الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد رواه شعبة عن الحكم قال: سمعت عروة بن النزال يحدث عن معاذ بن جبل قال:
…
فذكر حديثه الطويل الذي أوله:
"لقد سألت عن عظيم
…
" الحديث، وفي آخره:
"وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟! ".
ورواه الترمذي وغيره من طريق أخرى عن معاذ، وهو مخرج في "الإرواء"(413) .
وأما طريق شعبة هذه؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في أول كتاب "الإيمان" رقم (1) ، وأحمد (5/ 337) ، والطبراني في "الكبير"(20/ 147/ 304) من طرق عن شعبة به نحو حديث الترمذي، وفيه حديث الترجمة دون قوله:
"لا يناله إلا أفضلهم".
ورجاله ثقات؛ إلا أن عروة بن النزال فيه جهالة، مع انقطاع؛ بينه أحمد (5/ 233) من رواية روح عن شعبة:
قال شعبة: فقلت له: سمعه من معاذ؟ قال: لم يسمعه منه وقد أدركه.
وجملة القول: أن الحديث بهذه الزيادة:
"لا يناله إلا أفضلهم"؛ ضعيف لا يصح؛ لتفرد الألهاني به، واضطرابه في سنده ومتنه. والله سبحانه وتعالى أعلم.
5437
- (سألت جبريل عليه الصلاة والسلام عن هذه الآية: (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) ؛ من الذي لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال:
هم الشهداء، يتقلدون أسيافهم حول عرشه، تتلقاهم الملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت، [أزمتها الدر [الأبيض] ، برحال [الذهب، أعنتها] السندس والإستبرق] ، نمارها ألين من الحرير، مد خطاها مد أبصار الرجال، يسيرون في الجنة [على خيول]، يقولون عند طول النزهة: انطلقوا بنا إلى ربنا؛ لننظر كيف يقضي بين خلقه؟ يضحك إليهم إلهي، وإذا ضحك إلى عبد في موطن؛ فلا حساب عليه) .
منكر بهذا التمام
قال في "الدر المنثور"(5/ 336) :
"أخرجه أبو يعلى، والدارقطني في "الأفراد"، وابن المنذر، والحاكم - وصححه -، وابن مردويه، والبيهقي في "البعث" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
(فذكره) ".
قلت: وفي عزوه بهذا التمام للحاكم نظر؛ فإنه إنما أخرجه في "المستدرك"(2/ 253) دون قوله: "يتقلدون أسيافهم.." إلخ؛ عن أبي أسامة عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة. وقال:
"صحيح الإسناد". وأقره المنذري في "الترغيب"(2/ 199) .
وأما الذهبي؛ فزاد في "التلخيص":
".. على شرط البخاري ومسلم".
قلت: وهو الصواب؛ فإن رجاله كلهم على شرطهما.
وعمر هذا: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني؛ نزيل عسقلان، ولم يعرفه الحافظ ابن كثير كما يأتي. ثم قال المنذري:
"ورواه ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن عياش أطول منه؛ وقال فيه: (هم الشهداء، يبعثهم الله متقلدين أسيافهم حول عرشه
…
) "!
قلت: وإسماعيل بن عياش - وهو الحمصي الشامي - مختلف فيه. والذي استقر عليه رأي الحفاظ النقاد فيه: أنه ثقة فيما يرويه عن الشاميين، ضعيف فيما يرويه عن غيرهم، ولذلك؛ كان الواجب على المنذري أن يسمي لنا شيخه فيه!
وقد وقفت عليه بواسطة "تفسير ابن كثير"؛ فإنه - جزاه الله خيراً - ذكر إسناد أبي يعلى، فقال:
"وقال أبو يعلى: حدثنا يحيى بن معين: حدثنا أبو اليمان: حدثنا إسماعيل ابن عياش عن عمر بن محمد
…
" فذكره كما تقدم في إسناد الحاكم. ثم قال:
"رجاله كلهم ثقات؛ إلا شيخ إسماعيل بن عياش؛ فإنه غير معروف. والله سبحانه وتعالى أعلم"!
وأقول: بل هو معروف؛ فإنه من ذرية عمر بن الخطاب كما تقدم؛ فقد ذكر الحافظ المزي - شيخ ابن كثير - في ترجمة عمر بن محمد هذا أنه روى عن زيد بن أسلم، وعنه جماعة منهم إسماعيل بن عياش فهو علة تلك الزيادة التي لم يروها الحاكم؛ لأن شيخه عمر هذا مدني كما تقدم،وقد عرفت من ترجمته آنفاً أنه ضعيف فيما يرويه عن المدنيين وغيرهم.
وقد يقول قائل: قد ذكرت آنفاً أن عمر هذا كان نزيل (عسقلان) ؛ وهي من بلاد الشام، فيمكن أن يكون إسماعيل سمعه منه فيها، وأنه حفظه عنه؟!
فأقول: هذا ممكن، ولكن لا بد له من مرجح، وهذا مفقود، وحينئذ يبقى حكم هذه الزيادة على الضعف، حتى يتبين المرجح؛ كشأن المختلط الذي لم يعلم
أحدث بالحديث قبل الاختلاط أم بعده؟ فهو على الضعف حتى يتبين أنه حدث به قبل الاختلاط.
على أنه يترجح عندي ضعف هذه الزيادة من جهة أخرى؛ وهي مخالفة إسماعيل لأبي أسامة - واسمه حماد بن أسامة -، وهو ثقة ثبت، ولم يروها كما تقدم من تخريج الحاكم. ويبعد جداً أن يكون حدث بها عمر بن محمد، ولا يحفظها أبو أسامة عنه، ويحفظها إسماعيل، مع ما فيه من القال والقيل! ولذلك؛ فإن هذه الزيادة منكرة عندي،بخلاف ما قبلها، ولذلك؛ لم أوردها مع حديث الحاكم في "صحيح الترغيب"(2/ 147/ 1378) ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(تنبيه) : قد عزا الحديث لأبي يعلى الحافظ ابن حجر أيضاً في "المطالب العالية"(3/ 365/ 3721)، وذكر الشيخ الأعظمي في تعليقه عليه: أن البوصيري قد سكت عليه! وقد كشفنا لك عن علته بفضل الله وتوفيقه.
ولم أره في "مجمع الزوائد" للهيثمي، ولا عزاه المنذري لأبي يعلى كما تقدم! فلعله في بعض النسخ منه. والله أعلم.
ثم إن متن الحديث قد نقلته من "تفسير ابن كثير"، والزيادات التي بين المعكوفات [] ؛ إنما هي من "الترغيب"، وبعضها من "الدر". ووقع فيه:"البرهة" مكان: "النزهة"! ولعله تصحيف.
ثم رأيت الحافظ قد ساق إسناد أبي يعلى في "المطالب العالية المسندة"(2/ 45/ 2) كما ساقه ابن كثير.
وقد رواه آخرون عن إسماعيل، وعن محمد بن عمر؛ دون قوله: