الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول
في مشروعية الإقالة
أجمع العلماء على مشروعية الإقالة، وأنها مستحبة.
ومستند الإجماع
(ح-509) ما رواه أبو داود في سننه، قال: حدثنا يحيى بن معين حدثنا حفص عن الأعمش عن أبي صالح.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أقال مسلما أقال الله عثرته
(1)
.
وفي رواية: من أقال نادمًا.
[صحيح]
(2)
.
* * *
(1)
سنن أبي داود (3460).
(2)
أخرجه أبو داود (3640) ومن طريقه الحاكم في المستدرك (2291).
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2291)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 276) من طريق العباس بن محمد الدوري.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2291) من طريق أبي المثنى العنبري، كلهم عن يحيى ابن معين به، بلفظ: من أقال مسلمًا أقال الله عثرته.
وأخرجه البيهقي في السنن (6/ 276) من طريق أحمد بن علي بن سهل المروزي، عن يحيى ابن معين به، بلفظ: من أقال نادمًا أقاله الله.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (5030)، والبيهقي في شعب الإيمان (8310) والذهبي في سير أعلام النبلاء (9/ 32) من طريق أحمد بن الحسن الصوفي،
وأبو يعلى الموصلي في معجمه (326)، ومن طريقه أخرجه الخطيب البغدادي في الكفاية (ص:68).
والخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 195) من طريق أبي جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثلاثتهم، عن يحيى بن معين به، بلفظ: من أقال مسلمًا عثرته أقاله الله يوم القيامة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فزادوا كلمة (يوم القيامة).
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (2/ 252)، ومن طريقه القطيعي في جزء الألف دينار (ص: 121)، عن يحيى بن معين به، بلفظ (من أقال عثرة أقاله الله يوم القيامة).
وفي هذا موافقة لزيادة (يوم القيامة).
قال ابن حبان: ما روى عن الأعمش إلا حفص بن غياث، ومالك بن سعير، وما روى عن حفص إلا يحيى بن معين، ولا عن مالك بن سعير إلا زياد بن يحيى. اهـ
قلت: قد ذكر ابن عدي أنه قد رواه زكريا بن عدي، عن حفص. وسأنقل كلامه بحروفه إن شاء الله تعالى.
وكذلك تابع مؤمل بن إهاب زياد بن يحيى، فرواه عن مالك بن سعير به، كما في جزء مؤمل (ص: 40)، وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
وقال الذهبي في السير (9/ 32): وهو يعد في أفراد يحيى بن معين.
وجاء في تاريخ بغداد (8/ 196): «وهذا الحديث أيضًا مما قيل: إن حفصًا تفرد به عن الأعمش، وقد توبع عليه. أنبأنا محمد بن علي المقرئ، أنبأنا أبو مسلم بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن ابن خلف النسفي، قال: سألت أبا علي صالح بن محمد، عن حديث حفص، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: من أقال .... الحديث.
فقال أبو علي: حفص ولي القضاء، وجفا كتبه، وليس هذا الحديث في كتبه».
وساق الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/ 196) الحكاية بإسناده إلى عبدان به.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلت: مطين لم يتهمه فقط، بل قال: كذاب ابن كذاب ابن كذاب. الكامل (2/ 368).
ولم ينفرد ابن أبي شيبة باعتلال هذا الحديث، ولكنهم حملوا فيه على حفص بن غياث، كما سيأتي نقله إن شاء الله من التهذيب، ولم يحملوا فيه على ابن معين.
قال أبو زرعة: حفص بن غياث ساء حفظه بعد ما استقضي، فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح، وإلا فهو كذا. الجرح والتعديل (3/ 185).
وهذا الحديث حدث به من حفظه، جاء في التهذيب (2/ 359):«وقال صالح بن محمد حفص: لما ولي القضاء جفا كتبه، وليس هذا الحديث - يعني: من أقال مسلمًا - في كتبه» .
وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود كان حفص بأخرة دخله نسيان وكان يحفظ، ومما أنكر على حفص حديثه عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر كنا نأكل ونحن نمشي. قال بن معين تفرد به وما أراه إلا وهم فيه.
وقال أحمد: ما أدري ماذا كالمنكر له.
وقال أبو زرعة: رواه حفص وحده. وقال ابن المديني انفرد حفص نفسه بروايته وإنما هو حديث أبي البزري.
وكذا حديثه عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه، من أقال مسلما عثرته
…
الحديث، قال ابن معين: تفرد به عن الأعمش» ا هـ نقلًا من التهذيب.
إلا أن خوف الوهم من حفظ حفص قد يندفع بمتابعة مالك بن سعير.
فقد أخرجه ابن ماجه (2199) حدثنا زياد بن يحيى أبو الخطاب، حدثنا مالك بن سعير، حدثنا الأعمش به، بلفظ:(من أقال مسلمًا أقال الله عثرته يوم القيامة).
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/ 18): «هذا إسناد صحيح على شرط مسلم» .
وقال الدارقطني في العلل (10/ 185): «وهذا اللفظ كان يقال: إن يحيى بن معين تفرد بروايته عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، حتى وجد مالك ابن سعير يرويه عن الأعمش والله أعلم» .
