الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقول الهيثمي (10/ 162-163) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه راو لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات"!!
فأقول: فيه أمران:
الأول: أن أبا جعفر الرازي لا يصح أن يطلق عليه أنه ثقة؛ لأنه مختلف فيه من جهة، ولأن الراجح فيه ما ذكرته آنفاً من جهة أخرى، وهو قول الحافظ الفسوي قديماً، والعسقلاني حديثاً.
والآخر: أن الراوي الذي لم يعرفه - وهو إسحاق -؛ إنما هو إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه، أو إسحاق بن زيد الخطابي؛ فقد ذكرهما ابن أبي حاتم (3/ 2/ 267) في الرواة عن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني.
فإن كان الأول؛ فهو ثقة إمام، وهو من شيوخ الشيخين.
وإن كان الآخر؛ فقد ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 1/ 220) برواية أبيه عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
5142
- (من صلى على محمد وقال: اللهم! أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة؛ وجبت له شفاعتي) .
ضعيف
أخرجه أحمد (4/ 108)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (رقم: 53) ، وكذا ابن أبي عاصم (59/ 78) ، والبزار (4/ 45/ 3157) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 280) ، والطبراني في "المعجم الكبير"(5/ 13-14/ 4480،4481) و "الأوسط"(1/ 187/ 1/ 3428 - بترقيمي) من طرق عن ابن لهيعة قال:
حدثنا بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن وفاء [بن شريح] الحضرمي عن رويفع ابن ثابت الأنصاري مرفوعاً. وقال الطبراني:
"لا يروى عن رويفع إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة".
قلت: هو سيىء الحفظ؛ إلا فيما رواه عنه أحد العبادلة، ومنهم أبو عبد الرحمن المقري عبد الله بن يزيد: عند الطبراني في "الكبير" بالرقم الثاني بسند صحيح عنه؛ لكن ذكر فيه (ابن هبيرة) مكان (بكر بن سوادة) ، ولا يضر؛ فإنه ثقة من رجال مسلم مثل (بكر) ، واسمه (عبد الله بن هبيرة) .
وكذلك شيخهما (زياد بن نعيم) ثقة أيضاً، وهو (زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي) .
فالعلة: (وفاء بن شريح الحضرمي) ؛ بيض له الذهبي في "الكاشف". وقال الحافظ في "التقريب":
"مقبول".
قلت: وذلك؛ لأنه لم يوثقه غير ابن حبان (5/ 497) ، ولم يذكر البخاري راوياً عنه غير زياد بن نعيم هذا، وقرن معه ابن أبي حاتم وابن حبان:(بكر بن سوادة) ، وساق له حديثاً من رواية عمرو بن الحارث عن بكر عن وفاء عن سهل ابن سعد.
وهو مخرج في "الصحيحة" شاهداً تحت الحديث (259) ، وقد سقط (بكر) هذا من إسناد "الثقات"، وهو ثابت في "صحيح ابن حبان"(1786) .
وأنت ترى أن بكراً إنما روى في حديث الترجمة عن (وفاء) بواسطة (زياد بن نعيم) ؛ فأخشى أن يكون سقط أيضاً (زياد) هذا من إسناد حديث (سهل بن سعد) ، فإن كان كذلك؛ فيكون (وفاء) مجهول العين، وإلا؛ فهو مجهول الحال. وهو - على كل الأحوال - علة هذا الحديث. والله أعلم.
تنبيهات:
1-
قال المنذري في "الترغيب"(2/ 282) :
"رواه البزار، والطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وبعض أسانيدهم حسن"! يشير إلى رواية عبد الله بن يزيد المقرىء.
ونحوه في "مجمع الزوائد" للهيثمي (10/ 163) !
قلت: وهذا منهما اعتداد بتوثيق ابن حبان لـ (وفاء) ! وقد عرفت ما فيه.
2-
وغفل الحافظ الناجي عن اعتداد المنذري المذكور، فتعقبه بقوله في "عجالته" (ق 127/ 2) :
"كيف يكون السند حسناً ومداره على (ابن لهيعة) ؛ وحاله مشهور؟! "!!
فكان عليه أن يتنبه للاستثناء المذكور، وأن ينبه على جهالة (وفاء) المزبور!
3-
وتبع الهيثمي على التحسين والاعتداد المذكور: المعلق على "مجمع البحرين"(8/ 26) ؛ فإنه أقره عليه، بل وأيده؛ فإنه - بعد أن ذكر أن ابن لهيعة مختلط - استدرك بأن رواية (المقرىء) عنه قبل الاختلاط، وعليه قال:
"فالحديث حسن"!