الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[137]- قولهم: النسيان
ويقولون ضد الذكر: النسيان بفتح النون والسين، فيوهمون فيه، لأن النسيان تثنية النسا وهو العرق الذي في الفخد، فأما المصدر من نسي فهو النسيان على وزن فعلان مثل العرفان والكتمان، فإن جاءت مصادر في كلام العرب على فعلان بفتح الفاء والعين فهي مما يختص بالحركة والاضطراب كالوجدان [والذملان] واللمعان والضربان، ومن غريب ما جاء على فعلان قولهم في جمع كروان: كروان، كما قال "ذو الرمة":
(من آل أبي موسى ترى القوم حوله
…
كأنهم الكروان أبصرون بازيا)
وذكر بعضهم أنه يجمع صفوان على صفوان، وهو من الشاذ.
ــ
(فإن جاءت مصادر في كلام العرب على فعلان بفتح الفاء والعين فهي مما يختص بالحركة والاضطراب).
هذا ما ذكره "ابن جني" وعده من بدائع العربية لدلالة الهيئة على معانيها الوضعية، إلا أنهم أوردوا على ما ذكره شنآن بمعنى البغض، وأجاب عنه صاحب "الكشف": بأن في اضطرابا وحركة نفسية تنزل منزلة الحسية، و"لأبي علي الفارسي" في "الحجة" كلام نفيس ليس هذا محله.
(ومن غريب ما جاء على وزن فعلان قولهم في جمع كروان: كروان).
يعني أنه جمع فعلان بفتح الفاء وسكون العين على فعلان بكسر الفاء وسكر العين، وهو من النوادر في الأوزان.
وقال "ابن بري": إنه ورد منه ألفاظ أخر غير ما ذكره المصنف، وهي ورشان لطائر وجمعه ورشان، وقلتان للفرس النشيط وقلتان في جمعه، وصلتان للماضي في الأمور،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وصميان وشقدان للحرباء، فهي على ما ذكره المصنف من كروان وصفوان ثمانية، وصفوان اسم للحجر.
والكروان طائر يشبه البط لا ينام بالليل فسمي بضده، وفي المثل "أجبن من كروان" لأنه إذا قيل له:
(أطرق كرا أطرق كرا
…
إن النعامة في القرى)
لصق بالأرض فيلقى عليه ثوب فيصاد، وهذا مثل يضرب للمعجب بنفسه.
وفي شرح "التسهيل""لابن عقيل" قال "سيبويه": قالوا كروان والجمع كروان، وإنما كسر على كرى كالإخوان، وهو وهم، فإنهم إنما قالوه في المثل وهو ترخيم، وقياس جمه كراوين، وما نقل عن "سيبويه" ارتضاه في "المحكم" وتبعه صاحب "القاموس". وما زعمه من وهم "سيبويه" لأنه ولو سلم أنه في المثل ترخيم لا يضره، لأن مراده أنه جمع لمفرد مقدر جار على القياس، وبه صرح "المبرد" فقال - في الكامل -: الكروان جمعه كروان طائر معروف، وليس هذا الجمع لهذا الاسم بكماله، ولكنه على حذف الزوائد [والتقدير كرى وكروان] كما تقول: أخ وإخوان وورل وورلان، فجمعه على حذف الزوائد، وقد استعمل في المفرد كذلك فتقول العرب في مثل لها: أطرق كرا. اهـ.
وعلى ما ذكره "سيبويه" وارتضاه "المبرد" لا يكون هذا غريبًا نادرًا كما قاله المصنف [كما قال "ذو الرمة"]:
(من آل أبي موسى ترى القوم حوله
…
كأنهم الكروان أبصرن بازيا)
هو من قصيدة مدح بها "بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري" وأولها:
(تقول عجوز مد رأتني رائحا
…
على بيتها من عند أهلي وغاديا)
(أذو زوجة في الحضر أم ذو خصومة
…
أراك لها بالبصرة العام ثاويا)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
(فقلت لها: لا، إن أهلي جيرة
…
لأكثبة الدهنا جميعًا وماليا)
(وما كنت مذ أبصرتني في خصومة
…
أراجع فيها يابنة الخير قاضيا)
(ولكنني أقبلت من جانبي حسا
…
أزور فتى نجدًا كريمًا يمانيا)
من آل أبي موسى .... إلخ]
قال "المبرد" قوله: ترى القوم أي الثقات من الرواة.