الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[77]- خطأ كل من ثلجم وشلجم
ويقولون لهذا النوع من الخضروات المأكولة: ثلجم وبعضهم يقول شلجم بالشين المعجمة، وكلاهما غلط على ما حكاه (أبو عمر الزاهد) عن (ثعلب) ونص على أن الصواب فيه إن يقال: سلجم بالسين المغفلة، واستشهد عليه بقول الراجز:
ــ
(ويقولون لهذا النوع من الخضروات المأكولة: ثلجم وبعضهم يقول شلجم بالشين المعجمة، وكلاهما غلط على ما حكاه (أبو عمر الزاهد) عن (ثعلب) ونص على أن الصواب فيه إن يقال: سلجم بالسين المغفلة).
في (الحواشي) هكذا قال (أبو عمرو)، لكن نص غيره، على أن ترك الإعجام غلط وتصحيف، والصحيح أنه أعجمي أصله الشين المعجمة، فعرب بالسين المغفلة فللناطق به ما نوي.
وقال بعض فضلاء العصر: إنما فارسيته بالشين والغين المعجمتين كما وقع في شعر ((للفردوسي)) وغيره مما يستدل بكلامه في لغتهم لا سلجم بالسين، وما ذكره المنصف نقله ((الميداني)) عن الأزهري:
(تسألني برامتين سلجما
…
إنك لو سألت شيئاً أمما)
(تسألني برامتين سلجما
…
إنك لو سألت شيئاً أمما)
قد جاء به البكري أو تجشماً
يعني: إنك لو سألت شيئاً موجوداً بالبادية لأتيك به. ولكنك طلبت ما يعوز وجدانه فيها، والأمم من حروف الأضداد فيستعمل تارة بمعني عظيم، وأخري بمعني يسير [وبمعني القصد بين الحقير والعظيم، ومنه قول الشاعر:
(يا لهف نفسي على الشباب ولم
…
أفقد به إذ فقدته أمما)
ــ
رواه الميداني:
(لو أنها تطلب شيئاً أمما
…
تكلف البكري أو تجشماً)
والمصراع الأول مثل يضرب لمن يطلب شيئاً في غير محله، ورامة: هضبة أو جبل لبني دارم، أو موضع ثمة، وثني تغليباً على ما يجاوره، وليس فيه ينبت السلجم لأنه ينبت في بساتين البلدان، وكانت امرأة سألت زوجها بتلك البادية سلجماً تطعمه، فقال ذلك الشعر لها، يعني كيف يكون السلجم هنا؟ ثم صار مثلاً فيما ذكرناه.