الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[84]- رخل وليس رخلة
ويقولون للأنثى من ولد الضأن: رخلة، وهى في اللغة الفصحى رخل بفتح الراء وكسر الخاء، وقد قيل فيها: رخل بكسر الراء وإسكان الخاء، وعلى كلتا اللغتين لا يجوز إلحاق الهاء بها، لأن الذكر لا يشركها في هذا الاسم وإنما يقال له: حمل، فجرت مجرى عجوز. واتان وعنز وناب، في منه إلحاق الهاء بها، لاختصاصها بالمؤنث. وقد جمع رخل على رخال بضم الراء وهو مما جمع على غير القياس كما قالوا في المرضع: ظئر وظؤار، وفى ولد البقرة الوحشية: فرير وفرار، وللشاة الحديثة العهد بالنتاج ربي ورباب، وللعظم الذي عليه بقية من اللحم: عرق وعراق، وللمولود مع قرينه توأم وتؤام، وعليه قول الراجز:
(قالت لها ودمعها تؤام
…
كالدر إذ أسلمه النظام)
على الذين ارتحلوا السلام
فأراد بقوله: ودمعها تؤام أى ينزل قطرتين قطرتين
قال الشيخ الإمام. رضي الله عنه .. وقرأت على (أبي الحسن بن على بن غسان) قال: قرأت على (أبي الحسين محمد بن [الحسين الزنجي] (اللغوي قال:
ــ
(ويقولون للأنثى من ولد الضأن: رخلة، وهى في اللغة الفصحى رخل بفتح الراء وكسر الخاء، وقد قيل فيها: رخل بكسر الراء وإسكان الخاء، وعلى كلتا اللغتين لا يجوز إلحاق الهاء بها، لأن الذكر لا يشركها في هذا الاسم)
في كلامه خلل من وجوه: الأول لأن قوله في اللغة (الفصحي) مع عدة من الأوهام جمع بين الضب والنون، وفي (القاموس) رخل بالكسر وبهاء، وككتف: الأنثي من أولاد الضأن.
وما ذكره من القاعدة مخالف لما في كتب العربية، وتغصيله إن الصفة إما أن يصلح
قرأت على (أبي عبد الله النمري) في كتابه الذي سماه (الاختراع) أن (أبا زيد) حكى أن العرب تقول في ملحها: قيل للضأن ما أعددت للشتاء؟ قالت: اجر جفالاً وأنتج رخالاً، وأحلب كثباً ثقالاً، ولن ترى مثلي مالاً، وفسر أن الجفال الكثير، والرخال جمع رخل والكثب جمع كثبة وهو ما انصب ومار، ومنه سمي الكثيب من الرمل.
ــ
لفظها ومعناها للمذكر والمؤنث كحسن وقبيح فيذكر مع المذكر ويؤنث مع المؤنث.
والثاني: أن يكون معني الصفة ولفظها مختصاً بالمذكر أو المؤنث، فالأول كـ (أكمر) في الكبير الكمرة وهى رأس الذكر، فإن أفعل لا يوصف به إلا المذكر ومعناه مختص به، ومثال الثاني (عذراء) فلفظ فعلاء لا يوصف به إلا المؤنث وكذا معناه هو البكارة.
والثالث: أن يكون معنى الصفة مختصاً بأحدهما، ولفظها باعتبار زنته غير مختص (كحائض) فإن معناه مختص بالنساء، وفاعل لا اختصاص له بأحدهما. و (خصي) فإنه يختص بالذكور وفعيل غير مختص.
والرابع: ألا يكون المعنى مختصاً واللفظ مختص بأحدهما، ككبر العجز الموجود في الإناث والذكور، فإن العرب وصفت به المذكر فقالت: رجل [أليي من الإلية بمعنى العجز على وزن] أفعل، ولم تقل: امرأة ألياء، ولكن تقول:(عجزاء)، ولا تقول: رجل أعجز، فالمعنى مشترك واللفظ مختص فيهما، وهذا مما ينبغي حفظه.
وإذا عرفته فاعلم أنه لا خلاف بين أهل العربية في مطابقة الأول لموصوفه تذكيراً أو تأنيثاً ما لم يؤول، كما لا خلاف فيما اختص بقبيل أنه يلزمه حكمه أيضاً، فإن اختص بالمذكر لزم تذكيره وإن اختص بالمؤنث لزم تأنيثه، وإنما الخلاف بين البصريين والكوفيين فيما اختص معناه بالمؤنث دون لفظ كحائض، هل يلزم تذكيره وعدم إلحاق التاء له لعدم الحاجة إليه أم لا؟ فذهب إلى كل من المذهبين فريق كما فعل النحاة. فما ذكر المصنف أحد قولين.
