الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تعطيل السنن بتركها]
وخذ بلا حسبان (1) ما شاء اللَّه من سنن قد أهملت وعُطِّل العمل بها جملة، فلو عمل بها من يعرفها لقال الناس: تركت السنة، فقد تقرّر أن كل عمل خالف السنة الصحيحة لم يقع من طريق النقل ألبتّة، وإنما يقع من طريق الاجتهاد، والاجتهاد إذا خالف السنة كان مردودًا، وكل عمل طريقه النقل فإنه لا يخالف سنة صحيحة ألبتّة.
فلنرجع إلى الأمثلة التي تُرك فيها المحكم للمتشابه، فنقول:
[الجهر بآمين]
المثال السابع والخمسون: ترك السنة المحكمة الصحيحة في الجهر بآمين في الصلاة (2)؛ كقوله في "الصحيحين": "إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا فإنه مَنْ وافق تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له [ما تقدَّم من ذنبه"] (3)، ولولا جهره بالتأمين لما أمكن
المأموم أن يؤمّن معه ويوافقه في التأمين، وأصرح من هذا حديث سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهَيْل، عن حُجْر بن عَنْبَس، عن وائل بن حُجْر قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قال: ولا الضالين، قال: آمين، ورفع بها صوته"، وفي لفظ:"وطوَّل بها"(4)، رواه الترمذي وغيره، وإسناده صحيح.
(1) في المطبوع: "بلا حساب".
(2)
انظر: "زاد المعاد"(1/ 52)، و"بدائع الفوائد"(3/ 52)، و"تهذيب السنن"(1/ 438 - 439).
(3)
رواه البخاري (780) في (الأذان) باب جهر الإمام بالتأمين، و (6402) في (الدعوات): باب التأمين، ومسلم (410) في (الصلاة): باب التسميع والتحميد والتأمين، من حديث أبي هريرة.
وله لفظ آخر عن أبي هريرة أيضًا: "إذا قال الإمام: "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" فقولوا: آمين، فإنه من وافق. . . ".
رواه البخاري (782 و 4475)، ومسلم (410)(76).
وما بين المعقوفتين سقط من (ك) و (ق).
(4)
رواية سفيان عن سلمة به: أخرجها ابن أبي شيبة (2/ 425)، وأحمد (4/ 316 و 317)، وأبو داود (932) في (الصلاة): باب التأمين وراء الإمام، والترمذي (248) في (الصلاة): باب ما جاء في التأمين، والدارمي (1/ 284)، والطبراني في "الكبير"(22/ رقم 111)، والدارقطني (1/ 334)، والبيهقي (2/ 57)، والبغوي (586). =
وقد خالف شعبة سفيان في هذا الحديث، فقال:"وخفض بها صوته"، وحكم أئمة الحديث وحفاظه في هذا لسفيان، فقال الترمذي (1):"سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث سفيان الثوري عن سلمة بن كُهَيْل في هذا الباب أصح من حديث شعبة، أخطأ شعبة في هذا الحديث في مواضع، فقال: "عن حُجْر أبي العَنْبَس"، وإنما كنيته أبو السَّكن، وزاد فيه: علقمة بن وائل، وإنما هو حُجْر بن عَنْبَس عن وائل بن حُجْر، ليس فيه علقمة، وقال: "وخفض بها صوته"، والصحيح أنه جهر بها". قال الترمذي (2): "وسألت أبا زرعة عن حديث سفيان وشعبة [هذا] (3)، فقال: حديث سفيان أصحّ من حديث شعبة، وقد روى العلاء بن صالح عن سلمة بن كُهَيْل نحو رواية سفيان".
وقال الدارقطني (4): "كذا قال شعبة: "وأخفى بها صوته"، ويقال: إنه وَهِمَ فيه؛ لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كُهَيْل وغيرهما رووه عن سلمة فقالوا: "ورفع صوته بآمين"، وهو الصواب". وقال البيهقي (5): "لا أعلم اختلافًا بين أهل العلم بالحديث أن سفيان وشعبة إذا اختلفا فالقول قول سفيان (6)، وقال
= ورواه أيضًا عن سلمة ابنه محمد، أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ رقم 113).
ورواه أيضًا العلاء بن صالح: رواه ابن أبي شيبة (1/ 299)، وأبو داود (933)، والترمذي (249)، والطبراني (22/ رقم 114)، ووقع عند أبي داود (علي بن صالح) وهو وهم، قاله المزي.
والذي قاله في هذا الحديث: "وأخفى بها صوته" شعبة، وروايته عند الطيالسي (1024) -ومن طريقه البيهقي (2/ 57) -، وقد اختلف عليه، فرواه مرة كرواية عامة أصحابه، أخرجه الطبراني (22/ رقم 109)، ورواه مرة فأقام إسناده ومتنه، أخرجه البيهقي (2/ 57) وصحح إسناده في "المعرفة"، والمشهور عن شعبة خلاف رواية الثوري، والصحيح رواية الثوري، قال ابن حجر في "التلخيص":"قد رجحت رواية سفيان بمتابعة اثنين له، بخلاف شعبة، فلذلك جزم النقاد بأن روايته أصح"، انظر نقولات المصنف الآتية، وكلامه في "تهذيب السنن" (1/ 438). وانظر:"تنقيح التحقيق"(2/ 832 - 833 ط. عامر صبري)، و"الأحكام الوسطى"(2/ 177)، و"بيان الوهم والإيهام"(3/ 373 - 375)، و"السلسلة الصحيحة" (رقم 464). وانظر:"نصب الراية"(1/ 371)، و"التلخيص"(1/ 237)، وجزئنا المفرد في طرق هذا الحديث:"القول الجلي في صفة صلاة النبيّ صلى الله عليه وسلم الواردة في حديث وائل بن حجر الحضرمي"، يسر اللَّه إتمامه ونشره.
(1)
في "جامعه"(2/ 28 - 29 - ط. شا كر).
(2)
في "جامعه" أيضًا (2/ 29).
(3)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(4)
في "سننه"(1/ 334).
(5)
في "الخلافيات"(2/ 64 - مختصره)، وبعضه في "معرفة السنن"(1/ 531).
(6)
انظر: "تهذيب التهذيب"(4/ 111 - 115).
يحيى بن سعيد: ليس أحد أحبّ إليّ من شعبة، ولا يعدله عندي أحد، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان، وقال شعبة: سفيان أحفظ مني" (1)، فهذا ترجيح لرواية سفيان، وترجيح ثان، وهو متابعة العلاء بن صالح (2) ومحمد بن سلمة بن كهيل (3) له، وترجيح ثالث، وهو أن أبا الوليد الطيالسي -وحسبك به- رواه عن شعبة بوفاق الثوري في متنه (4)، فقد اختلف على شعبة كما ترى، قال البيهقي (5): "فيحتمل أن يكون تنبَّه لذلك فعاد إلى الصواب في متنه، وترك ذكر [ذلك](6) علقمة في إسناده"، وترجيح رابع، وهو أن الروايتين لو تقاوَمَتا لكانت رواية الرفع متضمّنة لزيادة وكانت أولى بالقبول، وترجيح خامس، وهو موافقتها وتفسيرها لحديث أبي هريرة: "إذا أمَّن الإمام فأمَّنوا، فإن الإمام يقول: آمين، والملائكة تقول: آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له" (7)، وترجيح سادس، وهو ما رواه الحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أمّ القرآن رفع صوته بآمين" (8)، ولأبي داود بمعناه، وزاد بيانًا فقال:
(1) انظر: "تاريخ ابن معين"(2/ 215 - رواية الدوري)، و"التهذيب"(4/ 113 - 115).
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
تقدم تخريجه.
(4)
رواه البيهقي (2/ 57).
(5)
في "الخلافيات"(2/ 65 - مختصره).
(6)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(7)
رواه البخاري (780) في (الأذان): باب جهر الإمام بالتأمين، و (781) باب فضل التأمين، و (782) باب جهر المأموم بالتأمين، و (4475) في (التفسير): باب "غير المغضوب عليهم ولا الضالين"، و (6402) في (الدعوات): باب التأمين، ومسلم (410)، من حديث أبي هريرة قريبًا منه.
وأقرب لفظ لهذا المذكور: رواه النسائي (2/ 144) في (الصلاة): باب جهر الإمام بآمين.
وعزاه الحافظ في "الفتح"(2/ 264) للسراج وأبي داود، ولكن ليس لفظه هكذا في "سنن أبي داود".
(8)
هو في "المستدرك"(1/ 223)، ورواه أيضًا ابن حبان (1806)، وابن خزيمة (571)، والدارقطني (1/ 335)، وابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 14)، والبيهقي في "السنن"(2/ 58)، وابن الجوزي في "التحقيق" (2/ 247 رقم 519 - ط. قلعجي) كلّهم من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّبيدي عن عمرو بن الحارث: حدثنا عبد اللَّه بن سالم عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن سعيد وأبى سلمة عنه.
قال الدارقطني: إسناده حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص"(1/ 236) أن البيهقي قال: حسن صحيح.
ولبس هو في "سننه"، وإنما نقل تحسينه عن الدارقطني. =
"قال آمين حتى يُسمع مَنْ يليه من الصف الأول"(1)، وفي رواية عنه:"كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قال: آمين، يرفع بها صوته، ويأمر بذلك"(2)، وذكر البيهقي عن عليّ [كرّم اللَّه وجهه] (3) قال:"سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: آمين إذا قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} "(4).
