الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخذوا حقوق الفقراء والمساكين من بين يديه. وكما أن المسلم لو كان في يديه وديعة؛ فأخذت منه قهرًا بدون تفريط لا يضمن الوديعة، فكذلك إذا أخذت حقوق الفقراء من تحت يده؛ فلا ضمان عليه، والله أعلم.
(1)
رابعًا: المؤلفة قلوبهم.
• ذهب بعضهم إلى أنَّ سهمهم انقطع، فلا يُعْطَون من الزكاة، وهذا قول أبي حنيفة، ومالك، وأحد قولي الشافعي، ورواية غير مشهورة عن أحمد؛ لأنَّ الله تعالى أظهر الإسلام، وقمع المشركين، فلا حاجة إلى التأليف، ولأنه لم ينقل عن عمر، وعثمان، وعلي أنهم أعطوا شيئًا من ذلك.
• وذهب أحمد وأصحابه، وهو وجهٌ للشافعية إلى أنهم يُعطون منها؛ للآية، وقد نقل عن أبي بكر أنه فعل ذلك
(2)
، وهذا القول هو الصواب؛ للآية، وليس لهم دليل على نسخها.
(3)
مسألة [17]: أنواع المؤلفة قلوبهم
.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: وأما المؤلفة قلوبهم فأقسام: منهم من يعطى ليُسْلِم، كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم صفوان بن أمية من غنائم حنين، وقد كان
(1)
انظر: «ابن أبي شيبة» (3/ 223)، «البحر الرائق» (2/ 248)، «بدائع الصنائع» (2/ 38)، «حاشية ابن عابدين» (2/ 289، و 310)، «المدونة» (1/ 335)، «الإنصاف» (3/ 137، و 10/ 239)، «الفروع» (4/ 261).
(2)
لا يثبت ذلك عنه، ذكره الشافعي بدون إسناد كما في «سنن البيهقي» (7/ 19 - 20).
(3)
انظر: «المغني» (4/ 124)(9/ 316).
شهدها مشركًا. ومنهم من يُعْطَى ليحسُن إسلامه، ويثبت قلبه، كما أعطى يوم حنين أيضًا جماعةً من صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من الإبل. ومنهم من يُعطَى لما يرجى من إسلام نظرائه. ومنهم من يُعطَى ليجبي الصدقات ممن يليه، أو ليدفع عن حَوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد. اهـ.
(1)
خامسًا: وفي الرقاب.
• ذهب جماعةٌ من أهل العلم إلى أن المقصود بقوله: {وَفِي الرِّقَابِ} [التوبة:60] المكاتبون، وهو مذهب الشافعي، والحنفية، والليث، ومن التابعين: الحسن، والزهري، وعمر بن عبد العزيز، وسعيد بن جبير، ذكره ابن كثير وغيره.
• وذهب مالك إلى أنه يختص بعتق العبيد.
قلتُ: أما المكاتبون فيدخلون في الآية عند الجمهور، وأما عتق العبيد فيدخلون عند مالك، ووافقه على دخولهم فيها أحمد في رواية، وهو قول الحسن، والزهري، وإسحاق، وأبي عبيد، وأبي ثور، وغيرهم؛ إلا أنهم لم يخصوا الآية بعتق العبيد كما صنع مالك في المشهور عنه.
والصواب دخول الصنفين في الآية؛ لأنها تشملهم، فالمكاتب يُعان في رقبته، والعبد تعتق رقبته، والله أعلم.
(2)
(1)
وانظر: «المغني» (9/ 317 - ).
(2)
انظر: «المغني» (9/ 319 - 320)، «النيل» (3/ 79)، «تفسير ابن كثير» «المجموع» (6/ 200)، «تفسير القرطبي» (8/ 182).