الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[إلحاف امرأة أبي ذر عليه وإيعاده لها بالطلاق]
فأصاب أبا ذر من امرأته وإلحاحها عليه ما أوجب غضبه وقال: إن عُدْت سألتِني فأنتِ طالق.
فهذه جميع الآثار المحفوظة عن الصحابة في وقوع الطلاق المعلَّق.
[صور لم يقع فيها الحلف بالطلاق والعتاق]
وأما الآثار عنهم في خلافه فصح عن عائشة، وابن عباس، وحَفْصَة، وأم سلمة فيمن حَلَفَتْ بأنَّ كل مملوك لها حر إن لم تفرق بين عبدها وبين امرأته، أنها تُكَفِّرُ عن يمينها [ولا تفرق بينهما](1)، قال الأثرم في "سننه": ثنا عَارِم بن الفضل: ثنا مُعْتمر (2) بن سليمان قال: قال [لي](3) أبي: ثنا بكر بن عبد اللَّه قال: أخبرني أبو رافع قال: قالت مولاتي ليلى بنت العجماء: كلُّ مملوكٍ لها حر (4)، وكلُّ مال لها هَدْيٌ، وهي يهودية وهي نصرانية (5) إن لم تطلق امرأتَكَ أو تفرِّق بينك وبين امرأتك، قال: فأتيتُ زينب بنت أم سلمة، وكانت إذا ذُكرت امرأة بالمدينة فقيهة ذُكرت زينب، قال: فأتيتها فجاءت معي إليها فقالت: في البيت هاروت وماروت: فقالت: يا زينب، جعلني اللَّه فداك إنها قالت: إن كل مملوك لها حر (4) وكل مال لها هدي، وهي يهودية وهي نصرانية (5)، فقالت: يهودية ونصرانية خلِّي (6) بين الرجل وامرأته، فأتيت حفصة أم المؤمنين فأرسلَتْ إليها فأتتها فقالت: يا أم المؤمنين جعلني اللَّه فداك إنها قالت: كلُّ مملوك لها حر (4)، وكل مال لها هَدْي، وهي يهودية ونصرانية، فقالت: يهودية ونصرانية، خلِّي (6) بين الرجل وامرأته، قالت: فأتيت عبد اللَّه بن عمر، فجاء معي إليها، فقام معي على
= قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 177): رواه البزار، ومرثد هذا لم يرو عنه غير ابنه مالك، وبقية رجاله ثقات.
ووجدت بعض حديث أبي ذر هذا في "مصنف عبد الرزاق"(7709) عن ابن جريج قال، حُدِّثتُ أن شيخًا من أهل المدينة سأل أبا ذر. . .
وهذا فيه مجهول.
(1)
ما بين المعقوفتين سقط من (ن) و (ق).
(2)
في المطبوع: "معمر"!
(3)
ما بين المعقوفتين من (ق) فقط.
(4)
في (ط) و (د) و (ك) و (ق): "محرر".
(5)
في (ك) و (ق): ونصرانية دون "هي".
(6)
في (د) و (ط) و (ح) و (ق): "وخلِّ" في المواضع الثلاثة.
الباب (1) فسلَّم، فقالت: بأبي أنت وبآبائي أبوك! (2)، فقال: أَمِن حجارة أنت أم من حديد أنت أم (3) أي شيء أنت؟ أفتَتْكِ زينبُ وأفتتك أم المؤمنين فلم تقبلي فتياهما، فقالت: يا أبا عبد الرحمن جعلَني اللَّه فداك، إنها قالت: كل مملوك لها حر، وكل مال لها هَدْي، وهي يهودية وهي نصرانية، فقال: يهودية ونصرانية كَفِّرِي عن يمينك، وخلي بين الرجل وامرأته (4).
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في "المترجم" له: ثنا صفوان بن صالح: ثنا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي قال: حدثني حسن بن الحسن، قال: حدثني بكر بن عبد اللَّه المزني قال: حدثني رُفيع قال: كنت أنا وامرأتي مملوكين لامرأة من الأنصار، فحلفت بالهَدْي والعَتَاقة أن تفرق بيننا، فأتيت امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت لها ذلك، فأرسلت إليها أنْ كَفِّرِي عن يمينك، فأبَتْ، ثم أتيت زينب وأم سلمة، فذكرتُ ذلك لهما، فأرسلتا إليها (5) أن كفِّري عن يمينك، [فأبت](6)، فأتيت ابن عمر، [فذكرت ذلك له، فأرسل إليها ابن عمر: أنْ كَفِّرِي عن يمينك، فأبت، فقام ابن عمر](7) فأتاها فقال: أَرْسَلتْ إليك فلانة زوج (8) النبي صلى الله عليه وسلم وزينب أن تكفري عن يمينك فأبيت، قالت: يا أبا
(1) في (ق): "فقام إلى الباب".
(2)
وقعت في (د)، و (ط):"زبيبي أنت وبيبي أبوك"، وفي (و)، و (ح):"بيبا وبيبا أبوك" وفي (ك) و (ق): "بينا أنت وبينا أبوك" وعلق (و) قائلًا: "لم أعثر عليها هكذا في المعاجم، ولعلها: "بأبي أنت، وأبوك" كما ورد في بعض روايات الحديث" اهـ.
قلت: وهذه الرواية المشار إليها في "السنن الكبرى" للبيهقي، وما أثبتناه من "مصنف عبد الرزاق" ولعله الصواب.
(3)
زاد هنا في (ك) و (ق): "من".
(4)
رواه عبد الرزاق (16000) من طريق ابن التيمي عن أبيه عن بكر به، وابن التيمي هذا هو معتمر بن سليمان، ورواه البيهقي (10/ 66) من طريق يحيى بن سعيد عن سليمان التيمي به.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وأبو رافع هو الصائغ: نفيع بن رافع أدرك الجاهلية، ووثقه غير واحد.
ورواه عبد الرزاق (16001)، (16013)، والدارقطني (4/ 164) -ومن طريقه البيهقي (10/ 66) - من طريق أبان، وغالب عن بكر بن عبد اللَّه به.
ووقع هنا في (ك) و (ق): "وبين امرأته".
(5)
في (و) و (ك): "زينب أو أم سلمة، فذكرت ذلك لها، فأرسلته إليها".
(6)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(7)
ما بين المعقوفتين سقط من (ن) و (ق).
(8)
في المطبوع: "زوجة".
عبد الرحمن إني حلفت بالهَدْي والعَتَاقة، قال: وإن كنتِ قد حلفتِ بهما (1).
وقال الدارقطني: ثنا أبو بكر النيسابوري: ثنا محمد بن يحيى: [ثنا محمد بن](2) عبد اللَّه الأنصاري: ثنا أشعث: ثنا بكر بن عبد اللَّه المُزَنيّ، عن أبي رافع أن مولاة له أرادت أن تفرِّق بينه وبين امرأته فقالت: هي يومًا يهودية ويومًا نصرانية وكل مملوك لها حر [وكل مال لها في سبيل اللَّه، وعليها المشي إلى بيت اللَّه] إنْ لم تفرّق بينهما، فسألت عائشة [وابن عمر] وابن عباس وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهم، فكلهم قالوا لها: أتريدين أن تكوني (3) مثل هاروت وماروت؟ فأمروها أن تكفِّر عن يمينها وتخلي بينهما (4).
وقد رواه البيهقي من طريق الأنصاري: ثنا أشعث: ثنا بكر، عن أبي رافع أن مولاته أرادت أن تفرّق بينه وبين امرأته، فقالت: هي يومًا يهودية ويومًا نصرانية وكل مملوك لها حر وكل مال لها في سبيل اللَّه وعليها المشي إلى بيت اللَّه إن لم تفرِّق بينهما، فسألت عائشة، وابن عمر، وابن عباس، وحفصة، وأم سلمة، فكلهم قالوا لها: أتريدين أن تكوني (3) مثل هاروت وماروت؟ وأمروها أن تكفر عن يمينها وتخلِّي بينهما (5). رواه روح (6) والأنصاري واللفظ له، وحديث روح مختصر، وقال النَّضر بن شُميل: ثنا أشعث، عن بكر بن عبد اللَّه، عن أبي
(1) هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير الحسن بن الحسن فإني لم أتبين من هو، وكل من وقفت عليه بهذا الاسم لم أجد فيهم توثيقًا إلا لابن حبان فقط، وصفوان بن صالح كان يدلس تدليس التسوية.
وسقطت من (ق) و (ك) كلمة: "بهما".
(2)
بدل ما بين المعقوفتين في سائر النسخ "بن"، وهو خطأ، وصوابه من مصادر التخريج.
(3)
كذا في مصادر التخريج، وفي نسخ "الإعلام":"تكْفُري"!
(4)
هو في "سنن الدارقطني"(4/ 163 - 164)، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 66) و"الخلافيات"(3/ ق 298) وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، محمد بن يحيى الذهلي الإمام، ومحمد بن عبد اللَّه هو ابن المثنى ثقة، من رجال الصحيح، وأشعث هو ابن عبد الملك الحُمْراني ثقة فقيه.
وما بين المعقوفتين من مصادر التخريج، وسقط من نسخ "الإعلام".
(5)
هو نفس الإسناد السابق، رواه البيهقي (10/ 66) من طريق الدارقطني.
(6)
أورده البيهقي (10/ 66) عن روح بن عبادة ومحمد بن عبد اللَّه الأنصاري كلاهما عن أشعث به، وساقه باللفظ الذي عند المصنف، وقال:"لفظ حديث الأنصاري. وحديث روح مختصر ولم يذكر حفصة".