلي الكمال ما قصدناه، والحمد لله على مزيد الإنعام
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
في كل مفتتح واختتام، وعلى أفضل الرسل أفضل الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه الكرام [والحمد لله وحده].