ومالك بن سعير: قال عنه أبو حاتم وأبو زرعة صدوق. الجرح والتعديل (8/ 209)، وباقي رجاله ثقات.
وضعفه أبو داود.
وهذه متابعة حسنة لطريق حفص بن غياث، عن الأعمش. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد تابع مؤمل بن إهاب زياد بن يحيى أبو الخطاب، كما في جزء مؤمل (ص: 40) عن مالك ابن سعير به.
ومؤمل رجل صدوق، جاء في تهذيب الكمال (29/ 181): قال إبراهيم بن عبد الله ابن الجنيد: سئل يحيى بن معين عنه فكأنه ضعفه.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو داود: كتبت عنه بالرملة وبحمص وبحلب. وقال النسائي: لا بأس به وقال في موضع آخر: رملي أصله كرماني ثقة. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات. وفي التقريب: صدوق له أوهام.
الطريق الثاني: رواه إسحاق بن محمد الفروي، عن مالك بن أنس، إلا أنه لم يضبط إسناده، فحدث به تارة عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وحدث به من كتابه عن مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
قال عبد الله بن الدورقي: كان الفروي بحدث بهذا عن سمي، ثم رجع عنه، وكتبناه من كتابه الأصل، عن سهيل.
قلت: وتفرده عن مالك بهذا الحديث دون أصحابه المشهورين علة توجب طرحه، وقد قال العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 106): «جاء عن مالك بأحاديث كثيرة، لا يتابع عليها، وسمعت أبا جعفر الصائغ يقول: كان إسحاق الفروي كف، وكان يلقن، منها، ما حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، قال: حدثنا مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أقال نادمًا أقاله الله يوم القيامة. قال العقيلي: وله غير حديث عن مالك لا يتابع عليه.
[تخريج الحديث من هذا الطريق]
أخرجه ابن حبان في صحيحه (5029) ومن طريقه صاحب بغية الطلب في تاريخ حلب (2/ 737) من طريق إسحاق الفروي، عن مالك، عن سمي به، بلفظ: من أقال نادمًا بيعته أقال الله عثرته يوم القيامة.
وكذا أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 106)، والبيهقي في السنن (6/ 27)، والشهاب في مسنده (453، 454)، من طريق إسحاق به.
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (14/ 17) من طريق قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا إسماعيل ابن إسحاق، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو موجود في مصنف قاسم بن أصبغ، ومن طريقه أخرجه البزار في مسنده، وقال: إن إسحاق تفرد به. انظر المقاصد الحسنة (1/ 625).
وقد ضعفه الدارقطني. انظر لسان الميزان (4/ 305)، وقد ساق الاختلاف في إسناده على إسحاق في العلل له (8/ 205).
ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 304) عن محمد بن عثمان بن أبي سويد، أبي عثمان الذراع، حدثنا القعنبي، عن مالك، عن سمي به.
قال ابن عدي: ولا يعرف هذا بهذا الإسناد إلا بإسحاق الفروي، عن مالك، وليس هو عند القعنبي.
وقد قال ابن عدي في محمد بن عثمان: حدث عن الثقات ما لم يتابع عليه، وكان يقرأ عليه من نسخة له ما ليس من حديثه، عن قوم رآهم، أو لم يرهم، ويقلب الأسانيد عليه
…
الكامل (6/ 304).
ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (170) حدثنا عبد الله بن محمد الدورقي، حدثنا إسحاق ابن محمد الفروي، حدثنا مالك بن أنس، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. بلفظ: من أقال مسلمًا عثرته أقاله الله يوم القيامة.
ورواه البيهقي (6/ 27) من طريق أبي العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم، ثنا إسحاق به. قال البيهقي: هذا المتن غير متن حديث سمي.
قلت: حديث سهيل: في إقالة العثرات، وحديث سمي في الإقالة في البيع، والأول أعم.
الطريق الثالث: عبد الرزاق، عن معمر، عن محمد بن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أقال نادمًا أقال الله نفسه يوم القيامة
…
وذكر الحديث.
قال الحاكم: في معرفة علوم الحديث (ص: 18): «هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة لم يشك في صحة سنده، وليس كذلك، فإن معمر بن راشد الصنعاني ثقة مأمون، ولم يسمع من محمد بن واسع، ومحمد بن واسع ثقة مأمون، ولم يسمع من أبي صالح، ولهذا الحديث علة يطول شرحها، وهو مثل الألوف مثله من الأحاديث التي لا يعرفها إلا أهل هذا العلم» .
وقد وقع في هذا الحديث اختلاف كثير في إسناده ومتنه، ساقها إمام العلل في عصره، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الدارقطني في كتابه العلل (10/ 181) يحسن أن ترجع إليه، وقال فيه: «قال حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وتابعه الحارث بن نبهان، عن محمد بن واسع، عن الأعمش.
وكذلك قيل: عن جعفر بن برقان، عن محمد بن واسع، عن الأعمش.
فرجع حديث محمد بن واسع إلى الأعمش، وهو محفوظ عن الأعمش .... ».
وقد خرجته من طريق الأعمش، كما سبق، والحمد لله.