الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: في العَقِيقة
5607 -
(د ت س) سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ غلام رَهِِينةٌ بعقَيقَتِه، تُذبَح عُنه يوم السابع، ويُحلقُ رأسُه، ويُسمَّى» قال همام في روايته: «وَيدَمَّى» ، وكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يُصنَع به؟ قال:«إذا ذبحتَ العَقيقَةَ أخذتَ منها صُوفَة، واستَقْبَلتَ بها أَوداَجَها، ثم تُوضع على يافُوخ الصبيَّ، [حتى تسيل] على رأسِهِ مثل الخيط، ثم يُغسَلُ رأسُه بعدُ ويُحلَق» .
أخرجه أبو داود، وقال: هذا وهم من همَّام، [يعنى «ويُدَمَّى» ] وجاء بتفسيره عن قتادة، وهو منسوخ، قال:«ويُسَمَّى» أصحُّ، هكذا قال سَلَاّم بن أبي مطيع عن قتادة، وإياس بن دُغفُل عن الحسن قال:«ويُسمَّى» ورواه أشعت عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويُسَمَّى» .
وفي رواية الترمذي قال: «الغلامُ مُرتَهَن بعَقيقتَه، تُذبَحُ عنه يوم السابع، ويُسمى، ويُحلَق رأسُه» وفي رواية نحوه.
وأخرج النسائي الرواية الأولى، ولم يذكر حديث همَّام وما ذكره
⦗ص: 498⦘
أبو داود عن قتادة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَهِينة بعَقِيقَتِه) قال الخطابي: تكلم الناس في هذا، وأجود ما قيل فيه: ما ذهب إليه أحمد بن حنبل رحمه الله قال: هذا في الشفاعة، يريد: أنه إذا لم يعق عنه فمات طفلاً، لم يشفع في والديه، وإثبات الهاء في «رهينة» للمبالغة، يقال: فلان كريمة قومه، وهذا عقيلة المتاع، أي: غُرَّتُه، فهو فعيل بمعنى مفعول، وقيل: معناه أنه مرهون بأذى شعره، واستدلوا بقوله [صلى الله عليه وسلم] :«فأَمِيطُوا عنه الأذى» والأذى إنما هو ما عَلِقَ به من دم الرَّحم.
و «العقيقة» في الأصل من العقّ، وهو الشق والقطع، وسمي الشعر الذي يخرج به المولود من بطن أمه عقيقة، لأنه يُحْلَق عنه.
وقيل للذبيحة التي تُذبح عنه: عقيقة، لأنه يشقّ حلقها بسببه.
قال الترمذي: العقّ: القطع، وهو في المعنى راجع إلى الافتراق، ومنه: شقَّ العصا، أي: فارق الجماعة، والمراد به في العقيقة: إمَّا قطع شعر الصبي، وإما شق أوداج الشاة بالذبح.
⦗ص: 499⦘
(يَافُوخ) الرأس: هو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل.
(1) رواه أبو داود رقم (2837) و (2838) في الأضاحي، باب في العقيقة، والترمذي رقم (1552) في الأضاحي، باب ما جاء في العقيقة، والنسائي 7 / 166 في العقيقة، باب متى يعق، من حديث الحسن عن سمرة، وإسناده صحيح، فقد صرح النسائي بسماع الحسن حديث العقيقة من سمرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قال: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن تذبح عن الغلام العقيقة يوم السابع، فإن لم يتهيأ يوم السابع فيوم الرابع عشر، فإن لم يتهيأ عق عنه يوم إحدى وعشرين، وانظر الحديث رقم (5609) في سماع الحسن من سمرة حديث العقيقة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 -
أخرجه أحمد (5/7) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) ويزيد، قال: أخبرنا سعيد (ح) وبهز، قال: حدثنا همام. وفي (5/12) قال: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: حدثنا سعيد. وفي (5/12) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا سعيد. وفي (5/17) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان العطار، وفي (5/17و22) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. والدارمي (1975) قال: أخبرنا عفان، قال: حدثنا همام. وأبو داود (2837) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: حدثنا همام. وفي (2838) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد. وابن ماجة (3165) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (1522) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد ابن أبي عروبة. والنسائي (7/166) قال: أخبرنا عمرو بن علي، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا يزيد، وهو ابن زريع، عن سعيد.
