الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الهزل في حقوق اللَّه غير جائز بخلاف جانب العباد]
وحاصل الأمر أن اللعب والهزل والمزاح في حقوق اللَّه تعالى غير جائز، فيكون جد القول وهزله سواء، بخلاف جانب العباد، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح مع أصحابه (1) ويباسطهم، وأما مع ربه تعالى فيجدُّ كلَّ الجد، ولهذا قال للأعرابي يمازحه:"مَنْ يشتري مني العَبْدَ؟ فقال: تجدُني رخيصًا يا رسول اللَّه؟ فقال: بل أنت عند اللَّه غالٍ"(2) وقصد صلى الله عليه وسلم أنه عبد اللَّه، والصيغة صيغة استفهام، وهو صلى الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول إلا حقًا (3)، ولو أن رجلًا قال: "من يتزوج أمي أو
(1) في المطبوع: "الصحابة".
(2)
رواه عبد الرزاق في "مصنفه"(19688) ومن طريقه رواه أحمد في "مسنده"(3/ 161)، والترمذي في "الشمائل"(239)، وأبو يعلى (3456)، والبزار (2735)، وابن حبان (5790)، والبيهقي (6/ 169) و (10/ 248)، والبغوي (3604) عن معمر عن ثابت عن أنس، قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 368):". . . ورجال أحمد رجال الصحيح"، وقال الحافظ بن حجر في "الإصابة" (5231):"حديث صحيح" ثم قال: "وخالفه حماد -أي خالف معمرًا- فقال: عن ثابت عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث مرسلًا، وحماد في ثابت أقوى من معمر، ولكن للحديث شاهد من رواية سالم بن أبي الجعد الأشجعي عن رجل من أشجع يقال له: زاهر بن حكيم. . . ".
أقول: وهذا الشاهد الذي أشار إليه الحافظ رواه البزار (2734)، والطبراني في "الكبير"(5310)، قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 369): رجاله موثقون.
(3)
ورد ذلك في حديث قالوا: يا رسول اللَّه إنك تداعبنا قال: نعم غير أني لا أقول إلا حقًا.
رواه الترمذي في "سننه"(1991)(كتاب البر والصلة)، وفي "الشمائل" رقم (202 - مختصره)، وأحمد (3602)، والبغوي في "شرح السنة"(3602) من طريق ابن المبارك عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفي "تحفة الأشراف"(9/ 469): "حسن"، وهو اللائق؛ فإن أسامة بن زيد هو الليثي كما جزم المزي في "تحفة الأشراف" حيث أنه هو الذي يروي عن سعيد المقبري، وهو حسن الحديث.
وتابع أسامة بن زيد محمد بن عجلان، رواه أحمد في "مسنده"(2/ 340) وهي متابعة قوية.
ورواه البخاري في "الأدب المفرد"(267): حدثنا عبد اللَّه بن صالح: حدثني الليث قال: حدثني ابن عجلان عن أبيه أو سعيد عن أبي هريرة، وهذا التردد كأنه من عبد اللَّه بن صالح فإن في حفظه شيئًا.
وله شاهد من حديث عائشة رواه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 77 - 78)، والبغوي في "الشمائل"(رقم 311) وفيه من يحتاج إلى الكشف عن حاله.