الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطائفتين، وإلا فليلزم (1) حدَّه، ولا يتعدى طَوْرَه، ولا يمد إلى العلم الموروث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم باعًا يقصر عن الوصول إليه، ولا يَتَجر بنقدٍ زائفٍ لا يروج عليه، ولا يتمكن من الفصل بين المقالين (2) إلا من تجرد للَّه مسافرًا بعزمه وهمته إلى مطلع الوحي، مُنْزِلًا نفسَه منزلَةَ من يتلقاه غضًّا طريًا مِنْ في رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعرض عليه آراء الرجال ولا يعرضه عليها، ويحاكمها إليه ولا يحاكمه إليها.
[قاعدة شرعية هي مقدمة للفصل بين الفريقين]
فنقول وباللَّه التوفيق:
إن اللَّه تعالى وضع الألفاظ بين عباده تعريفًا ودلالةً على ما في نفوسهم، فإذا أراد أحدهم من الآخر شيئًا عرفه بمراده وما في نفسه بلفظه، ورتب على تلك الإرادات والمقاصد أحكامَهَا بواسطة الألفاظ، ولم يرتِّب تلك الأحكام على مجرد ما في النفوس من غير دلالة فعل أو قول، ولا على مجرد ألفاظ مع العلم بأن المتكلم بها لم يُرِد معانيها ولم يُحِطْ بها علمًا، بل تجاوز للأمة عما حَدَّثَتْ به أنفُسَها ما لم تعمل به أو تكلَّم به (3)، وتجاوز لها عما تكلَّمت به مخطئة أو ناسية أو مكرهة (4) أو غير عالمة به إذا لم تكن مريدة لمعنى ما تكلَّمت به أو قاصدة
(1) في المطبوع: "فيلزم".
(2)
في (و)، و (ن):"المقاتلين".
(3)
رواه البخاري (2528) في (العتق)؛ باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق. . .، و (5269) في (النكاح): باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران، و (6664) في الأيمان والنذور: باب إذا حَنِثَ ناسيًا في الأيمان، ومسلم (127) في (الإيمان): باب تجاوز اللَّه عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر من حديث أبي هريرة.
(4)
أخرجه ابن ماجه في "السنن"(كتاب الطلاق): باب طلاق المكره والناسي (1/ 659/ رقم 2045) من طريق الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس رفعه بلفظ: "إن اللَّه تجاوز لي عن أمتي. . . "، وسيذكره المؤلف بعد قليل.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 95)، والدارقطني في "سننه"(4/ 170 - 171)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 198)، والطبراني في "الصغير"(765)، والبيهقي في "الكبرى"(7/ 356) وابن حبان في "صحيحه"(رقم 2045) وابن حزم في "الإحكام"(5/ 149) من طريق الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعًا.
وهذا إسناد صحيح، وقد أعله أحمد في "العلل"(1/ 227) بالنكرة، وأبو حاتم في "العلل" (1/ 431) بالانقطاع؛ فقال:"لم يسمع الأوزاعي هذا الحديث من عطاء!! ورجح شيخنا الألباني في "الإرواء" (رقم 82) صحة هذا الطريق.
وأخرجه الفضل بن جعفر التيمي المعروف بـ"أخي عاصم" في "فوائده" -كما في =