الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتب إليه في الشيء الواحد -عَلَى فَضْل رأيهِ وعلمِه- بثلاثة أنواعٍ يَنْقُضُ بعضُها بعضًا، ولا يَشعُر بالذي مضى من رأيه في ذلك، فهذا الذي يَدْعُوني إلى تَرْكِ ما أنكرت تركي إياه.
[لا يجوز الجمع بين الصلاتين في مطر]
وقد عرفتُ مما عِبتَ (1) إنكاري إياه: أن يجمع أحدٌ من أجناد المسلمين بين الصلاتين ليلة المطر، ومطر الشام أكثر من مطر المدينة بما لا يعلمه إلا اللَّه لم يجمع (2) منهم إمام قط في ليلة مَطَر، وفيهم أبو عبيدة بنُ الجرَّاح، وخالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، ومُعَاذ بن جبل، وقد بلغنا أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أَعْلَمُهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل"(3) وقال: "يأتي معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برتَوْة"(4) وشَرحَبيل بن حَسَنة، وأبو الدَّرداء، وبلال بن رباح.
(1) في الأصول: "عرفت أيضًا عيب"!!، وما أثبتناه من "المعرفة والتاريخ" وسائر المصادر.
(2)
في (ن) و (ك): "لم يخرج"!
(3)
هو جزء من حديث طويل: رواه بسياقة تامة أحمد في "مسنده"(3/ 184 و 281)، والترمذي (3791) في (المناقب)، وابن ماجه (154 و 155) في (المقدمة): باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والنسائي في فضائل الصحابة (138 و 182) والطحاوي في "مشكل الآثار"(808)(810)، والطيالسي (2096)، وابن حبان (7131 و 7137 و 7252)، والحاكم (3/ 422)، وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 122)، والبيهقي (6/ 210) و"المدخل"(91)، من طريق خالد الحذاء، وعاصم الأحول عن أبي قلابة عن أنس مرفوعًا به.
قال الترمذي: حسن صحيح.
ورواه الترمذي (3790) من طريق معمر عن قتادة عن أنس، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، والمشهور من حديث أبي قلابة عن أنس.
والمدقق في ألفاظه يجزم بيقين أن هذه القطعة من مرسل أبي قلابة، ومن ساقه بسياقة واحدة أدرج المرسل في المرفوع، كما قال جماعة من العلماء، وبيّنت ذلك -بما لا مزيد عليه- في جزء مفرد في طرق الحديث، والحمد للَّه، وسميتها طرق حديث أرحم أمتي بأمتي" وقرأته على شيخنا الألباني رحمه الله وكنت قد استدركت عليه تصحيحه إياه في المجلد الثالث من "السلسلة الصحيحة" وأقرني على ما توصلت إليه، متبعًا لغير واحد من أجلّة العلماء ومن أهل الصنعة الحديثية، مثل: الدارقطني، والخطيب البغدادي، وأبي نعيم الأصبهاني، والحاكم، والبيهقي وابن عبد البر وابن تيمية وتلميذه محمد بن عبد الهادي. وفي الأصول: "أعلمكم"، والتصويب من مصادر التخريج.
(4)
رواه ابن سعد في "الطبقات"(3/ 590) والمحاملي في "أماليه" (رقم 214 - رواية =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن مهدي بتحقيقي) -ومن طريقه ابن عساكر (58/ 404) - وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 228) من طريق يزيد بن هارون، ومروان بن معاوية كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن شهر بن حوشب عن عمر بن الخطاب قال:". . . سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول. . . فذكر بنحوه".
وهذا إسناد ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف، ثم هو لم يسمع من عمر بن الخطاب، وسعيد بن أبي عروبة اختلط، ورواية يزيد عنه قبل الاختلاط.
لكن عبد اللَّه بن نمير رواه عن سعيد به موقوفًا على عمر:
رواه ابن سعد في "الطبقات"(3/ 248)!! وهذا إما من تخليط سعيد أو بسبب ضعف شهر بن حوشب.
وله طريق آخر عن عمر: رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1833)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 229) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(58/ 403) من طريق ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السَّيباني (وفي "الحلية" الشيباني، وهو خطأ) عن أبي العجفاء -وزاد في "الحلية": أو أبي العجماء- قال: قيل لعمر. . . وأبو العجفاء هذا قال ابن معين: اسمه هَرِم بصري ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم، ووثقه الدارقطني، وبقية رجاله ثقات فمثل حديثه يقبل في الشواهد.
قلت: وللحديث شواهد مرسلة وهى:
أولًا: محمد بن كعب القرظي.
رواه ابن سعد (2/ 347)، ومن طريقه ابن عساكر (58/ 406) وإسناده إلى محمد صحيح.
ورواه أبو نعيم (1/ 228) من طريق أبي العباس الثقفي: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية عن محمد بن كعب به.
لكن رواه الطبراني في "الكبير"(20/ 41)، وأبو نعيم (1/ 229) وابن عساكر (58/ 406) من طريق يحيى بن أيوب عن عمارة عن محمد بن عبد اللَّه بن أزهر عن محمد بن كعب.
قال الهيثمي (9/ 311): وفيه محمد بن عبد اللَّه بن أزهر، ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.
ثانيًا: محمد بن عبيد اللَّه الثقفي، أبو عون:
رواه ابن سعد في "الطبقات"(2/ 347)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(7/ 530) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1834) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(58/ 405، 406) من طريق أبي معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عنه، ورجاله ثقات.
ثالثًا: الحسن البصري:
رواه ابن سعد (2/ 347)، وابن أبي شيبة (7/ 530)، وابن أبي عاصم (1835) وابن عساكر (58/ 406) وإسناده صحيح.
فالذي يظهر أن الحديث مسندًا أو مرسلًا له أصل، ولذلك صححه شيخنا الألباني -رحمه اللَّه تعالى- في "السلسلة الصحيحة"(3/ 81 - 84)(رقم 1091)، والعجيب أن =