الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وقال سعيد في "سننه": حدثنا محمد بن نشيط البصري قال: قال بكر بن عبد اللَّه المُزَنيّ: لُعن المحلل والمحلل له، وكان يسمى في الجاهلية التيس المستعار (1). وعن الحسن البصري قال: كان المسلمون يقولون: هذا التيس المستعار (2).
فصل [عن التيس المستعار]
فَسَلْ هذا التيسَ: هل دخل في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21] وهل دخلَ في قوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32] وهل دخلَ في قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ استطاع منكم الباءة (3) فليتزوج، فإنه أغَضُّ للبصر وأحْصَنُ للفرج"(4)، وهل دخلَ في قوله صلى الله عليه وسلم:"تزوجوا الوَدُودَ الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"(5)، وهل دخلَ في
(1) رواه في "سننه"(1998): حدثنا محمد بن (بسيط، كذا في المطبوع، وصوابه نشيط) به.
ومحمد بن نشيط هذا عامري ترجمه البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(2)
ظاهره أنه في "سنن سعيد بن منصور" وليس هو فيه، وقد ذكره ابن حزم في "المحلى"(10/ 182) دون إسناد.
(3)
قال (و): ". . . والباءة يطلق على الجماع والعقد، ويصح كلاهما في الحديث بتقدير المضاف، أي مؤنته وأسبابه، ويمكن أن يراد بها المؤنة والأسباب؛ إطلاقًا للاسم على ما لا يلزم مسماه" اهـ.
(4)
أخرجه البخاري في "الصحيح"(كتاب الصوم): باب الصوم لمن خاف على نفسه العُزبة (4/ 119 / رقم 1905)، و (كتاب النكاح): باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج"(9/ 106/ رقم 5065)، وباب من لم يستطع الباءة فليصم (9/ 112/ رقم 5066)، ومسلم في "صحيحه" (كتاب النكاح): باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤونة (2/ 1018/ رقم 1400) عن ابن مسعود رضي الله عنه.
(5)
ورد من حديث أنس بن مالك: رواه أحمد (3/ 158 و 245)، وسعيد بن منصور في "سننه"(490)، وابن حبان (4028)، والبزار (2/ 148 - 149 - زوائده)، والطبراني في "الأوسط"(5099)، والبيهقي في "سننه الكبرى"(7/ 81 - 82) من طريق خلف بن خليفة عن حفص ابن أخي أنس بن مالك عن أنس به مرفوعًا.=
قوله صلى الله عليه وسلم: "أربع من سنن المرسلين: النكاح، والتعطّر، والخِتَان (1)، وذكر الرابعة"(2)، وهل دخلَ في قوله صلى الله عليه وسلم: "النكاح سنّتي؛ فمن رَغِبَ عن سنَّتي فليس
= وعزاه الهيثمي في "المجمع"(4/ 252 و 258) للطبراني في "الأوسط"، وحسَّن إسناده.
أقول: خلف هذا اختلط في آخر عمره قال ابن حجر: "صدوق اختلط في الآخر، وادعى أنه رأى عمرو بن حُريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد".
وله طريق آخر واه عن أنس عند أبي نعيم في "الحلية"(4/ 219).
وله شاهد من حديث معقل بن يسار.
رواه أبو داود (2050) في (النكاح): باب النهي عن تزويج من لم يلد من النساء، والنسائي (6/ 65 - 66) في (النكاح): باب كراهية تزوج العقيم، وابن حبان (4056 و 4057)، والطبراني في "الكبير"(20/ 508)، والمحاملي (393 - رواية ابن البيع) والحاكم (2/ 162)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 62)، والبيهقي (7/ 81)، وإسناده جَيِّد، وانظر:"رفع الجُناح، وخفض الجَناح" لعلي القاري (رقم 3 - بتحقيقي).
(1)
في هامش (ق): "لعله: الحياء"!! وقال المصنف في "المنار المنيف"(رقم 295): "وسمعت شيخنا أبا الحجاج المزي يقول: -أي عن (الحناء) - هذا غلط من بعض الرواة، وإنما هو الختان بالنون، كذلك رواه المحاملي عن شيخه الترمذي، قال: والظاهر أن اللفظة وقعت في آخر السطر فسقطت منها النون، فرواها بعضهم: "الحناء" وبعضهم: "الحياء" وإنما هو "الختان" ونحوه في "زاد المعاد" (4/ 252 - ط الرسالة).
