الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم تكن حاضرا حين تنازعوا في كفالتها، وأخذوا يقترعون في شأن الكفالة، لأنك أمي، فلم يبق لك طريق للعلم إلا الوحي من الله تعالى.
قصة عيسى عليه السلام
-
ولادته وبعثته ومعجزاته
-
قصص القرآن العجيبة مدعاة للإيمان والاعتبار والاتعاظ، وهي غالبا قصص للأنبياء والمرسلين تتضمن المعجزات والدلائل الدالة على صدق الوحي والرسالة والنبوة، وتظل ناطقة بقدرة الله تعالى على الاستثناءات كما هي في الأحوال المعتادة، حيث يخلق الله تعالى المعجزة على يد نبي أو رسول، لتدل على صدقه في دعواه الرسالة أو النبوة، ومن هذه القصص ما مرّ سابقا من قصص زكريا ويحيى ومريم، وما يذكر هنا من قصة ولادة عيسى من غير أب، ومعجزاته، وتعليم الله له الكتاب (الكتابة) والحكمة (العلم النافع) والتوراة والإنجيل، كما في الآيات التالية:
[سورة آل عمران (3) : الآيات 45 الى 51]
إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)
وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)
«1» «2» «3» «4» «5» «6» «7» «8» «9»
(1) المراد بها عيسى، سمي بالكلمة لأنه وجد بكلمة (كن فيكون) من غير وسائط.
(2)
ذا جاه وشرف.
(3)
في السرير وقت الرضاع.
(4)
عهد اكتمال القوة.
(5)
أراد شيئا أو حتّمه.
(6)
الصواب في القول والعمل.
(7)
أصور وأقدر.
(8)
الذي ولد أعمى.
(9)
الذي به برص أي بياض في الجلد منفر.
«1» [آل عمران: 3/ 45- 51] .
اذكر أيها النبي حين قالت الملائكة: يا مريم، إن الله يبشرك بمولود منك من غير أب هو الكلمة، أي وجد بكلمة كُنْ فَيَكُونُ من الله، من غير واسطة بشر، اسمه المسيح عيسى ابن مريم، فهو منسوب إليك، ولقب بالمسيح، لمسحه بالبركة أو بالدهن الذي يمسح به الأنبياء، وهو ذو جاه في الدنيا بالنبوة، وفي الآخرة بالشفاعة وعلو الدرجة، ومن المقربين إلى الله يوم القيامة.
ويكلم الناس وهو طفل صغير في المهد: مضجع الطفل حين الرضاع، وفي الكهولة: ما بعد الثلاثين أو الأربعين إلى الشيخوخة، أي يكلم الناس في الحالين بالوحي والرسالة، وهو من العباد الصالحين.
قالت مريم مستبعدة الأمر بحكم العادة: كيف يكون لي ولد، ولم يقربني رجل؟
فأجابها الوحي بالإلهام: مثل ذلك يخلق الله ما يشاء من العدم بمقتضى قدرته وحكمته، وإذا أراد أمرا أو شيئا ممكنا، أوجده بكلمة كُنْ فيكون كما أراد.
ويعلّم الله عيسى الكتابة والخط، والعلم النافع وفهم أسرار الأشياء، والتوراة التي أنزلها على موسى، والإنجيل: الكتاب الذي أوحي إليه من بعد ذلك.
ويرسله الله رسولا إلى بني إسرائيل: أني أنبئكم بعلامة دالة على صدق نبوتي ورسالتي، وهي أنني أصورّ لكم من الطين شيئا كهيئة الطير، فأنفخ فيه، فيصير حيا
(1) ما تتركونه مخبأ للأكل في المستقبل.