الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[147]- قولهم: صحفي
ويقولون لمن يقتبس من الصحف: صحفي مقايسة على قولهم في النسب إلى الأنصار: أنصاري وإلى الأعراب أعرابي، والصواب عند النحويين البصريين أن يوقع النسب إلى واحدة الصحف وهي صحيفة، فيقال: صحفي، كما يقال في النسب إلى الفرائض فرضي وإلى المقاريض مقراضي، اللهم إلا أن يجعل الجمع اسماً علماً للمنسوب إليه، فيوقع حينئذ النسب إلى صيغته كقولهم في النسب إلى قبيلة "هوزان" هوزاني، وإلى حي "كلاب": كلابي، وإلى مدينة "الأنبار": أنباري، وإلى بلدة "المدائن": مدائني.
فأما قولهم في النسب إلى الأنصار: أنصاري فإنه شذ عن أصله، والشاذ لا يقاس عليه ولا يعتد به، وأما قولهم في النسب إلى الأعراب: أعرابي فإنهم فعلوا
ــ
(لا يرون النسب إلا إلى واحد الجموع كما يقال في النسب إلى الفرائض: فرضي، وإلى المقاريض: مقراضي، اللهم إلا أن يجعل الجمع اسماً على المنسوب إليه).
قال "ابن بري": كونه لا ينسب إلى الجمع قول البصريين وهو المشهور، وخالفهم الكوفيون فجوزوا النسب إلى الجمع مطلقاً، فلا وجه لما قاله المصنف، على أن المانعين له استثنوا منه صورا. منها: أن يكون علماً كأنبار- علم بلدة- وفرائض- علم للعلم المشهور.
ومنها: أن لا يغلب على شيء حتى يلحق بالعلم عليه كأنصار لغلبته على أنصار النبي صلى الله عليه وسلم وهو إما جمع نصير أو ناصر على خلاف فيه، وقوله في "جامع الأصول" لا واحد له، يريد أنه هجر مفرده وترك مفرده بعد الغلبة فلذلك لم ينسب إليه أهـ.
ومنه يعلم أن الجمع إذا غلب في طائفة ومفرده باق على عمومه وهو ملحق بالعلم يصح أن يعد مما لا واحد له؛ لأن واحده أعم منه، ولهذا يجعل واحده بياء النسبة بعد العلمية، كالأعراب لما اختص بسكان البادية والعرب عام فقيل: إن الأعرابي
ذلك لإزالة اللبس ونفي الشبهة، إذ لو قالوا فيه: عربي لاشتبه بالمنسوب إلى العرب، وبين المنسوبين فرق ظاهر؛ لأن العربي هو المنسوب إلى العرب وإن تكلم بلغة العجم، والأعرابي هو النازل بالبادية وإن كان عجمي النسب.
ــ
منسوب إلى الجمع لأنه صار كالعلم وفي حكم المفرد، كما في "المغرب" وغيره، ولا ينافيه قول "الجوهري": ليس الأعراب جمع لأنه يريد أنه بعد العلمية ليس جمعاً له؛ لأن واحده بعدها أعرابي؛ لأن مفرده الأول هجر. ولهذا يقال: واحد الأنصار أنصاري لا ناصر ولا نصير، ومن هذا القبيل: فضولي وليس قسماً آخر كما توهم.
ومنها: أن لا يكون له واحد، واختلف فيما له واحد على خلاف القياس.
ومنها: أن يكون وزن الجمع له نظير في كثير من المفردات نحو كلاب وكلابي.
ومنها: أن تقصد النسبة إلى اللفظ كشعوبي فإنه نسبة للفظ شعوب في قوله تعالى: {وجعلناكم شعوباً وقبائل} [الحجرات: 13].
وفي قوله: (الأعرابي هو النازل بالبادية وإن كان أعجمي النسب) نظر لا يخفى.