الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
192 - قولهم قرضته بالمقراض وقصصته بالمقص
ويقولون: قرضته بالمقراض وقصصته بالمقص، فيوهمون فيه كما وهم بعض المحدثين حين قال في صفة مزنون بالقيادة وإن كان قد أبدع الإجادة:
(الق "ابن إسحاق" تلاقي فتى
…
ليس امرؤ عنه بمعتاض)
(إذا حبيب صد عن إلفه
…
تيها وأعيى كل رواض)
(ألف فيما بين شخصيهما
…
كأنه مسمار مقراض)
والصواب أن يقال: مقراضان ومقصان وجلمان لأنهما إثنان. ونظير هذا الوهم قولهم للاثنين: زوج وهو خطأ، لأن الزوج في كلام العرب هو الفرد المزواج لصاحبه، فأما الاثنان المصطحبان فيقال لهما: زوجان، كما قالوا: عندي زوجان من النعال أي نعلان، وزوجان من الخفاف أي خفان.
ــ
(ويقولون: قرضته بالمقراض وقصصته بالمقص فيوهمون فيه، كما وهم بعض المحدثين، حين قال في مزنوق بالقيادة وإن كان قد أبدع في الإجادة:
(إذا حبيب صد عن إلفه
…
تيها وأعيى كل رواض)
(ألف فيما بين شخصيهما
…
كأنه مسمار مقراض)
هذا الشعر "لابن الرومي" كما ذكره "ابن بسام في "الذخيرة" في صفة قواد، ورواه هكذا إلا قوله: يسعى لكي يجمع وسطيهما .. قال "ابن بري": جاء العرب مقراض وجلمة بالإفراد كما قال الشاعر:
(فعليك ما اسطعت الظهور
…
وعلي أن ألقاك بالمقراض)
وكذلك يقال للذكر والأنثى من الطير: زوجان كما قال تعالى: {وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى} . ومما يشهد بأن الزوج يقع على الفرد المزواج لصاحبه قوله تعالى: {ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين} ثم قال سبحانه في الآية التي تليها: {ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين} فدل التفصيل على أن معنى الزوج الإفراد.
ــ
وقال "سالم بن وابصة":
(آذيت صدري طويلاً عمره حقداً
…
منه وقلمت أظفاري بلا جلم)
وله نظائر كثيرة تركناها خوف السآمة:
وفي معنى الشعر قولهم: الباب وعقد درر الأحباب، وأشباهه وأشباهه. وفي قول المصنف مزنون. قيل: الصواب مزن أي متهم، وقيل: إنه مظنون، أبدلت ظاؤه زايا، وقد مر ما فيه فتذكر.
(قال للذكر والأنثى من الطير: زوجان، كما قال تعالى: {خلق الزوجين}).
ذكر أهل اللغة "كالراغب" وغيره أن الزوج يطلق على كل واحد من القرينين وعلى مجموعهما، وقد سمع كل منهما من العرب لأنهما مزدوجان، وكل منهما مزواج لغيره بدليل هذه الآية قوله تعالى {ثمانية أزواج} ثم فسرها بقوله: {من الضأن اثنين
…
الخ}.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وفي "الدرر والغرر العلوية" في قوله تعالى: {من كل زوجين اثنين} قيل: المراد به من كل ذكر وأنثى اثنين، يقال لكل واحد من الذكر والأنثى: زوج [وقال آخرون: الزوجان هنا الضربان]. وقال آخرون: الزوج: اللون، وكل ضرب يسمى زوجا واستشهدوا بقول "الأعشى":
(وكل زوج من الديباج يلبسه
…
"أبو قدامة" مجبور بذاك معا)