أربعتهم - شعبة، وسعيد، وهمام، وأبان - عن قتادة.
2 -
وأخرجه الترمذي (1522) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا علي بن مسهر، عن إسماعيل ابن مسلم.
كلاهما - قتادة، وإسماعيل - عن الحسن، فذكره.
* أخرجه البخاري (7/109) قال: حدثني عبد الله بن أبي الأسود. والترمذي (182) قال: حدثنا أبو موسى، محمد بن المثنى. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن عبد الله. والنسائي (7/166) قال: أخبرنا هارون بن عبد الله.
أربعتهم - ابن أبي الأسود، وابن المثنى، وعلي، وهارون - عن قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن: ممن سمع حديث «في العقيقة» فسألته. فقال: من سمرة بن جندب.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي: الحسن عن سمرة، قيل: إنه من صحيفة غير مسموعة إلا حديث العقيقة. فإنه قيل للحسن: ممن سمعت حديث العقيقة؟ قال: من سمرة. وليس كل أهل العلم يصحح هذه الرواية - قوله: قلت للحسن: ممن سمعت حديث العقيقة. «السنن الكبرى» (الورقة 90 - ب) .
5608 -
(د) بريدة رضي الله عنه قال: «كنا في الجاهلية إذا وُلِدَ لأَحدنا غلام، ذبح شاةَ، ولَطَخ رأسَه بدَمِها، فلما جاء الإسلام، كنا نذبح الشاة يوم السابع، ونحلق رأسه، ونلطخه بزَعفَران» . أخرجه أبو داود (1) ، وزاد رزين «ونُسميِّه» .
(1) رقم (2843) في الأضاحي، باب في العقيقة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أبو داود (2843) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، قال: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، فذكره.
5609 -
(خ س) حبيب بن الشهيد رحمه الله قال: «أمرني ابنُ سيرين أن أسألَ الحسن: مِمَّن سَمِِعَ حديث العَقيقة؟ فسألتُه، فقال: من سَمُرَةَ بن جندب» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
(1) رواه البخاري 9 / 512 في العقيقة، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة، والنسائي 7 / 166 في العقيقة، باب متى يعق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: تقدم تخريجه، راجع الحديث رقم (5607) .
5610 -
(خ د ت س) سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مع الغلام عَقيقَتُه، فأهريِقُوا عنه دماً، وأمِيطُوا عنه الأذى» وقد رُوي عنه موقوفاً. أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .
⦗ص: 500⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَمِيطُوا عنه الأذى) إماطَة الأذى: إزالته، وهو هاهنا: حَلْق الشَّعر عن رأس المولود، قال الخطابي: إذا كان قد أمرهم بإزالة الأذى اليابس، فكيف يأمرهم بتَدمِية رأسه والدم نجس نجاسة مغلَّظة؟ وهذا يدل على صحة الرواية الأخرى، وهي قوله:«ويُسمَّى» عوض قوله: «ويُدَمَّى» .
(1) رواه البخاري 9 / 509 في العقيقة، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة، وأبو داود رقم (2839) في الأضاحي، باب الآذان في أذن المولود، والترمذي رقم (1515) في الأضاحي، باب رقم (17) ، والنسائي 7 / 164 في العقيقة، باب العقيقة عن الغلام.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/18) قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس. وفي (4/18) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - قال: أخبرنا أيوب، وحبيب، ويونس، وقتادة. وفي (4/18) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد -، عن هشام. وفيه (4/18) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وقتادة. وفيه (4/18) قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن عون، وسعيد. وفيه (4/18) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. والبخاري (7/109) قال: وقال حجاج: حدثنا حماد - هو ابن سلمة - قال: أخبرنا أيوب، وقتادة، وهشام، وحبيب. وفيه (7/109) قال: وقال أصبغ: أخبرني ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن أيوب السختياني. والنسائي (7/164) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا أيوب، وحبيب، ويونس، وقتادة.
