الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخالفه إبراهيم بن يزيد الخوزيُّ، فرواه عن عمرو عن نافع بن جبير عن أبي شُريح الخزاعيِّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ووهم فيه.
وأشبهها بالصَّواب قول ابن عيينة O.
* * * * *
مسألة (200): إذا أدرك الإمام وهو في فرض الصُّبح ولم يصلِّ سنَّة
الفجر، دخل معه في الفرض.
وقال أبو حنيفة: إن كان خارج المسجد ولم يخش فوات الرُّكوع في الثَّانية صلَّى ركعتي الفجر.
1025 -
قال الإمام أحمد: ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: " إذا أقيمت الصَّلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة "(1).
انفرد بإخراجه مسلمٌ (2).
* * * * *
مسألة (201): الأفضل في التَّطوُّع أن يسلِّم من كل ركعتين
.
وقال أبو حنيفة: من أربع.
(1)"المسند": (2/ 455).
(2)
"صحيح مسلم": (2/ 154)؛ (فؤاد - 1/ 493 - رقم: 710).
لنا أربعة أحاديث:
1026 -
الحديث الأوَّل: قال أحمد: ثنا إسماعيل ثنا أيُّوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، كيف تأمرنا أن نصلِّي من الليل؟
قال: " يصلِّي أحدكم مثنى مثنى، فإذا خشي الصُّبح صلَّى واحدة فأوترت له ما صلَّى من الليل "(1).
أخرجاه في "الصَّحيحين"(2).
1027 -
الحديث الثَّاني: قال أحمد: ثنا وكيع ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن عليٍّ الأزديِّ عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة الليل والنَّهار مثنى مثنى "(3).
ز: ورواه أبو داود (4) والتِّرمذيُّ (5) وابن ماجه (6) والنَّسائيُّ (7) وابن خزيمة في "صحيحه"(8) وأبو حاتم البستيُّ (9) والدَّارَقُطْنِيُّ (10) بطرقٍ عن شعبة.
وقال التِّرمذيُّ: اختلف أصحاب شعبة في حديث ابن عمر، فرفعه
(1)"المسند": (2/ 5).
(2)
"صحيح البخاري": (1/ 128)؛ (فتح - 1/ 562 - رقم: 473).
"صحيح مسلم": (2/ 171 - 172)؛ (فؤاد - 1/ 516 - رقم: 749).
(3)
"المسند": (2/ 26).
(4)
"سنن أبي داود": (2/ 193 - رقم: 1289).
(5)
"الجامع": (1/ 589 - رقم: 597).
(6)
"سنن ابن ماجه": (1/ 419 - رقم: 1322).
(7)
"سنن النسائي": (3/ 227 - رقم: 1666).
(8)
"صحيح ابن خزيمة": (2/ 214 - رقم: 1210).
(9)
"الإحسان" لابن بلبان: (6/ 231 - رقم: 2482).
(10)
"سنن الدارقطني": (1/ 417).
بعضهم، ووقفه بعضهم.
وسئل البخاريُّ عن هذا الحديث: أصحيحٌ هو؟ فقال: نعم (1).
وقال النَّسائيُّ: هذا الحديث عندي خطأٌ، والله أعلم.
وقال ابن أبي داود: هذه سنَّةٌ تفرَّد بها أهل مكَّة (2) O.
1028 -
الحديث الثَّالث: قال أحمد: ثنا روح ثنا شعبة قال: سمعتُ عبدَ ربِّه بن سعيد يحدِّث عن أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن عبد الله بن الحارث عن المطَّلب بن ربيعة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: " الصَّلاة مثنى مثنى، وتشهد في كلِّ ركعتين "(3).
ز: ورواه أبو داود (4) والنَّسائيُّ (5) وابن ماجه (6) إلا أنَّه قال: (المطَّلب بن أبي وداعة) وهو وهمٌ.
وقال التِّرمذيُّ: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربِّه فأخطأ في مواضع: فقال: (عن أنس بن أبي أنس) وهو: (عمران بن أبي أنس)؛ وقال: (عن عبد الله بن الحارث) وإنَّما هو: (عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث)؛ وقال: (عن عبد الله بن الحارث عن المطَّلب) وإنَّما هو: (ربيعة بن الحارث بن عبد المطَّلب عن الفضل
(1)"سنن البيهقي": (2/ 487).
(2)
"سنن الدارقطني": (1/ 417).
(3)
"المسند": (4/ 167).
(4)
"سنن أبي داود": (2/ 193 - رقم: 1290).
(5)
"السنن الكبرى": (1/ 451 - رقم: 1441).
(6)
"سنن ابن ماجه": (1/ 419 - رقم: 1325).
ابن عباس). قال: وحديث الليث بن سعد أصحُّ من حديث شعبة (1) O.
