الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ضعيف. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(7669) من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي: حدثني أبي عن أبيه: حدثني أبو يحيى الكلاعي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مسلسل بالعلل؛ يزيد بن سنان الرهاوي وابنه محمد؛ ضعيفان.
وأما أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد؛ فقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"؛ ولم يزد فيه على قوله:
"كتب إلى أبي وإلي"!
فالظاهر أنه مجهول.
والحديث؛ سكت عنه ابن القيم في "حادي الأرواح"(2/ 218-219) ! وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 402) :
"رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم، وضعفاء فيهم توثيق لين".
5384
- (لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ جاءه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد! أرسلني الله عز وجل إليك؛ تكريماً لك، وتشريفاً لك، وخاصة لك، أسألك عما هو أعلم به منك: يقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني - يا جبريل - مغموماً، وأجدني - يا جبريل -؛ مكروباً. ثم جاءه اليوم الثاني، فقال ذلك له، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما رد عليه أول يوم. ثم جاءه اليوم الثالث، فقال له كما قال أول يوم، ورد عليه كما رد. وجاء
معه ملك يقال له: إسماعيل على مئة ألف ملك، كل ملك منهم على مئة ألف ملك؛ فاستأذن فسأل عنه؛ ثم قال جبريل: هذا ملك الموت؛ يستأذن عليك، ما استأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائذن له. فأذن له، فسلم عليه، ثم قال: يا محمد! إن الله عز وجل أرسلني إليك، فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضته، وإن أمرتني أن أتركه تركته. قال: أو تفعل يا ملك الموت؟! قال: نعم؛ بذلك أمرت، وأمرت أن أطيعك! قال: فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام، فقال جبريل: يا محمد! إن الله عز وجل اشتاق إلى لقائك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لملك الموت:
امض لما أمرت به. فقبض روحه. فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية؛ سمعوا صوتاً من ناحية البيت: سلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته! إن في الله عزاءً من كل مصيبة؛ وخلفاً من كل هالك، ودركاً من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا: فإنما المصاب من حرم الثواب! فقال علي عليه السلام: أتدرون من هذا؟ هذا الخضر عليه السلام .
موضوع
أخرجه الإمام الشافعي في "السنن" عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص عن جعفر بن محمد عن أبي أن رجالاً من قريش دخلوا على أبيه علي بن الحسين فقال: ألا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، فحدثنا عن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم. قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً على إرساله، آفته: القاسم هذا - وهو العمري المدني -؛ قال الإمام أحمد:
"ليس بشيء، كان يكذب ويضع الحديث".
وكذبه ابن معين أيضاً. ولهذا؛ قال الحافظ في "التقريب":
"متروك، رماه أحمد بالكذب".
قلت: وقد تابعه من هو مثله، ولعل أحدهما سرقه من الآخر؛ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (2890) من طريق عبد الجبار بن العلاء: حدثنا عبد الله ابن ميمون القداح: حدثنا جعفر بن محمد به؛ إلا أنه أسنده فقال: عن أبيه عن علي بن حسين قال: سمعت أبي يقول:
…
فذكره.
قلت: والقداح هذا؛ قال أبو حاتم:
"متروك". وقال البخاري:
"ذاهب الحديث. وقال ابن حبان:
"لا يجوز أن يحتج به". وفي "التقريب":
"منكر الحديث، متروك".
وبه أعله الهيثمي في "المجمع"(9/ 35) .
ثم سرقه منهما كذاب آخر وغاير في الإسناد؛ إلا وهو أبو الوليد المخزومي؛ فقال: حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال:
…
فذكره مختصراً بلفظ:
عزتهم الملائكة؛ يسمعون الحس ولا يرون الشخص، فقالت:
…
فذكره.
أخرجه الحاكم (3/ 57)، وقال:
"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!!
وهذا من أوهامهما الفاحشة! ومن الظاهر أنهما لم يعرفا أبا الوليد المخزومي هذا، وقد أورده الذهبي في كنى "الميزان"، وقال:
"هو خالد بن إسماعيل؛ الكذاب".
ثم ترجمه هناك في الأسماء، فقال:
"قال ابن عدي: كان يضع الحديث على الثقات. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال".
ثم رواه أحد المتروكين بسند آخر - وهو عباد بن عبد الصمد - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أحدق به أصحابه، فبكوا حوله واجتمعوا، فدخل رجل أصهب اللحية؛ جسيم صبيح فتخطى رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إن في الله عزاءً من كل مصيبة
…
الحديث، فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟ فقال أبو بكر وعلي: نعم؛ هذا أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخضر عليه السلام.
أخرجه الحاكم (3/ 58) ؛ وقال:
"هذا شاهد لما تقدم، وإن كان عباد بن عبد الصمد ليس من شرط هذا الكتاب"! ووافقه الذهبي!
وأقول: لا يستشهد به أيضاً لشدة ضعفه؛ أورده الذهبي نفسه في "الميزان"، وقال:
"بصري واه. قال البخاري: منكر الحديث. ووهاه ابن حبان وقال: له عن أنس نسخة أكثرها موضوعة. وقال أبو حاتم: ضعيف جداً"، ثم ساق له أحاديث قال في أحدها:
"يشبه وضع القصاص". وقال في آخر:
"وهذا إفك بين".
وإذا عرفت هذا الحديث وشدة ضعفها؛ فمن الغريب اعتماد شيخ الإسلام ابن تيمية على الطريق الأولى في ميله في فتوى له إلى القول بحياة الخضر في حياته صلى الله عليه وسلم! فقد سئل عنها في استفتاء له، فأجاب بقوله:
"وأما حياته؛ فهو حي، والحديث المذكور: "لو كان حياً لزارني"؛ لا أصل له، ولا يعرف له إسناد، بل المروي في "مسند الشافعي" وغيره: أنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن قال: إنه لم يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال ما لا علم له به؛ فإنه من العلم الذي لا يحاط به
…
"!!
قلت: وهذه الفتوى كأنها كانت منه قبل أن يتمكن من العلم الصحيح؛ فإن أكثر فتاوته على خلافها، وأن الخضر مات، وأنه لو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم لوجب عليه أن يأتيه وينصره، كما بينت ذلك من كلامه في مقدمتي لكتاب "رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار" للإمام الصنعاني، وهو تحت الطبع (1) .
وقوله: "إنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم"! كأنه يعني: بعد وفاته معزياً به. وهذا هو الذي رواه الشافعي وغيره كما رأيت. وسكوته عن إسناده - بل واحتجاجه به على
(1) ثم طبع بحمد الله في حياة الشيخ رحمه الله في المكتب الإسلامي.