الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[142]- قولهم: أخ
ويقولون عن الحرقة ولذع الحرارة الممضة: أخ، بالخاء المعجمة من فوق، والعرب تنطق بهذه اللفظة بالحاء المغفلة، وعليه فسر قول "عبد الشارق الجهني":
(فباتوا بالصعيد لهم أحاح
…
ولو خفت لنا الكلمى سرينا)
أي بات الكلمي يقول: أخ مما وجدوا من حرق الجراحات وحر الكلوم.
وحكي أن "الحجاج" لما نازله "شبيب الخارجي" أبرز إليه في بعض أيام محاربته غلامًا له فألبسه سلاحه المعروف به وأركبه فرسه الذي لم يكن يقاتل إلا
ــ
(ويقولون عند الحرقة ولذع الحرارة الممضة: أخ بالخاء المعجمة من فوق، والعرب تنطق بهذه اللفظة بالحاء المعجمة).
قال "الأنصاري" أخ بالخاء كلمة توجع وتأوه من غيظ أو حزن، وقال "ابن دريد": أحسبها محدثة، وذكرها في "القاموس" بالمعجمة، وقال "الغرناطي": أخ وكخ بالخاء المعجمة المشددة، وضبط "ابن كثير" كاف كخ بالكسر والفتح والخاء ساكنة وتنون، ومثله أخ، ومعناه أتكره عنده.
وقوله: (لهم أحاح) بزنة سعال بحاءين مهملتين فسره بقوله [أح أح]، وفسره "الجوهري" بالعطش والغيظ وحرارة الفم.
عليه، فلما رآه "شبيب" غمس نفسه في الحرب إلى أن خلص إليه فضربه بعمود كان في يده. وهو يظنه "الحجاج". فلما أحس الغلام حرارة الضربة قال: أخ بالخاء المعجمة، فعلم "شبيب" بهذه اللفظة منه أنه عبد فانثنى عنه، وقال: قبحك الله يابن أم "الحجاج" أتتقي الموت بالعبيد؟
قال الشيخ الرئيس: "أبو محمد" رحمه الله: ومن العرب من يقول في هذا المعنى: حس. كما جاء في بعض الأخبار أن "طلحة" رضي الله عنه قال:
ــ
(ومن العرب من يقول في هذا المعنى: حس، كما جاء في الأخبار أن "طلحة" رضي الله عنه لما أصيبت إصبعه يوم أحد، قال: حس).
في "الروض الأنف": حس بمهملتين كلمة تقولها العرب عند الألم، وفي الحديث "أصيبت يد "طلحة" يوم أحد فقال: حس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أنه قال: بسم الله أي بدل قوله: حس لدخل الجنة والناس ينظرون".
وليست حس بفتح فسكون اسم فعل إنما هو صوت كآه. اهـ.
و"طلحة" هو ابن "عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب" من كبار الصحابة وأحد العشرة، وكان شهد أحد فثبت حين ولى بعض الناس. ولم رمى "مالك بن زهير" رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاه "طلحةط بيده ودفع عن وجهه [الشريف]، فأصابت الرمية أصابع يده، فقال: حس إلى آخر ما مر وهو حديث صحيح.
(ضرب فلان فما قال حس ولا بس).
بكسر السين المهملين المشددة مع التنوني وعدمه كما ذكره اللغويون، وقال
لولا أن "طلحة" قال: حس لطار مع الملائكة.
ومن كلامهم: ضرب فلان فما قال: حس ولابس، ومنهم من ينونهما، فأما قولهم:"جيء به من حسك وبسك"، فالمراد به من رفقك وصعوبتك لأن الحس الاستقصاء، والبس الرفق فيالحلب.
ــ
"الأزهري": العرب تقول عند لدغة النار: حس حس، وبلغنا أن بعض الصالحين كان يمد إصبعه إلى شعلة نار فإذا لدغته قال: حس حس، كيف صبرك [يا فلان] على نار جهنم وأنت تجزع من هذه؟ وهو من الحس بالكسر من الإجساس أو هو بمعنى الوجع كما في قول "العجاج":
وما أراهم جزعا من حس
(فأما قولهم: جيء به من حسك ويسك، فالمراد به: جيء من رفقك وصعوبتك).
قال "الأصمعي": يقال جيء به من حسك وبسك أي من حيث كان أو لم يكن.
وقال "الزجاج": تأويله من حيث تدركه حاسة من حواسك أو تصرف من تصرفك.
وقال "أبوزيد": جاء من حسه وبسه، أي من حيث شاء، وعن "ابن الأعرابي": الحس الحيلة. كذا في "التهذيب".