= أقول: وهذا إسناد فيه مقال، إسحاق بن إبراهيم قال أبو حاتم: شيخ لا بأس به، ولكنهم يحسدونه، سمعت يحيى بن معين أثنى عليه خيرًا، وقال النسائي: ليس بثقة.
وعمرو بن الحارث هو الحمصي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي:"لا تعرف عدالته"، واختلف فيه عن الزبيدي في إسناده ومتنه، قاله الدارقطني في "العلل"(8/ 85)، وانظر:"مرويات الإمام الزهري المعلّة"(2/ 865).
وقد علّق معناه عن أبي هريرة البخاري في "صحيحه" بعد (782) من حديث أبي نعيم المجمر عنه.
وهذا وصله أحمد (2/ 497)، والنسائي (2/ 134)، وابن الجارود (184)، وابن خزيمة (499)، والحاكم (1/ 232)، وابن حبان (1797)، والبيهقي (2/ 58)، من طريق سعيد بن أبي هلال عنه، قال:"صلّيتُ وراء أبي هريرة فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثم قرأ بأمّ الكتاب حتى إذا بلغ غير المغضوب عليهم ولا الضالين! قال: آمين، وقال الناس: آمين. . . ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
(1)
رواه أبو داود (934) في (الصلاة): باب التأمين وراء الإمام، وابن ماجه (853) في (إقامة الصلاة): باب الجهر بآمين، وأبو يعلى (6220)، والمزي في "تهذيب الكمال"(34/ 28) من طريق بشر بن رافع عن أبي عبد اللَّه ابن عم أبي هريرة عن أبي هريرة.
قال البوصيري في "الزوائد"(1/ 175): "هذا إسناد ضعيف أبو عبد اللَّه لا يعرف حاله، وبشر ضعفه أحمد".
أقول: وقد ذكره البوصيري في "الزوائد" مع أنه في "سنن أبي داود" لوجود زيادة في لفظه.
وانظر: "نصب الراية"(1/ 371)، و"التلخيص الحبير"(1/ 238)، و"تنقيح التحقيق"(2/ 835 - ط. عامر صبري).
(2)
في "سنن الدارقطني"(1/ 335) من طريق بحر السقاء عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا قال: ولا الضالين، قال: آمين، ورفع بها صوته.
وقال: بحر السقاء ضعيف. وانظر: "علل الدارقطني"(8/ 89).
(3)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(4)
رواه ابن ماجه (854) في (إقامة الصلاة): باب الجهر بآمين، وابن أبي حاتم في "علله"(1/ 93)، والمستغفري في "فضائل القرآن"(ق 1/ 96) من طريق ابن أبي ليلى عن سَلَمة بن كهيل عن حُجيّة بن عَديّ عن علي به. =
[وعنده أيضًا](1)"أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ ولا الضالين رفع صوته بآمين"(2)، وعند أبي داود عن بلال أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:"لا تسبقني بآمين"(3)، قال الرَّبيع: سئل الشافعي عن الإمام: هل يرفع صوته بآمين؟ قال: نعم، ويرفع بها مَنْ خلفه أصواتهم، فقلت: وما الحجَّة؟ فقال: أخبرنا مالك، وذكر حديث أبي هريرة المتفق على صحته، ثم قال: ففي قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا"(4)، دلالة على أنه أَمَر الإمام أن يجهر بآمين؛ لأَنَّ مَنْ خلفه لا يعرفون وقت تأمينه إلّا بأن يسمع تأمينه، ثم بيَّنه ابنُ شهاب فقال: وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: آمين، فقلت للشافعي: فإنَّا نكره للإمام أن يرفع صوته بآمين، فقال: هذا خلاف ما روى صاحبنا وصاحبكم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولو لم يكن عندنا وعندهم علم إلّا هذا الحديث الذي ذكرناه عن مالك، فينبغي أن يستدلَّ بأن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يجهر بآمين، وأنه أمر الإمام أن يجهَر بها، فكيف ولم يزل أهلُ العلم عليه؟ " (5).
وروى وائل بن حُجْر أن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "كان يقول: آمين يرفع بها صوته"(6)، ويَحكي مَدَّه إياها، وكان أبو هريرة يقول للإمام: لا تسبقني بآمين، وكان يؤذِّن
= قال أبو حاتم: هذا خطأ إنما هو سلمة عن حجر أبي العنبس عن وائل بن حجر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهذا من ابن أبي ليلى. كان ابن أبي ليلى، سيء الحفظ.
ومما يدل على وهم ابن أبي ليلى أن المطلب بن زياد رواه عنه عن عدي بن ثابت عن زر عن علي به.
