الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[189]- قولهم: ما كان ذلك في حسابي
ويقولون: ما كان ذلك في حسابي أي في ظني، ووجه الكلام أن يقال: ما كان ذلك في حسباني، لأن المصدر من حسبت بمعنى ظننت محسبة وحسبانا بكسر الحاء، وأما الحساب فهو اسم للشيء المحسوب، واسم المصدر من حسبت الشيء بمعنى عددته [الحسب] والحسبان بضم الحاء ومنه قوله تعالى:{والشمس والقمر بحسبان} [الأنعام: 96].
وقد جاء الحسبان بمعنى العذاب، كقوله تعالى:{ويرسل عليها حسبانا من السماء} [الكهف: 40] وأصله السهام الصغار، الواحدة حسبانة.
ــ
(ويقولون: ما كان ذلك في حسابي أي ظني، ووجه الكلام أن يقال: ما كان ذلك من حسباني، لأن المصدر من حسبت بمعنى ظننت محسبة وحسبان بكسر الحاء، فأما الحساب فهو اسم للشيء المحسوب).
في شرح "المفصل""للسخاوي" من قال: لم يكن ذلك في حسابي أي ظني أخطأ، فإنه استعمل مصدر العدد في باب الظن وغلط، إلا أن يريد لم يكن فيما عددته، فإن الحساب مصدر حسبت الشيء أي عددته وكذلك الحسابة والحسبة، والحسبان جمع حساب. وفي "أدب الكاتب" أن الحساب يكون مصدر حسب بمعنى ظن أيضاً، وقال "ابن بري": يجوز أن يريد القائل بقوله ما كان في حسابي أي محسوبي أي معلومي ومظنوني توسعاً، فالمصنف على كل حال في تخطئته مخطي، وقد جرى الاستعمال على خلاف ما قاله.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والعجب منه أن يقول في شعر له كما في "الخريدة":
(بلت يدي منك بما لم يكن
…
يخطر في الوهم ولا في الحساب)
وهكذا دأبة يقع في معراته، ومن اللطائف هنا قولي أنا:
(لله دهر فيه روض الصبا
…
زاه واغصان التصابي رطاب)
(وآه من تشتيت شمل ومن
…
تفريق جمع لم يكن في الحساب)
وقال الإمام "الراغب": في قوله تعالى: {وترزق من تشاء بغير حساب} [آل عمران: 27] أنهم ذكروا فيه أوجهاً: منها تعطيه بحسب ما تعرفه من مصلحته. وأما الحسبان في قوله تعالى: {ويرسل عليها حسباناً} [الكهف: 40] فقيل: معناه عذاباً وناراً.