الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النفي لسماعه للحديث من عروة -؛ لما ذهب إلى هذا الذي حكينا عنه، ولوجد أن الأئمة الذين أعلوا الحديث بالإرسال كانوا على الحق والصواب، وأن قولهم فيه هو فصل الخطاب.
ثم إن الحديث لو صح؛ فهو محمول على الاستحباب؛ كما تقدم عن الخطابي (1) .
ومما يشهد له: قوله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه - وقد دعي إلى الطعام وهو صائم -:
"أفطر، وصم مكانه يوماً إن شئت"؛ وهو حديث ثابت؛ كما حققته في "آداب الزفاف"(ص 159) ، ثم في "إرواء الغليل"(1952) .
5203
- (إنا أهل بيت؛ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق؛ معهم رايات سود، فيسألون الخير، فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ماسألوا؛ فلا يقبلونه، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي؛ فيملؤها قسطاً؛ كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم؛ فليأتهم ولو حبواً على الثلج) .
منكر
أخرجه ابن ماجه (2/ 518) ، وابن أبي عاصم في "السنة" برقم (1499)، والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 1494) عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ اغرورقت عيناه، وتغير لونه، قال: فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئاً
(1) كرر الشيخ رحمه الله الحديث برقم (5480) لكن من طريق آخر. (الناشر)
نكرهه؟! فقال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات؛ غير يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم الشيعي -. قال الذهبي:
"أحد علماء الكوفة المشاهير؛ على سوء حفظه". وقال الحافظ:
"ضعيف، كبر فتغير، وصار يتلقن". وقال البوصيري في "زوائده"(ق 249/ 1) :
"مختلف فيه، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة (يعني: شيخ ابن ماجه فيه) ، وأبو يعلى بزيادة ونقص، لكن لم يتفرد به يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم؛ فقد رواه الحاكم في "المستدرك" من طريق عمرو بن قيس عن الحكم عن إبراهيم به"!
قلت: ما أحسن البوصيري صنعاً بهذا الاستدراك؛ فإنه الحديث عند الحاكم (4/ 464) من طريق محمد بن عثمان بن سعيد القرشي: حدثنا يزيد بن محمد الثقفي: حدثنا حنان (الأصل: حبان) بن سدير عن عمرو بن قيس الملائي به.
سكت عنه الحاكم! وتعقبه الذهبي بقوله:
"قلت: هذا موضوع".
أقول: لعل آفته من حنان هذا؛ فقد أورده ابن أبي حاتم (1/ 2/ 299) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، والحافظ في "اللسان"(2/ 367) ، وساق له من مناكيره حديثاً من روايته عن أهل البيت، وقال:
"قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" وفي "العلل": إنه من شيوخ الشيعة".
قلت: وهو في "رجال الكشي"؛ انظر "الفهرس"(ص 108) .
وقد تصحف اسمه في "المستدرك" إلى (حبان) ؛ كما سبقت الإشارة إليه.
وفي "الميزان": "حبان بن مديد"؛ وقال:
"قال الأزدري: ليس بالقوي عندهم".
ثم ساق له هذا الحديث. ووقع في "اللسان".
"حبان بن مدير"؛ وعزا الحديث الحاكم؛ وذكر تعقب الذهبي له بما سبق، وأقره؛ ولكنه قال:
"وأنا أخشى أن يكون هذا هو حنان - بفتح المهملة ونونين مخففاً -، وأبوه (سدير) بفتح السين المهملة بوزن (قدير) ، تصحف اسمه واسم أبيه".
قلت: والراوي عنه يزيد بن محمد الثقفي؛ لم أعرفه!
وكذا الراوي عنه: محمد بن عثمان بن سعيد القرشي! ومن طبقته: محمد ابن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السوار المصري، حدث عن أبي صالح كاتب الليث؛ قال أبو سعيد بن يونس: لم يكن بثقة؛ كما في "اللسان"(5/ 279) ، فلعله هو.
ثم إن الحديث قد أنكره جماعة من الأئمة المتقدمين على يزيد بن أبي زياد؛ فقال وكيع:
"يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله - حديث الرايات - ليس بشيء". وقال أبو أسامة: