الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[سجود التلاوة في "الانشقاق
"]
ومن ذلك عمل أهل المدينة الذي كأنه رأي عين في سجودهم في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] مع نبيّهم صلى الله عليه وسلم وتبعهم (1) أبو هريرة (2)، وإنما صحب النبيّ صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعوام وبعض الرابع، وقد أخبر عن عمل الصحابة مع نبيّهم في آخر أمره، فهذا واللَّه هو العمل، فكيف يُقدَّم عليه عمل مَن بعدهم بما شاء اللَّه من السنين، ويُقال: العمل على ترك السجود؟.
= أقول: الحسين بن واقد هذا وإن أخرج له مسلم ووثقه غير واحد، إلّا أن له بعض ما يُنكر، قال الذهبي في "الميزان":"واستنكر أحمد بعض حديثه وحَرَّك رأسه كأنه لم يَرْضه لما قيل له: إنه روى. . . ".
ولذلك قال البيهقي: وقد تفرّد به الحسين بن واقد، وحديث جابر أصح.
أقول: حديث جابر في صحيح مسلم (1318) -ومن طريقه ابن حزم في "الإحكام"(4/ 206) - وغيره. قال: نحرنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البَدَنة عن سبعة والبقرة عن سبعة.
وروى الحاكم أيضًا من طريق محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة البدنة عن عشرة. . . وقال: صحيح على شرط مسلم.
فتعقبه الذهبي بقوله: وخالفه ابن جريج وزهير عن أبي الزبير فقالوا: البدنة عن سبعة، وجاء عن سفيان كذلك.
وقال البيهقي في "سننه"(5/ 236): وما روي عن سفيان من أن البدنة تجزئ عن عشرة لا أحسبه إلا وهمًا، فقد رواه الفريابي عن الثوري وقال: البدنة عن سبعة، وكذلك قاله مالك بن أنس وابن جريج وزهير بن معاوية وغيرهم عن أبي الزبير عن جابر قالوا: البدنة عن سبعة، وكذلك قاله عطاء بن أبي رباح عن جابر، ورجح مسلم بن الحجاج روايتهم لما أخرجها دون رواية غيرهم.
أقول: وهذه الروايات في صحيح مسلم (1318)(350 - 353).
وفي حديث ابن إسحاق عن الزهري عن عروة عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أنهما حدَّثاه جميعًا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج يريد زيارة البيت لا يريد حربًا، وساق معه الهدي صبعين بدنة عن سبعمائة رجل كل بدنة عن عشرة.
أخرجه البيهقي في "سننه"(5/ 235) وبيّن وهم ابن اسحاق، وإن الروايات الثابتة أن عددهم كان أكثر من ألف.
وانظر "معرفة السنن والآثار"(7/ 234)، و"الإحكام"(4/ 206 - 207) لابن حزم، و"نصب الراية"(4/ 209 - 210).
(1)
في المطبوع: "ومعهم".
(2)
مضى تخريجه، وهذا المثال وما قبله في "الإحكام"(4/ 206 - 207) لابن حزم.