الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[148]- النسب إلى المركب
ويقولون في النسب أيضاً إلى "رامهرمز": رامهزمزي، فينسبونه إلى مجموع الاسمين المركبين ووجه الكلام أن ينسب إلى الصدر منهما فيقال: رامي؛ لأن الاسم الثاني من الاسمين المركبين يتنزل منزلة تاء التأنيث التي تقع طارئة وتلتحق بعد تمام الكلام، فوجب لذلك أن تسقط في النسب كما تسقط تاء التأنيث فيه، وعلى هذه القضية قيل في النسب إلى "أذربيجان" آذري، كما جاء في حديث "أبي بكر" رضي الله عنه. قال:"لتألمن النوم على الصوف الآذري كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان" وقد رواه بعضهم: الأذربي والصحيح الأول.
ــ
(ويقولون- أيضاً- في النسب إلى رامهرمز": رامهرمزي، فينسبون إلى مجموع الاسمين المركبين، ووجه الكلام أن ينسب إلى الصدر منهما فيقال (رامي) [إلى آخر ما فصله وأطال فيه بغير طائل لتصريحهم بخلافه، ففي شرح "التسهيل" أجازوا في المركب أن ينسب إلى صدره، كما أجاز "الجرمي" في الجملة أن ينسب إلى جزئها الأول وإلى الثاني، فتقول: تأبطي وشري، واستأنس له بقوله: تزوجتها رامية هرمزية
…
وقال: إنه تجوز النسبة إليهما معاً كما سيأتي في البعلي والبكي، ولم يرد السماع على ما ذكره "الجرمي" من التخيير وإن اقتضاه ظاهر كلام "الأخفش"، وأما المركب الزجي فينسب إليهما مزالاً تركيبهما كما في البيت وغير مزال، وفي "التسهيل" أيضاً يحذف لياء النسب عجز المركب غير المضاف وصدر المضاف إن تعرف بالثاني تحقيقاً وإلا فعجزه، وقد يفعل ذلك ببعلبك ونحوه. اهـ.
وأجاز "أبو حاتم السجستاني" أن ينسب إلى الاسمين جميعاً، واحتج فيه بقول الشاعر:
(تزوجتها رامية هزمزية
…
بفضل الذي أعطى الأمير من الورق)
ولم يطابقه على هذا القول غيره، بل منع سائر النحويين منه، لئلا تجتمع علامتا النسب في الاسم المنسوب، وحملوا البيت الذي احتج به على الشذوذ، واعتراض الشاذ لا ينقض مباني الأصول.
نعم، وعندهم أنه متى وقع لبس في النسب إلى الاسم المركب لم ينسب إليه، ولهذه العلة منعوا من النسب إلى أحد عشر ونظائره، إذ لا يجوز النسب إلى مجموع الاسمين أحد عشري، كما تقول العامة في النسب إلى الثوب الذي طوله أحد عشر شبراً.
فعند "ابن مالك" يجوز أن ينسب إلى صدره وإلى عجزه قياساً على الجملة إذا سمي بها، فإنه ينسب إلى كل من جزءيها، فيقال في "تأبط شراً": تأبطي وشري كما مر، ومنهم من أجاز النسب إلى الجموع.
وفي "الصحاح" رامهرمز بلد والنسب إليها رامي، وإن شئت هرمزي، فخير فيه دون شذوذ.
(وعلى هذه القضية قيل في النسب إلى "أذربيجان": آذري، كما جاء في حديث "أبي بكر" رضي الله عنه أنه قال: لتألمن النوم على الصوف الآذري كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان)].
كلام أبي بكر في مرض موته:
قال "المبرد" في "كامله": مما يؤثر من حكم الأخيار وبارع الآداب عن "عبد الرحمن بن عوف" قال: دخلت على "أبي بكر الصديق" رضي الله عنه في علته
ولا يجوز أن ينسب إلى أوله لاشتباهه بالنسب إلى أحد، ولا إلى الثاني لاشتباهه بالنسب إلى عشر، فامتنع النسب إليه من كل وجه.
ونظير هذا الوهم منهم أنهم ينسبون إلى مجموع الاسمين المضافين فيقولون في النسب إلى "تاج الملك" ونظائره: التاجملكي، وقياس كلام العرب أن ينسب إلى الأول منهما فيقال: التاجي. كما قالوا في النسب إلى "تيم اللات": تيمي، وإلى "سعد العشيرة": سعدي، اللهم إلا أن يعترض لبس في المنسوب فينسب إلى الثاني، كما قالوا في النسبة إلى "عبد مناف": منافي، ولم يقولوا: عبدي لئلا يلتبس بالمنسوب إلى "عبد القيس"، وقالوا في المنسوب إلى "أبي بكر": بكري؛ لأنهم لو قالوا: أبوي لاستبهم المنسوب إليه.
وقد سلكوا في هذا النوع أسلوباً آخر فركبوا من حروف الاسمين أسماً على وزن جعفر ونسبوا إليه، وأكثر ما استعملوا ذلك فيما أوله عبد، فقالوا في النسب
ــ
التي مات فيها يوماً فقلت: أراك بارئاً يا خليفة رسول الله. فقال: أما إني على ذلك لشديد الوجع ولما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشد علي من وجعي، إني وليت أموركم خيركم في نفسي، فكلكم ورم أنفه أن يكون له الأمر من دونه، والله لتتخذن نضائد الديباج ولتألمن النوم على الصوف الآذري كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان، والذي نفسي بيده، لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حد خير له من أن يخوض بنفسه غمرات الدنيا، يا هادي الطريق حرت، إنما والله هو الفجر أو البحر، فقلت: خفض عليك يا خليفة رسول الله فإن هذا يهيضك إلى ما بك، فوالله ما زلت صالحاً مصلحاً لا تأسى على شيء فاتك من الدنيا، ولقد تخليت بالأمر وحدك فما رأيت إلا خيرا. اهـ. وأشرح بعض ما فيه فإنه من كنوز المعاني.
قوله: بارئا من برى من مرضه [إذا صح منه]. [والنضائد: الوسائد المنضودة من المتاع].
وقوله: ورم أنفه بمعنى امتلأ غضباً، بخلاف شمخ بأنفه فمعناه رفع رأسه كبراً فلا
إلى "عبد شمس" عبشمي، وإلى "عبد الدار": عبدري، وإلى "عبد القيس": عبقسي، وكل ذلك مما يقصر على السماع، ولم يقصد به إلا الرياضة في تصرف الكلام.
ــ
يكون في الغضب. والسعدان: نبت كثير الشوك تأكله الإبل، وفي المثل:"مرعى ولا كالسعدان". وقوله: إنما والله هو الفجر أو البحر، ضرب مثلاً لتحيير الدنيا لأهلها، أي إن انتظرت حتى يضيء لك الفجر الطريق أبصرت قصدك، وإن هجمت وخبطت خبط عشواء هجم عليك المكروه. وقوله: يهيضك من هاض العظم إذا جبره ثم أصابه ما يؤذيه أو يكسره، وأكثر ما يستعمل في الكسر، يقال: عظم وجناح مهيض. اهـ. ما أورده "المبرد" هنا.
وقوله: (وقالوا في النسب
…
الخ) الذي ذكره "ابن مالك" وغيره أن المضاف إذا تعرف بالمضاف إليه تحقيقاً أو تقديراً نسب إلى الثاني ألبس أم لا، وما ذكره المصنف طريق آخر، ولكل وجهة هو موليها.