سبعتهم - يونس، وأيوب، وحبيب، وقتادة، وهشام، وابن عون، وسعيد - عن محمد بن سيرين، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/18) قال: حدثنا يونس. والبخاري (7/109) قال: حدثنا أبو النعمان.
كلاهما - يونس، وأبو النعمان - قالا: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن سلمان بن عامر، فذكره موقوفا.
(*) وقال البخاري: وقال غير واحد: عن عاصم، وهشام، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر الضبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين، عن سلمان قوله.
5611 -
(ط) زيد بن أسلم- عن رجل من بني ضمرة عن أبيه قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة؟ فقال: لا أُحِبُّ العُقُوقَ، وكأنه كَرِه الاسم، قال: ومَن وُلِدَ له ولد، فأحَبَّ أن يَنسُكَ عن ولده فليفعل» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينْسُك) النُّسُك هاهنا: الذبح، والنَّسيكة: الذبيحة.
(1) 2 / 500 في العقيقة، وإسناده ضعيف، ولكن يشهد له حديث عمرو بن شعيب الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
بإسناده مبهم: أخرجه مالك (1103) قال: عن زيد بن أسلم، به.
5612 -
(د س) عمرو بن شعيب - عن أبيه عن جده قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة؟ فقال: لا يحبُّ الله العُقُوقَ، كأنه كَرِهَ الاسم، قال: ومَن وُلِدَ له وَلَد فأحَبَّ أنْ يَنسُك عنه: فَليَنسُك عن الغلام شاتين، وعن الجارية شاة» .
⦗ص: 501⦘
أخرجه النسائي (1) وزاد أبو داود (2) زيادة تجيء في الفصل الرابع الذي يلي هذا.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يُحبُّ العُقُوق) قوله: لا يحب العقوق، ليس فيه توهين لأمر العقيقة ولا إسقاط لها، وإنما استبشع الاسم، وأحب أن يُسمَّى بأحسن منه، على عادته في تغيير الاسم القبيح إلى ما هو أحسن منه فيسمِّيها النَّسِيكة والذبيحة.
(1) 7 / 162 و 163 في العقيقة في فاتحته، وأبو داود رقم (2842) في الأضاحي، باب في العقيقة، وإسناده حسن.
(2)
في المطبوع: وزاد أبو هريرة، وهو خطأ.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/182)(6713) و (2/187)(6759) قال: ثنا عبد الرزاق. وفي (2/193)(6822) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (2842) قال: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري. قال: حدثنا عبد الملك - يعني ابن عمرو -. والنسائي (7/162) قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - عبد الرزاق، ووكيع، وعبد الملك، وأبو نعيم - عن داود بن قيس الفراء، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
(*) في رواية عبد الملك بن عمرو، عن داود، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه. أراه عن جده.
* أخرجه أبو داود (2842) قال: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا داود بن قيس، عن عمرو بن شعيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم به مرسلا.
* أخرجه النسائي (7/168) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي، قال: حدثنا داود بن قيس، قال: سمعت عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن أبيه وزيد بن أسلم «قالوا: يا رسول الله، الفرع. قال: حق
…
الحديث» مرسلا. وليس فيه العقيقة.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
5613 -
(د ت س) أم كرز رضي الله عنها قالت: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «عن الغلام شاتان مكافِئتان، وعن الجارية شاةَ» .
وفي أخرى قالت: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «أَقِرُّوا الطَّيرَ على مكنَاتِها، قالت: وسمعتُه يقول: عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يَضُرُّكم ذُكراناً كُنَّ أم إناثاً» .
وفي أخرى قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عن الغلام شاتان مِثلان، وعن الجارية شاة» أخرجه أبو داود، وأخرج النسائي الأولى.