ذكره ابن أبي حاتم (1/ 93)، قال أبو حاتم: هذا خطأ.
ورواه أيضًا عن عبد الكريم عن عبد اللَّه بن الحارث عن ابن عباس عن علي ذكره الدارقطني في "علله"(3/ 186) ثم قال: والاضطراب في هذا من ابن أبي ليلى لأنه كان سيء الحفظ، والمشهور عنه حديث حجية بن عدي.
وضعفه البوصيري في "مصباح الزجاجة"(1/ 175).
(تنبيه): عزا المؤلف الحديث للبيهقي، ولم أجده لا في "السنن" ولا في "المعرفة"، وهو في "الخلافيات"(2/ 66 - 67 - مختصره) له.
(1)
بدل ما بين المعقوفتين في المطبوع: "وعنه أيضًا رضي الله عنه" وفي (ق): "وعنده أيضًا عنه".
(2)
سبق في الذي قبله.
(3)
مضى تخريجه، وهو في "سنن أبي داود"(937)، وروي مرسلًا، أفاده المنذري في "مختصر سنن أبي داود"(1/ 440).
(4)
أقرب لفظ لهذا ما رواه مسلم (410)(74) و (75)، وهو في "الأم"(1/ 109)، و"الخلافيات"(1/ 67 - مختصره).
(5)
انظر: "الأم"(1/ 109)، و"الخلافيات"(2/ 67 - 68 - مختصره).
(6)
مضى تخريجه.
[له](1)، أنبأنا مسلم بن خالد، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء: كنت أسمع الأئمّة: ابن الزبير ومن بعده يقولون: آمين، ومَنْ خلفهم آمين، حتى إن للمسجد للجَّة (2)"، وقوله: "كان أبو هريرة يقول للإمام لا تسبقني بآمين"، يريد ما ذكره البيهقي بإسناده عن أبي رافع أن أبا هريرة كان يؤذّن لمروان بن الحكم، فاشترط [عليه](3) أن لا يسبقه بالضالين، حتى يعلم أنه قد وَصلَ إلى الصَّف، فكان مروان إذا قال:{وَلَا الضَّالِّينَ} ، قال أبو هريرة:(آمين) يمدّ بها صوته (4)، وقال: إذا وافق تأمين أهل الأرض تأمين أهل السماء غفر لهم (5). وقال عطاء: أدركت مئتين من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} سمعتُ لهم رجَّة بآمين (6).
(1) مضى تخريجه، وما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(2)
رواه الشافعي في "مسنده"(1/ 82)، ومن طريقه البيهقي في "السنن"(2/ 59)، و"الخلافيات"(2/ 68 - مختصره)، ومسلم بن خالد هذا وثّقه ابن معين، وضعّفه في مرة أخرى، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به.
وضعفه أبو داود، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وهو حسن الحديث.
وذكر له الذهبي جملة من الأحاديث ثم قال: فهذه الأحاديث وأمثالها يُرَدَّ بها قوة الرجل ويُضَعَّف، وفيه عنعنة ابن جريج، ولعله تلقاه عن خالد بن أبي نوف فقد رواه عن عطاء بلفظ:"أدركت مئتين من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد (يعني الحرام)، إذا قال الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} رفعوا أصواتهم بآمين"، وفي رواية:"سمعت لهم رجّة بآمين"، أخرجه ابن حبان في "الثقات"(2/ 74)، والبيهقي (2/ 59)، وخالد هذا مترجم في "الجرح والتعديل"(1/ 2/ 355 - 356) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
والأثر علّقه البخاري في "صحيحه" باب جهر الإمام بالتأمين قبل رقم (780) بصيغة الجزم، وقال ابن حجر في "الفتح" (2/ 208):"وصله عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء، وقال: ويعني ابن جريج، قلت له: أكان ابن الزبير يؤمن على إثر أم القرآن؟ قال: نعم، ويؤمن من وراءه حتى أن للمسجد لجّة، ثم قال: إنما آمين دعاء"، وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2640)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى"(3/ 364)، وقد صرح ابن جريج في هذه الرواية أنه تلقى ذلك عن عطاء مباشرة، فأمنّا بذلك تدليسه، وثبت بذلك هذا الأثر عن الزبير، قاله شيخنا الألباني في "الضعيفة"(952).
(3)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(4)
رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 59)، و"الخلافيات"(2/ 513 - 514 - مختصره)، وإسناده صحيح.
(5)
مضى تخريجه.
(6)
رواه ابن حبان في "الثقات"(2/ 74)، والبيهقي (2/ 59) من طريق علي بن الحسن بن شقيق أنبانا أبو حمزة عن مطرف عن خالد بن أبي نوف عنه. =