الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأقول: نعم؛ لو صح ذكره في الإسناد؛ ولكن الظاهر أنه شاذ لا يصح؛ كما يشعر بذلك إعلال الأئمة إياه بالإرسال، وعدم ذكره في روايتهم - إلا البيهقي - على ما في ثبوتها في كتابه من الشك كما سبقت الإشارة إليه. والله سبحانه وتعالى أعلم.
5445
- (اعمم ولا تخص؛ فإن بين الخصوص والعموم كما بين السماء والأرض) .
ضعيف
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"(2/ 1/ 14) من طريق الدارقطني عن محمد بن إسماعيل الصائغ عن علي بن جرير الخراساني عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال:
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول: اللهم! ارحمني، فضرب بيده بين كتفي فقال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون؛ مترجمون في "التهذيب"؛ غير علي بن جرير الخراساني؛ والظاهر أنه الذي في "الجرح والتعديل"(3/ 1/ 178) :
"علي بن جرير الباوردي، روى عنه.. (بياض) . سئل أبي عنه؟ فقال: صدوق".
فإن (الباوردي) نسبة إلى (أبيورد) ؛ وهو بلد بـ (خراسان) ، كما في "معجم البلدان" وغيره، ولم أجد له ترجمة في غير المصدر المذكور، وهي غير كافية؛ لجهالة من روى عنه، فهو شبه المجهول عندي، لا سيما وقد خولف في إسناده.
فأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 130) من طريق العيشي: حدثنا حماد بن سلمة: حدثنا ثابت عن عمرو بن شعيب:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد خرج لصلاة الفجر؛ وعلي يقول: اللهم! اغفر لي وارحمني، اللهم! تب علي. فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على منكبه، وقال:
…
فذكره، دون قوله:
"ولا تخص".
وكذا رواه أبو داود في "المراسيل"؛ كما ذكره البيهقي عقبه، وهو في النسخة المطبوعة من "المراسيل"(ص 11-12) ؛ لكنها مختصرة من الأسانيد وبعض المتون؛ كما تبين لنا بالمراجعة، فلم نعرف هل هو من طريق العيشي هذا أم غيره؟!
وبالجملة؛ فالصواب في الحديث أنه مرسل عمرو بن شعيب، أخطأ الخراساني في وصله عن علي؛ لأن العيشي - وهو عبيد الله بن محمد - ثقة اتفاقاً.
ثم إن المتن منكر مخالف لكثير من الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أدعيته؛ فإنها بصيغة الإفراد، حتى في الصلاة. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم بين السجدتين:
"اللهم! اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، واهدني، وارزقني".
انظر كتابي "صفة الصلاة"، والرد على (عز الدين بليق) ؛ وقد أورد هذا الحديث في كتابه الذي سماه "منهاج الصالحين"! وإنما هو منهاجه هو؛ لجهله