الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[151]- اسم الآلة بكسر الميم لا بفتحها
ويقولون: مطرد ومبرد ومبضع ومنجل، كما يقولون: مقرعة ومقنعة ومنطقة ومطرقة، فيفتحون الميم من جميع هذه الأسماء، وهو من أقبح الأوهام وأشنع معايب الكلام، لأن كل ما جاء على مفعل ومفعلة من الآلات المستعملة المتدولة فهو بكسر الميم، كالأسماء المذكورة ونظائرها، وعليه قول "الفرزدق": في مرئية سايس:
ــ
(ليبك أبا الخنساء بغل وبغلة
…
ومخلاة سوء قد أضيع شعيرها)
(وجرفة مطروحة ومحسةٌ
…
ومقرعة صفراء بالٍ سيورها)
وإنما كسر الميم من محسة لأن الأصل فيها محسسة، فأدغم أحد الحرفين المتماثلين في الآخر وشدده، والمشدود يقوم مقام حرفين كما فعل في نظائرها مثل: محفة ومخدة ومظلة ومسلة.
ومن وهمهم أيضاً في هذا النوع قولهم لما يروح به: مروحة بفتح الميم، والصواب كسرها، وأخبرني "أبو القاسم الحسين بن محمد التميمي" المعروف بالباقلاوي قراءة عليه، قال: أخبرنا "أبو عمرو الهمذاني" عن عمه "أبي روق" عن "الرياشي" عن "الأصمعي" قال: قال "أبو عمرو بن العلاء": بلغنا أن "عمر". رضي الله عنه. كان ينشد في طريق مكة:
ــ
(وهذا الذي أصله أهل اللغة من كسر الميم في أوائل أسماء الآلات المتناقلة المصوغة
(كأن راكبها غضن بمزوجة
…
إذا تدلت به أو شارب ثمل)
ثم قال لنا "أبو عمرو": المزوحة بفتح الميم الموضع الكثير الريح، والمروحة بالكسر ما يتروح به، وهذا الذي أصله أهل اللغة من كسر الميم في أوائل أسماء الآلات المتناقلة المصوغة على مفعل ومفعلة. هو عندهم كالقضية الملتزمة والسنة المحكمة، إلا أنهم أشذوا أحرفاً يسيرة منه، ففتحوا الميم من منقبة البيطار، وضموها من مدهن ومسعط ومنخل ومنصل ومكحل ومدق، وقيل في مدق الكسر على الأصل، ونطقوا في مسقاة ومرقاة ومطهرة بالكسر قياساً على الأصل، وبالفتح لكونها مما لا يتناقل باليد.
ــ
على مفعل ومفعلة وهو عندهم كالقضية الملتزمة والسنة المحكمة).
هذا تحقيق بديع لما فيه من الفرق بين اسم الآلة التي تتناول باليد وغيرها، فيتعين كسر أول الأول إلا شذوذاً، ويفتح بعض من الثاني كمرقاة ومنارة لأنه من وجه آلة، ومن وجهٍ مكان، وهو فرق لطيف قل من نبه عليه أو تنبه له، والمدهن آلة الدهن وقارورته ومستنقع الماء، ومن الثاني قوله في الحديث:"نشف المدهن" ومنقبة البيطار ومكسر: الحديدة التي ينقب بها ويثقب.