الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ونحوه قول أحمد - فيما رواه ابنه عبد الله - قال:
"لم يسمع منه أبي، ونهاني أن أكتب عن رجل عنه".
قال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله تعالى -:
"فالعجب لعبد الله أن يخرج حديثه في "زيادات المسند" بعد نهي أبيه".
قلت: لعله نسي!
5078
- (اذهب بضعفائنا ونسائنا؛ فليصلوا الصبح بمنى؛ وليرموا جمرة العقبة قبل أن يصيبهم دفعة الناس؛ قاله للعباس) .
منكر
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 412) عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفير عن عطاء قال: أخبرني ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس ليلة المزدلفة:
…
فذكره. قال:
فكان عطاء يفعله بعدما كبر وضعف.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علته ابن أبي الصفير هذا، أورده ابن حبان في "المجروحين"(1/ 110)، وقال:
"تركه ابن مهدي، وضعفه ابن معين، سيىء الحفظ، رديء العزم، يقلب ما يروي". وقال الحافظ في "التقريب":
"صدوق كثير الوهم".
قلت: ومع ذلك سكت الحافظ في "الفتح"(3/ 415) على هذا الحديث مع ما فيه من الضعف الظاهر، فدل هذا وأمثاله على أنه ينبغي أن ينظر إلى ما
سكت عنه فيه بتحفظ، ولا يبادر إلى القول بتحسينه؛ كما اشتهر عنه؛ أن ما سكت عليه في "الفتح" فهو حسن؛ فتأمل!
ومثل هذا الحديث في النكارة: ما رواه شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال:
كنت فيمن بعث به النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر، فرمينا الجمرة مع الفجر.
أخرجه الطحاوي أيضاً.
قلت: وشعبة هذا؛ قال فيه الحافظ:
"صدوق سيىء الحفظ". وقال ابن حبان (1/ 357) :
"يروي عن ابن عباس ما لا أصل له، كأنه ابن عباس آخر، قال مالك: لم يكن بثقة".
قلت: ومما يدل على نكارة هذين الحديثين: أن المحفوظ عن ابن عباس من طرق عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لغلمان عبد المطلب:
"لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس".
وهو حديث صحيح، وقد حسنه الحافظ، وقد خرجته في "الإرواء"(1076) .
على أن حديث الترجمة ليس صريحاً في الرمي قبل طلوع الشمس كما هو ظاهر، وبنحوه أجاب عنه الطحاوي فراجعه.