وله في أخرى قالت: «أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية أسألُه عن لحوم الهَدي؟ فسمعته يقولُ: عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يضرُّكم ذُكرَاناً كنَّ أم إناثاً» .
⦗ص: 502⦘
وفي رواية الترمذي قالت: «سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة؟ فقال: عن الغلام شاتان، وعن الجارية واحدة، ولا يضركم أذُكرَاناً كنّ أم إناثاً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُكافِئَتَان) قال أبو داود السجستاني رحمه الله: سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: «مكافئتان» : مُستَويَتَان أو مُقَارِبتان، قال الخطابي: وقد فسره أبو عبيد قريباً من هذا، إلا أن المراد بذلك: التَّكافُؤ في السِّنِّ، يريد: شاتين مُسِنَّتَين تجوزان في الضحايا، لا تكون إحداهما مُسنَّة، والأخرى غير مُسنَّة، واللفظة:«مكافِئتان» بكسر الفاء، كافأه يُكافِئُه فهو مُكافِئه، أي: مساويه، قال: والمحدِّثون يقولون: «مُكافَأتان» بالفتح، وكل من ساوى شيئاً حتى يكون مثله فقد كافَأه.
وقال بعضهم في تفسير الحديث: تُذبح إحداهما مقابل الأخرى، وأرى الفتح أولى، فإنه يريد: شاتان قد سُوِّي بينهما، أي: شاتان مساوىً بينهما، وأما بالكسر، فمعناه: أنهما مساويتان، فيحتاج أن يذكر أي شيء ساويا، إنما لو قال:
⦗ص: 503⦘
«متكافئتان» كان الكسر هو الوجه، فأما حيث حذف التاء فالفتح الوجه، والله أعلم.
(أقِرُوا الطيْرَ على مَكِنَاتِها) قال الخطابي: قال أبو عبيد: قال أبو زياد الكلابي: لا يُعْرَف للطير مَكِنَات، إنما هو وُكُنات، جمع وَكْنَة، وهي موضع عُشِّ الطائر، قال أبو عبيد: وتفسير المكنات يقول: لا تَزْجُروا الطير ولا تلتفتوا إليها، وأقِرُّوها على مواضعها التي جعل الله لها، من أنها لا تضر ولا تنفع، ويُحكى عن الشافعي رحمه الله أنه قال: كانت العرب إذا خرج أحدهم من بيته غادياً في بعض الحاجة، نظر: هل يرى طائراً يطير، فيزجر سُنُوحه أو بُروحه، فإذا لم يرَ ذلك، عمد إلى الطير الواقع على الشجر، فحرَّكه ليطير، ثم نظر إلى أي جهة يأخذ، وزجره، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:«أقِرُّوا الطير على أمْكِنتها: لا تُطيِّروها ولا تزجروها» وقال الأزهري: قال أبو عبيد: سألت عِدَّة من الأعراب عن المكِنات؟ فقالوا: لا نعرف للطير مَكِنَات، إنما المَكِنَات بَيْض الضِّبَاب، واحدتُها: مَكِنَة، وقد مَكِنت الضَّبَّة وأمكنت:[إذا] جمعت البيض في جوفها، قال: وجائز أن يُستعمل مَكْن الضباب، فيجعل للطير، كما قالوا: مَشَافِر الحبش، وإنما المشافر للإبل، وقيل: أراد بِمكنَاتها: أمكنتها، وذكر نحو ما ذكر الخطابي من زجر الطير، ونحو قول الشافعي، وقيل: المكِنَات جمع مَكِنَة، والمَكِنة: التمكُّن، إن بني فلان لذوو مَكِنَةٍ من السلطان، أي: ذوو
⦗ص: 504⦘
تمكُّن، أي أقِرُّوا الطير على كلِّ مَكِنة تَروْنها عليها، ودَعُوا التطيُّر بها، وهذا مثل التَّبِعَة من التَّتبع، والطَّلِبة من التَّطَلُّب، وذكر الهروي كلام الأزهري، ونسب هذا الوجه الآخِر إلى شِمْر، قال: قال شمر: الصحيح فيها
…
وذكره.
