الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن سفيان بن أبي الزرد.
وأما سليمان بن عبد الجبار؛ فهو سامرائي، كتب عنه أبو حاتم بها، وقال أحمد فيه:
"صدوق".
وبالجملة؛ فالحديث ضعيف بهذا السياق والتمام، وجله صحيح، ويحتمل أن يكون منه الزيادة المذكورة؛ والله أعلم.
لا سيما ولها شاهد من حديث أنس، تقدم تخريجه برقم (1516) .
5049
- (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس كلب؟!) .
ضعيف شاذ بهذا اللفظ
أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(504- موارد و 2280 - الإحسان)، والطبراني في "الأوسط" (5/ 132/ 4251) من طريق الربيع بن ثعلب: حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن محمد بن ميسرة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به. وقال الطبراني:
"تفرد به الربيع".
قلت: والربيع بن ثعلب ثقة صالح؛ له ترجمة في "الجرح والتعديل"(3/ 456/ 2060) ، وفي "تاريخ بغداد"(8/ 418) .
وأبو إسماعيل المؤدب اسمه إبراهيم بن سليمان بن رزين الأردني؛ مختلف فيه؛ قال الذهبي:
"وهو مشهور بكنيته، ضعفه يحيى بن معين مرة، وقال أخرى: ليس بذاك. وقال هو وأحمد: ليس به بأس، ووثقه الدارقطني". وقال الحافظ:
"صدوق يغرب".
ومحمد بن ميسرة: هو محمد بن أبي حفصة البصري؛ مختلف فيه أيضاً؛ فوثقه ابن معين وأبو داود. وقال ابن معين في رواية:
"صويلح، ليس بالقوي". وقال النسائي:
"ضعيف". وقال ابن حبان في "الثقات":
"يخطىء". وقال ابن المديني:
"ليس به بأس". وقال ابن عدي في "الضعفاء"(ق 372/ 1) :
"وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم". وقال الحافظ:
"صدوق يخطىء".
قلت: وقد خالفه جمع من الثقات - كشعبة والحمادين وغيرهم -، فرووه بلفظ: "
…
رأس الحمار". أخرجه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" برقم (634) ، و "الإرواء" (510) .
فهذا هو المحفوظ، ولفظ الترجمة شاذ أو منكر؛ أخطأ فيه محمد بن ميسرة هذا، أو الراوي عنه.
ومن هذا التحقيق؛ تعلم خطأ قول المنذري (1/ 180) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد جيد"! ونحوه قول الهيثمي (2/ 78) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات؛ خلا شيخ الطبراني العباس ابن الربيع بن ثعلب؛ فإني لم أجد من ترجمه".
قلت: ترجمه الخطيب (12/ 149-150) ، وذكر وفاته سنة (291) ، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً.
لكن تابعه - عند ابن حبان - الهيثم بن خلف الدوري؛ ترجمه الخطيب أيضاً (14/ 63) ، وروى عن الإسماعيلي أنه أحد الأثبات.
وقد وجدت للحديث طريقاً أخرى؛ أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 225) من طريق يوسف بن عدي: حدثنا معمر بن سليمان عن زيد بن حبان عن مسعر عن محمد بن زياد به. وقال:
"هذا من غرائب حديث مسعر، ذاكر به القدماء قديماً؛ من حديث يوسف ابن عدي، وأنه من مفاريده، رواه غير واحد من المتأخرين عن جماعة عن مسعر، فروي من حديث وكيع، ومحمد بن عبد الوهاب القتات، وعبد الرحمن بن مصعب الكوفي بأسانيد لا قوام لها مما وهمت فيه الضعاف عن قريب".
قلت: ومن هؤلاء الضعاف: زيد بن حبان في الطريق الأولى؛ فقال الدارقطني:
"ضعيف الحديث، لا يثبت حديثه عن مسعر". وقال العقيلي:
"حدث عن مسعر بحديث لا يتابع عليه". وقال الحافظ:
"صدوق كثير الخطأ، تغير بآخره".
قلت: فمثله لا يحتج بحديثه، لا سيما مع المخالفة لأحاديث الثقات.
نعم؛ قد صح الحديث موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه قال:
ما يؤمن أحدكم - إذا رفع رأسه في الصلاة قبل الإمام - أن يعود رأسه رأس كلب؟!
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(2/ 373/ 3752) ، والطبراني في "الكبير"(9/ 274/ 9174-9175) من طريقين عن زياد بن فياض عن تميم ابن سلمة عنه.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
ثم استدركت فقلت: إنه منقطع؛ فإن تميماً هذا لم يدرك ابن مسعود؛ بين وفاتيهما نحو سبعين سنة، فلعل هذا الحديث الموقوف هو أصل هذا الحديث المرفوع، اختلط على بعض رواته الضعفاء، فتوهم أن المرفوع لفظه لفظ هذا الموقوف، فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم توهماً، وإنما المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً بلفظ:
"
…
رأس الحمار"، كما تقدم، وهو رواية لابن حبان (2279) .
ولعل الحافظ ابن حجر يشير إليها بقوله الآتي - والله أعلم -؛ فقد جاء في حاشية "الموارد" ما نصه:
"بهامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر: بل بلفظ:
…
رأس حمار".
وبهذا اللفظ الصحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 185،358،