(وقد جمع رخل على رخال بضم الراء وهو مما جمع على غير القياس كما قالوا في
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
المرضع: ظئر وظؤار، وفى ولد البقرة الوحشية: فرير وفرار، وللشاة الحديثة العهد بالنتاج ربي ورباب، وللعظم الذي عليه بقية من اللحم: عرق وعراق، وللمولود مع قرينه توأم وتؤام)
كون المولود مع قرينه توأم لا توأمان، فلا يقال للواحد توأم مذهب (الخليل)، وكثير من أهل اللغة وغيرهم يقول: توأم للواحد وهما توأمان والأنثي توأمة، والمرأة [متئم] ومتئمة ومتئام، وتاؤه بدل من واو، وقيل: إنها أصلية كما في شرح (الفصيح).
والمعروف في صيغ الجمع فعال بكسر الفاء، وأما بضمها فعلى خلاف القياس- كما ذكره- لأنه من أبنية المصادر والمفردات كنباح وصراخ.
وإذا استعمل بمعني الجمع اختلف فيه، فقيل: هو اسم جمع لا جمع، وقيل: إنه جمع أصلي ولكن الأصل فيه الكسر، والضم فيه بدل من الكسر، كما أنه بدل من الفتح في نحو (سكارى) وهذا اختاره (الزمخشري) في كشافه. ورده (أبو حيان) وشنع عليه فيه بما فصله في (البحر). والوارد منه في كلام العرب ألفاظ محصورة اختلف في عددها، فقيل: ثمانية، ونظمها (صدر الأفاضل) فقال:
(ما سمعنا كلما غير ثمان
…
هى جمع وهي في الوزن فعال)
(فرباب وفرار وتؤام
…
وعرام وعراق ورخال)
(وظؤار جمع ظئر وبساط
…
جمع بسط هكذا فيما يقال)
ونسبت هذه الأبيات (للزمخشري)، والأصح ما ذكرناه. وهذا اقتصار على المشهور منها كما في (الفصيح) وشروحه، وقد زادوا عليها ألفاظاً أخر ستراها مبينة هنا بعد شرح هذه، وهى كلها مشروحة في المتن، غير (عرام) بعين وراء مهملتين وهو بمعنى (عراق).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وقد فسره المصنف أيضا، وبساط جمع بسط وهى الناقة تخلى مع ولدها، مما زيد على هذه أناس بمعني الناس، وظهار جمع ظهر وهو سهم مخصوص، وهو ما جعل من ظهر عسيب الريش وهو الشق الأقصر منه وهو أجودها، كما قاله (القزاز)، وبراء جمع براة، وهى قتيرة الصائد، وأما جمع برئ فقال (السهيلي) أصله براء ككرماء حذفت منه إحدى الهمزتين للتخفيف فوزنه فعا، وانصرف أشبه فعالا، وقيل: إنه كفرار ووزنه فعال، قال (السهيلي): وليس بشئ.
وقال (ابن النحاس): البصريون لا يعرفون ضم الباء فيه، وإنما هى مكسورة ككرام، وأما براء بالفتح فمصدر كسلام.
وطوال جمع طويل، وثناء جمع ثنى، ورذال جمع رذل، وندال جمع ندل، وهما بمعنى خسيس ..
ذكرهما (ابن خالويه) وظباء جمع ظبية بالضم وهى منعرج الوادي، وكباب وهى الكثير المتراكم من الإبل كما في (الجمهرة)، وملاء جمع لملاء بالكسر كما في (الجمهرة) أيضاً وقماش للمجتمع من كل ردئ كما في (المحكم) وسحاح سحاح بمعني [سأة] كما ذكره (القزاز) ورعاء في جمع راع كما في (البحر)، ولهاث باللام والهاء والمثلثة في آخره نقط الخوص كما في (الذيل والصلة) عن (الفراء) وقياسه الكسر
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
كغيره من هذا الباب.
وقوله (كالدر أسلمه النظام) أي انقطع سلكه فتبدد وهو من بليغ الكلام الذي يعرفه من ذاق لطائف العربية.