(1) رواه أبو داود رقم (2834) و (2835) و (2836) في الأضاحي، باب في العقيقة، والترمذي رقم (1516) في الأضاحي، باب الأذان في أذن المولود، والنسائي 7 / 165 في العقيقة، باب العقيقة عن الجارية، وباب كم يعق عن الجارية، ورواه أيضاً الدارقطني والحاكم وابن حبان، وهو حديث حسن، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
عن محمد بن ثابت بن سباع، أن أم كرز أخبرته:
أخرجه أحمد (6/422) قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/422) قال: حدثنا محمد بن بكر. والترمذي (1516) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال: حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر - قالا: أخبرنا ابن جريج. قال: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، عن محمد بن ثابت بن سباع، فذكره.
* أخرجه الحميدي (345) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1974) قال: حدثنا عمرو بن عون. قال: حدثنا حماد بن زيد. وأبو داود (2836) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا حماد بن زيد. والنسائي (7/165) قال: أخبرنا قتيبة. قال: حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا يحيى. قال: حدثنا ابن جريج.
ثلاثتهم - سفيان، وحماد بن زيد، وابن جريج - عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، فذكره. ليس فيه:«محمد بن ثابت بن سباع» .
زاد في رواية قتيبة عند النسائي: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية أسأله عن لحوم الهدي فسمعته يقول
…
» الحديث.
* وأخرجه أبو داود (2835) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (3162) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار.
ثلاثتهم - مسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار - عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، فذكره.
- وعن حبيبة بنت ميسرة، عن أم كرز، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«عن الغلام شاتان مكافأتان، وعن الجارية شاة» .
أخرجه الحميدي (346) قال: حدثنا سفيان. قال: حدثنا عمرو بن دينار. وأحمد (6/422) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي (6/422) قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج. (ح) وعبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. وأبو داود (2834) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار. والنسائي (7/165) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا سفيان. قال: قال عمرو.
كلاهما - عمرو بن دينار، وابن جريج - عن عطاء بن رباح، عن حبيبة بنت ميسرة، فذكرته.
* أخرجه أحمد (6/422) قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا منصور، عن عطاء، عن أم كرز الكعبية الخثعمية، فذكره. ليس فيه «حبيبة» .
(*) في رواية ابن جريج: «أم بني كرز الكعبية» .
وعن عطاء وطاوس، ومجاهد، عن أم كرز، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«في الغلام شاتان مكافأتان، وفي الجارية شاة» .
أخرجه النسائي (7/164) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن قيس بن سعد، عن عطاء وطاوس ومجاهد، فذكروه.
قلت: عزا الحافظ حديثها للطحاوي وابن حبان في صحيحه.
5614 -
(ت) عائشة رضي الله عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم عن الغلام شاتان مكافِئَتَان، وعن الجارية شاة» أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (1513) في الأضاحي، باب ما جاء في العقيقة، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (3163) في الذبائح، باب العقيقة، كما رواه أحمد، وابن حبان، والبيهقي وغيرهم، وقال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقال الترمذي: وفي الباب عن علي وأم كرز وبريدة وسمرة وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وأنس وسلمان بن عامر وابن عباس.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه أحمد (6/31) قال: أخبرنا بشر بن المفضل. وفي (6/82) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. وفي (6/158) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/251) قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا حماد. وأبو داود (2833) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. وابن ماجة (3163) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا حماد بن سلمة. والترمذي (1513) قال: حدثنا يحيى بن خلف البصري. قال: حدثنا بشر بن المفضل.
ثلاثتهم - بشر بن المفضل، ووهيب، وحماد بن سلمة - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن يوسف بن ماهك، عن حفصة بنت عبد الرحمن، فذكرته.
