الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[4](إضافة أفعل التفضيل)
[4]
ويقولون زيد أفضل إخوته. فيخطئون فيه لأن أفعل الذي للتفضيل لا يضاف إلا إلى ما هو داخل فيه، ومنزل منزلة الجزء منه وزيدٌ غير داخل في جملة إخوته ألا ترى أنه لو قال لك قائل: من إخوة زيد، لعددتهم دونه، كما لا يقال: زيدٌ أفضل النساء لتميزه من جنسهن وخروجه عن أن يعد في جملتهن.
ــ
(ويقولون زيد أفضل إخوته فيخطئون فيه لأن أفعل الذي للتفضيل لا يضاف إلا لما هو داخل فيه). في "الحواشي" هذه المسألة أول من منعها "الزجاج" وأجازها "ابن خالويه" رواية ودراية، فالرواية ما حكاه ابن دريد عن "حاتم" عن "الأصمعي"، أن "الفرزدق" سئل عن "نصيب"، فقال هو أشعر [أهل]
وتصحيح هذا الكلام أن يقال: زيدٌ أفضل الإخوة أو أفضل بني أبيه، لأنه حينئدٍ يدخل في الجملة التي أضيف إليها، بدلالة أنه لو قيل لك: من الإخوة أو من بنو أبيه؟ لعددته فيهم وأدخلته معهم.
ــ
جلدته ومثله قولهم: "علي" أفضل أهل بيته، [وأما الدراية] فإن أفضل إخوته بمعنى أفضل الإخوة كقوله تعالى {يتلونه حق تلاوته} أي حق التلاوة، ويقويه قول الشاعر:
(فقلت لعبد الله خير لداته
…
ذؤاباً فلم أفخر بذاك وأجزعا)
وقوله:
(فلم أر قوماً مثلهم خير قومهم
…
أقل به منا على قومه فخرا)
وقول عبد الرحمن العتبي:
(خير إخوانه وأعطفهم
…
عليهم راضياً وغضباناً ا. هـ.
وفيه بحث. وما ذكره المصنف قولٌ مشهور وقد خالفه فيه كثير من محققي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
النحاة. وتفصيله ما في "تعليق المصابيح" وهو أن لأفعل التفضيل أربع حالات:
إحداها وهي الحالة الأصلية أنه يدل على ثلاثة أمور. أحدها اتصاف من هو له بالحدث الذي اشتق منه، وبهذا المعنى كان وصفاً. والثاني مشاركة مصحوبة في تلك الصفة. والثالث مزية موصوفة على مصحوبة فيها، وبكل من هذين فارق غيره من الصفات.
الحالة الثانية: أن يخلع عنه ما امتاز به عن الصفات وبتجرد للمعنى الوصفي.
الحالة الثالثة: أن يبقي عليه معانيه الثلاثة ولكن يخلع قيد المعنى الثاني ويخلفه قيد آخر، وذلك أن المعنى- وهو الاشتراك- كان مقيداً بتلك الصفة التي هي المعنى الأول فيصير مقيداً بالزيادة التي هي المعنى الثالث. ألا ترى أن المعنى في قولهم العسل أحلى من الخل أن للعسل حلاوةً وأن [للخل] تلك الحلاوة ذات زيادة وأن زيادة حلاوة العسل أكثر من زيادة حموضة الخل؟ قال "ابن هشام" في حواشي "التسهيل" وهو بديع جداً.
الحالة الرابعة: أن يخلع عنه المعنى الثاني وهو المشاركة وقيد المعنى الثاني وهو كون الزيادة على مصاحبة فيكون للدلالة على الاتصاف بالحدث وعلى زيادة مطلقة لا مقيدة وذلك نحو قولهم: يوسف أحسن إخوته. وهو تفصيل بديع ومنه علم أن ما ادعاه المصنف لا وجه له فاحفظه.