الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[185]- قولهم للمدينة المشهورة: سامرا
ويقولون للبلدة التي استحدثها "المعتصم بالله""سامري" فيوهمن فيه كما وهم "البحتري" فيها إذ قال في صلب "بابك":
(أخليت منه البذ وهي قراره
…
ونصبته علماً بسامراء)
والصواب أن يقال فيها: "سر من رأى" على ما نطق بها في الأصل؛ لأن المسمى بالجملة يحكى على عكس صيغته الأصلية، كما يقال: جاء "تأبط شرا" وهذا "ذرى حبا" ومنه قول الشاعر:
(كذبتم وبيت الله لا تنكحونها
…
إني "شاب قرناها" تصر وتحلب)
يعني بني التي تسمى "شاب قرناها"، ولهذا نظائر في كلام العرب وأشعارهم ومحاوراتهم وأمثالهم.
ــ
(ويقولون للبلدة التي استحدثها "المعتصم بالله": سامر فيوهمون فيه كما وهم "البحتري" إذ قال في صلب "بابك":
(أخليت منه البذ وهي قراره
…
ونصبته علماً بسامراء)
والصواب أن يقال فيها: سر من رأى على ما نطق به في الأصل لأن المسمى بالجملة يحكى على صيغته الأصلية).
قال "ابن بري": سامراً هو قول "ثعلب" و"ابن الأعرابي"، وأهل الأثر يقولون: اسمها القديم ساميراً تسميته لها "بسامير بن نوح" لأنه أقطعه إياها، فكره المعتصم هذه التسمية وغيرها إلى "سر من را" وكراهة المعتصم لاسمها يشهد لأن اسمها "سامر" مغيرا عن سامير ولذلك غيرها المعتصم.
على أنه قد حكى أهل اللغة أنها قد سميت "ساء من رأى" فيكون سامرا على هذا
وحكاية المسمى بالجملة من مقاييس أصولهم وأوضاعهم، فلهذا وجب أن ينطق باسم البلدة المشار إليها على صيغتها الأصلية من غير تحريف فيها ولا تغيير لها، وذلك أن "المعتصم بالله" حين شرع في إنشائها ثقل ذلك على عسكره، فلما انتقل بهم إليها سر كل منهم برؤيتها فقيل فيها: سر من رأى، ولذمها هذا الاسم، وعليه قول "دعبل" في ذمها:
(بغداد دار الملوك كانت
…
حتى دهاها الذي دهاها)
(ما سر من را بسر من را
…
بل هي بؤس لمن رآها)
وعليه أيضاً قول "عبيد الله بن عبد الله" في صفة "الشعرى":
(أقوال لما هاج قلبي الذكرى
…
واعترضت وسط السماء الشعرى)
(كأنها ياقوتة في مدرى
…
ما أطول الليل بير من را)
ــ
صحيحاً وحذفت منه همزة ساء وهمزة رأى لطول الكلمة، وقد حكوا فيها ست لغات: سر من راء، وسر من رأى، [وساء من رأى]، وسامرا، وساميرا، [وساء مراء]، وهذا مغير من سا من رأى أو مغير من ساميرا. وفي "معجم البلدان" سامراً لغة في سر من رأى، وهي مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة، فخربت وفيها لغات: سامراء ممدوداً ومقصوراً، وسر من راء مهموزاً وغير مهمور في قول "الحسين الضحاك":
فنطق الشاعران باسمها على وضعه وسابق صيغته، وإن كانا قد حذفنا همزة رأى لإقامة الوزن وتصحيح النظم.
ــ
(سر من را أسر من بغداد
…
فاله عن بعض ذكرها المعتاد)
وسر من راء ممدود الآخر كما قال "البحتري".
(لأوحلن وآمالي مطرحة
…
يسر من راء يستبطى بها القدر)
وساء من راء، وسر من را عن "الجوهري".
وقال الناس في سامرا سامرة مخففة وينسبون إليها بسرمري، وقيل: أصلها "سام راه" لأنه بناها "سام" وقيل: إنها وضع عليها الخراج فقالوا لها بالفارسية: ساامره أي موضع الحساب. وقال "حمزة": كانت مدينة عتيقة من مدن الفرس يحمل إليها الإتاوة، و"مره" اسم العدد وقيل: إن ساما كان يصيف بها، وكانت للأكاسرة ثم جددها "المعتصم" سنة إحدى وعشرين ومائتين لما ضاقت بغداد عن مماليكه وعسكره وتبرم الناس من ذلك، حتى شكوا إليه وخشي الفتنة، على ما فصله "ياقوت".
و"بابك" بالفتح علم رجل خرج زمان العباسيين، وهو ممنوع من الصرف، والبيت من قصيدة أولها:
(زعم الغراب منبى الأنباء
…
أن الأحية آذنوا بتناء)
و"البذ" بفتح الموحدة وتشديد الذال المعجمه كورة بين "آران" و"آذربيجان"، وضمير قراره يرجع إلى "بابك".