5615 -
(ط) نافع -مولى ابن عمر رضي الله عنهما «أن ابن عمر لم يكن يسألُه أحد من أهلِه عَقيقة إلا أعطاه إيَّاها، وكان إنما يَعُقُّ عن ولده بشاة شاة عن الذكور والإِناث. وكذلك كان عُروةُ بن الزبير يفعل (1) » .
قال مالك: وبلغني أن علي بن أبي طالب كان يفعل ذلك. أخرجه الموطأ (2) .
(1) رواهما مالك في الموطأ 2 / 501 في العقيقة، باب العمل في العقيقة، وإسنادهما صحيح.
(2)
هذه الرواية لم نجدها في الموطأ بهذا اللفظ، والذي في الموطأ: عن مالك أنه بلغه أنه عق عن حسن وحسين ابني علي بن أبي طالب، وإسناده منقطع.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1106) قال: عن نافع، به.
قلت: رواية ابن الزبير أخرجها (1109) قال: عن هشام عن أبيه، به.
والرواية الأخيرة برقم (1108) ولفظها: أنه بلغه أنه عق عن حسن وحسين ابني علي بن أبي طالب.
قلت: فعلى هذا الضمير عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم لذا قال الزرقاني في «شرحه» : أخرجه أبو داود من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، فذكر الحديث الآتي برقم (5616) . الشرح (3/130) .
5616 -
(د س) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَقَّ عن الحسن والحسين كَبْشاً كَبْشاً» . أخرجه أبو داود.
⦗ص: 505⦘
وعند النسائي «بِكَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ» (1) .
(1) رواه أبو داود رقم (2841) في الأضاحي، باب في العقيقة، والنسائي 7 / 166 في العقيقة، باب كم يعق عن الجارية، وإسناده صحيح، وصححه أيضاً عبد الحق الأشبيلي، وابن دقيق العيد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أبو داود (2841) قال: ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب. والنسائي (7/165) قال: أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثني إبراهيم هو ابن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة.
كلاهما - أيوب، وقتادة - عن عكرمة، فذكره.
(*) في رواية أيوب، قال: كبشا كبشا.
5617 -
(س) بريدة رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَقَّ عن الحسن والحسين» أخرجه النسائي (1) .
(1) 7 / 164 في العقيقة، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن: أخرجه أحمد (5/355) قال: حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/361) قال: حدثنا علي بن الحسن - وهو ابن شقيق -. والنسائي (7/164) قال: أخبرنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل.
ثلاثتهم - زيد، وعلي، والفضل - عن الحسين بن واقد،عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
5618 -
(ت) علي بن أبي طالب رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَقَّ عن الحسين بشاة، وقال: يا فاطمة، احْلِقي رأسَه، وتَصَدَّقي بِزِنَةِ شَعْرِه فضَّة، فوَزَنَّاه، فكان وزنُه درهماً، أو بعضَ درهم» . أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (1519) في الأضاحي، باب ما جاء في العقيقة بشاة، من حديث الباقر محمد بن علي بن الحسين عن علي رضي الله عنه، وإسناده منقطع، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها، منها الحديث الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف:أخرجه الترمذي (1519) قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن محمد بن علي بن الحسين، فذكره.
(*) وقال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وإسناده ليس بمتصل، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب.
5619 -
(ط) جعفر بن محمد: عن أبيه «أن فاطمة وَزَنَتْ شعر الحسن والحسين وزينبَ وأمِّ كلثوم، وتَصَدَّقت بِزِنَةِ ذلك فضة» .
وفي رواية: «أن فاطمة وزنت شعر حَسَن وحُسينِ، فتصدَّقت بِزِنته فضة» أخرجه «الموطأ» (1) .
(1) 2 / 501 في العقيقة، باب العمل في العقيقة مرسلاً، وفي سنده انقطاع، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله فهو حديث حسن بشواهده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: الرواية الأولى: أخرجها مالك (1104) عن جعفر بن محمد، به.
والرواية الثانية: أخرجها (1105) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن علي بن الحسين أنه قال: فذكره.
قلت: وهو لم يلق فاطمة - رضوان الله عليها.