الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واضحًا، ومن أجراهما مجرًى واحدًا لم يصب. اهـ
قال الصنعاني رحمه الله: وأما حديث: «ليس من البر» ، فإنما قاله صلى الله عليه وسلم فيمن شقَّ عليه الصيام، نعم يتم الاستدلال بتحريم الصوم في السفر على من شق عليه. اهـ
1) قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- للذين صاموا: «أولئك العصاة» ، فعنه جوابان:
الأول: أنه كان قد شق عليهم كما ورد في نفس الحديث، كما في الباب، فيختص المنع بمن شق عليه كما تقدم في كلام الصنعاني رحمه الله.
الثاني: وهو المعتمد أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أمرهم بالفطر عزيمةً كما جاء في «صحيح مسلم» من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: فنزلنا منزلًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم، فأفطروا» ، فكانت عزمة، فأفطرنا
…
2) قول ابن عباس رضي الله عنهما: إن الفطر عزمة. محمول على من شق عليه الصيام، ويدل على ذلك أنه قال، كما في «الصحيحين»: قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر، وأفطر؛ فمن شاء صام، ومن شاء أفطر، وبالله التوفيق.
وقول الجمهور هو الراجح، والله أعلم.
(1)
مسألة [4]: أيهما أفضل للمسافر: الصوم، أم الفطر
؟
• ذهب الأوزاعي، وأحمد، وإسحاق إلى أنَّ الفطر أفضل، واستدلوا:
1) بقوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «ليس من البر الصيام في السفر» .
(2)
(1)
انظر: «الفتح» (1946)، «المجموع» (6/ 264)، «مجموع الفتاوى» (25/ 211)، «المحلَّى» (762)، «سبل السلام» (4/ 141 - 142)، «التمهيد» (7/ 232).
(2)
تقدم تخريجه قريبًا.
2) قوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «عليكم برخصة الله التي رخص لكم» .
(1)
2) قوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن الله يحب أن تؤتى رُخَصُهُ كما يكره أن تُؤتى معصيتُه» .
(2)
3) حديث حمزة بن عمرو الأسلمي الذي في الكتاب.
4) قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185].
وقد رجَّح هذا القول ابن قدامة، وشيخ الإسلام ابن تيمية.
• وذهب عمر بن عبد العزيز، ورجَّحه ابن المنذر إلى أنَّ أفضلهما أيسرهما، واستدلوا بالآية الأخيرة التي استدل بها أهل القول الأول.
• وذهب الجمهور، ومنهم مالك، والشافعي، إلى أنَّ الصوم أفضل لمن قَوِي عليه، ولم يشق عليه، واستدلوا:
1) بحديث أبي الدَّرْدَاء في «الصحيحين»
(3)
: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرٍّ شديد في شهر رمضان، وما فينا صائمٌ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن رواحة.
2) حديث أبي سعيد في «صحيح مسلم» (1116)(96):
…
، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، يرون أنَّ من وجد قوةً فصام؛ فإنَّ ذلك حسنٌ، ومن وجد ضعفًا فأفطر؛ فإنَّ ذلك حسنٌ.
(1)
أخرجه مسلم برقم (1115).
(2)
تقدم تخريجه في «البلوغ» رقم (416).
(3)
أخرجه البخاري برقم (1945)، ومسلم برقم (1122).