الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[181]- قولهم: طرده السلطان
ويقولون: طرده السلطان، ووجه الكلام أطرده؛ لأن معنى طرده أبعده بيده أو بآلة في كفه، كما يقال: طردت الذباب عن الشراب، وما المقصود هذا المعنى، بل المراد به أن السلطان أمر بإخراجه عن البلد، والعرب تقول في مثله: أطرده، كما تقول: أطرد فلان إبله أي أمر بطردها [والطرد وبسكين الراء المصدر، وبالفتح مطاردة الصيد، الطريدة هي الصيد].
ــ
(ويقولون: طرده السلطان، ووجه الكلام أن يقال: أطرده، لأن معنى طرده أبعده بيده أو بآلة في كفه، كما يقال: طردت الذباب عن الشراب، وما المقصود هذا المعنى، بل المقصود أن السلطان أمر بإخراجه عن البلد، والعرب تقول في مثله: أطرده).
هذا غير مسلم؛ لأن الأمر يجعل كالمباشرة، يقال: قتله السلطان أو قطع يده إذا أمر بذلك وأيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لأبي سفيان" أنت الذي طردتني كل مطرد، وقيل "للحكم" طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكون الطرد باليد أو بآلة غير لازم لأنه يكون بالقول كقم واذهب. كذا قيل، وفيه نظر. والذي وقع مع "أبي سفيان" أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين أسلم عام الفتح:
(هداني هاد غير نفسي ودلني
…
على الله من طردته كل مطرد)
[فضرب النبي صلى الله عليه وسلم صدره وقال له: أنت طردتني كل مطرد]؟ والرواة ضبطوه بتشديد الراء فلا شاهد فيه، وتفصيله في شروح السير.
أقول: هذا كله من ضيق العطن، وما قاله هو عين ما قاله "سيبويه" في "الكتاب" في باب التعدية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وعبارته: يقال طردته إذا نحيته وأطردته إذا جعلته طريداً هارباً، وطردت الكلاب الصيد إذا جعلته تنحيه. اهـ.
وقال "السيرافي" في شرحه: يعني أن أطرد ليس [تبعاً لطرد كذهب وأذهب. اهـ. إلا معنى أطرد ليس] كما قاله وإن كان ليس ببعيد منه، والبيت من شعر "لأبي سفيان بن الحارث" وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، فلما بعث أظهر له العداوة ووقع منه أمور كثيرة من أذية المسلمين وهجائه، فلما ضرب الإسلام بجرانه وفتحت مكة أتاه هو و"عبد الله بن أمية بن المغيرة" فلقياه بين مكة والمدينة، فكلمته "أم سلمة" فيهما فقال: لا حاجة لي بهما. فقال "أبو سفيان": لآخذن ابني وأذهب في الأرض حتى أموت عطشاً، فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما فأدخلا عليه فأنشده "أبو سفيان" قوله:
(لعمرك إني حين أحمل راية
…
لتغلب خيل اللات خيل محمد)
(لكا لمدلج الحيران أظلم ليلة
…
فهذا أواني حين أهدى وأهتدي)
(هداني هاد غير نفسي ودلني
…
على الله من طردته كل مطرد)
(أصد وأنأى جاهلاً عن محمد
…
وأدعى وإن لم أنتسب لمحمد)