الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"وإسنادهما ضعيف أيضاً"!
فإن الحق أن يقال: "
…
ضعيف جداً"؛ وذلك؛ خشية أن يغتر من لا علم عنده بشدة ضعف هذين الإسنادين؛ فيغتر بقول الحافظ المذكور؛ فيدعي - بناءً عليه - تقوية الحديث بكثرة الطرق!
ولعل هذا هو السبب في إيراد الدكتور القلعجي هذا الحديث في فهرسه الذي وضعه في آخر "ضعفاء العقيلي" للأحاديث الصحيحة - بزعمه - مما ورد فيه (ص 521) ؛ على رغم قول العقيلي:
"لا يصح في هذا الباب شيء".
ووافقه الجوزي في "الموضوعات"(3/ 92-93) - بعد أن أعل حديث ابن عباس بطريقيه، وحديث عائشة بنحو ما تقدم -:
وكذلك وافقه ابن القيم في "المنار".
ولم يستطع السيوطي أن ينقذه من الضعف المستفاد من جميع طرقه! أما الوضع فنعم. ولذلك؛ صرح الشيخ القارىء في "الأسرار المرفوعة" بتخطئة ابن الجوزي في حكمه عليه بالوضع، وهو ظاهر كلام السخاوي في "المقاصد".
وبناءً عليه مختصره الزرقاني:
"ضعيف".
5255
- (الحمد لله؛ ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا) .
ضعيف
أخرجه ابن ماجه (4150) ، والبيهقي في "سننه"(7/ 280)
كلاهما من طريق سويد بن سعيد: حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بطعام سخن، فأكل، فلما فرغ قال:
…
فذكره. وليس عند البيهقي قوله:
"الحمد لله". وأشار إلى تضعيفه بقوله:
"هذا إن صح يحتمل معنى الأول - يعني: بعد أن يذهب فوره -، ويحتمل غيره".
قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير سويد؛ فإنه - مع كونه من شيوخ مسلم - فقد ضعفوه. قال الحافظ:
"صدوق في نفسه؛ إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول".
قلت: ومن هنا يظهر لك تساهل البوصيري في "الزوائد"(279/ 2) ؛ حيث قال:
"هذا إسناد حسن؛ سويد مختلف فيه، رواه البيهقي في "سننه الكبرى"
…
وله شاهد من حديث أسماء بنت أبي بكر. رواه البيهقي"!
قلت: ولعله تبع المنذري في تحسينه، على أنه أيسر خطأ منه؛ فإن المنذري قال (4/ 109) :
"رواه ابن ماجه بإسناد حسن، والبيهقي بإسناد صحيح"!!