(2)
رواه أحمد (5/ 421)، وعبد بن حميد (220)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(1/ 197) من طريق يزيد بن هارون، وهناد في "الزهد"(1348) حدثنا أبو معاوية، وأحمد (5/ 421) عن محمد بن يزيد، وعبد الرزاق (15390) من طريق يحيى بن العلاء جميعهم عن حجاج عن مكحول قال: قال أبو أيوب، وحجاج هو ابن أرطاة، وهو مدلس، ومكحول لم يسمع من أبي أيوب.
ورواه الترمذي (1080)، والطبراني في "الكبير"(4085)، و"مسند الشاميين"(رقم 3590) والمحاملي في "أماليه"(444) والبيهقي في "الشعب"(6/ 137 رقم 7719) من طريق حفص بن غياث، وعباد بن العوام عن الحجاج عن مكحول عن أبي الشمال بن ضباب عن أبي أيوب.
وصرح الحجاج عند المحاملي بالسماع، وأبو الشمال هذا قال فيه أبو زرعة: لا يعرف إلا بهذا الحديث. فهو مجهول.
وقد ذكر الترمذي هذا الاختلاف في الحديث ثم رجح طريق حفص بن غياث، وعباد بن العوام بذكر أبي الشمال، ثم قال: حسن غريب؟! مع أن أبا الشمال مجهول كما ذكرت، وعزا الدارقطني في "علله"(6/ 123) هذا الاختلاف في الحديث لحجاج بن أرطاة؛ لأنه كثير الوهم.
قال (و): ". . . والرابعة: السواك". =
منّي" (1)، وهل دخلَ في قول ابن عباس: خير هذه الأمة أكْثَرُهَا نساء (2)؟ وهل له نصيبٌ من قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة (3) حق على اللَّه عَوْنُهم: النَّاكحُ يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء" (4) وذكر الثالث، أم حقٌ على اللَّه لعنته تصديقًا لرسوله فيما أخبر عنه؟ وسَلْه: هل يلعن اللَّه ورسوله من يفعل مستحبًا أو جائزًا أو مكروهًا أو صغيرة، أم لعنته مختصة بمن ارتكب كبيرة أو ما هو أعظم منها؟
= وقد حسّنه السيوطي أيضًا في "الجامع الصغير"، واستدرك عليه المناوي في "شرحه"، ونقل تضعيفه عن ابن محمود شارح أبي داود، وابن العربي.
وقد اختلف في ضبط "الحياء"، أو "الختان" أو "الحنَّاء"، وقد تكلم عليها النووي في "المجموع"(1/ 274 - 275)، والسيوطي في "التطريف"(ص 48)، والمناوي في "فيض القدير"(1/ 466) والمباركفوري في "تحفة الأحوذي"(4/ 166). فانظره.
وللحديث شواهد ذكرها شيخنا الألباني رحمه الله في "الإرواء"(1/ 117 - 118)، ولكنها شديدة الضعف، وانظر:"التلخيص الحبير"(1/ 66).
والرابع هو السواك.
(1)
بهذا اللفظ: رواه ابن ماجه (1846) في (النكاح): باب فضل النكاح، من حديث عائشة.
قال البوصيري (1/ 323): هذا إسناد ضعيف لضعف عيسى بن ميمون المديني، لكن له شاهد صحيح.
وشاهده هو في حديث الثلاثة النفر فقال: "وأتزوج فمن رغب عن سنتي فليس مني" رواه البخاري (5063)، ومسلم (1401)، من حديث أنس بن مالك.
(2)
رواه البخاري (5069) في (النكاح): باب كثرة النساء.
قال (طـ): "هذا القول من ابن عباس رضي الله عنه كان يوافق زمانه وبيئته، أما في هذا العصر: عصر الحضارة المعقدة، فلا أرى خيرًا في التعدد -بدون سبب- وهذا ما يجب أن تتغير فيه المفاهيم بتغير الزمان والمكان!! إلخ" اهـ. قلت: وفي كلامه نظر ظاهر فتأمل!
(3)
قال (و): "الثالث: المجاهد في سبيل اللَّه. . . ".
(4)
رواه عبد الرزاق (9542)، وأحمد (2/ 251 و 437)، والترمذي (1655) في (فضائل الجهاد): باب ما جاء في المجاهد والناكح والمكاتب وعون اللَّه إياهم، والنسائي (6/ 61) في (النكاح): باب معونة اللَّه الناكح الذي يريد العفاف، وابن ماجه في (العتق)(2518) باب المكاتب، وابن حبان (4030)، والحاكم (2/ 160 و 217)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 388)، والبيهقي (7/ 78 و 10/ 318) من طريق ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا به.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!!
أقول: محمد بن عجلان روى له مسلم متابعة فقط، وعلَّق له البخاري، وحديثه حسن.