1029 -
الحديث الرَّابع: قال أحمد: وثنا عليُّ بن إسحاق ثنا ابن المبارك ثنا ليث بن سعد ثنا عبد ربِّه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس عن عبد الله ابن نافع عن ربيعة (2) بن الحارث عن الفضل بن العباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصَّلاة مثنى مثنى، تشهّد في كلِّ ركعتين "(3).
ز: رواه التِّرمذيُّ (4) والنَّسائيُّ (5) عن سويد بن نصر عن ابن المبارك O.
احتجُّوا:
1030 -
بما روى أحمد: ثنا أبو معاوية ثنا عُبيدة عن إبراهيم عن سَهْم ابن مِنْجَاب عن قَزَعَة عن القَرْثَع عن أبي أيُّوب الأنصاريِّ قال: أدمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات عند زوال الشَّمس، فقلت: يا رسول الله، ما هذه الرَّكعات التي أراك قد أدمنتها؟ قال:" إنَّ أبواب السَّماء تفتح عند زوال الشَّمس، فلا ترتج حتى يصلَّى الظُّهر، فأحبُّ أن يصعد لي فيها خيرٌ ". قلت: يا رسول الله، يقرأ فيهنَّ كلهنَّ؟ قال:" نعم ". فقلت: فيهما سلامٌ فاصلٌ؟ قال: " لا "(6).
فالجواب: أنَّ هذا الحديث ضعيفٌ:
(1)"الجامع": (1/ 410 - رقم: 385).
وفي هامش الأصل: (حـ: هو الذي قبله) ا. هـ ولعل صوابها: (الذي بعده).
(2)
في "التحقيق": (سعد) خطأ.
(3)
"المسند": (1/ 211).
(4)
"الجامع": (1/ 409 - رقم: 385).
(5)
"السنن الكبرى": (1/ 450 - رقم: 1440).
(6)
"المسند": (5/ 416 - 417).
أمَّا عُبيدة فهو: ابن مُعَتِّب، قال يحيى: ليس بشيءٍ (1). وقال أحمد: ترك النَّاس حديثه (2). وقال محمد بن سعد: كان ضعيفًا جدًّا (3). وقال الفلَاّس: متروكٌ (4). وقال النَّسائيُّ: كان قد تغيَّر (5). قال ابن حِبَّان: اختلط بأخرة، فبطل الاحتجاج به (6).
وأمَّا قَزَعَة فهو: ابن سُويد (7)، قال أحمد: هو مضطرب الحديث (8).
وقال الرَّازيُّ: لا يحتجُّ به (9).
قال أحمد بن خازم: رأيت أحمد بن حنبل وإسحاق بن أبي إسرائيل جاءا إلى الجامع قبل الصَّلاة، فصلَّى أبو عبد الله قبل الصَّلاة عشر ركعات، ركعتين ركعتين، وصلَّى إسحاق ثمان ركعات، أربعًا أربعًا، لم يفصل بينهنَّ بسلام، فقلت لإسحاق: صلَّيت أربعًا؟! فقال: حديث أبي أيُّوب. فجئت إلى أبي عبد الله، فقلت له: صلَّيت مثنى مثنى؟! فقال: حديث ابن عمر: صلاة الليل والنَّهار مثنى مثنى. فقلت له: حديث أبي أيُّوب؟ فقال: رواه قَزَعَة وقَرْثع، ومن قَزَعَة؟ ومن قَرْثع؟
ثُمَّ نحمله على الجواز لا على الأفضل.
(1)"التاريخ" برواية الدوري: (3/ 280 - رقم: 1345).
(2)
"العلل" برواية عبد الله: (2/ 549 - رقم: 3602).
(3)
" الطبقات ": (6/ 355).
(4)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (6/ 94 - رقم: 487).
(5)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 161 - رقم: 405).
(6)
"المجروحون": (2/ 173) باختصار.
(7)
سيأتي في كلام المنقح أن قزعة الذي في الإسناد ليس ابن سويد، وإنما هو ابن يحيى.
(8)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (7/ 139 - رقم: 782) من رواية أبي طالب.
(9)
"الجرح والتعديل" لابنه: (7/ 140 - رقم: 782) وفيه: (ليس بذاك القوي، محله الصدق، وليس بالمتين، يكتب حديثه ولا يحتج به).
ز: روى هذا الحديث أبو داود عن ابن مثنَّى عن محمد بن جعفر عن شعبة عن عُبيدة عن إبراهيم عن ابن مِنْجَاب - وهو سهم - عن قَرْثَع، وقال: عُبيدة ضعيفٌ (1).
ورواه التِّرمذيُّ في " الشَّمائل " عن أحمد بن منيع عن هُشيم عن عُبيدة عن إبراهيم عن سَهْم عن قَرْثَع - أو قَزَعَة عن قَرْثَع -، وعن أحمد بن مَنِيع عن أبي معاوية عن عُبيدة عن قَزَعَة عن قَرْثَع، بلا شكٍّ (2).
ورواه ابن ماجه عن عليِّ بن محمد الطَّنافسيِّ عن وكيع عن عُبيدة بن مُعَتِّب الضَّبِّيِّ (3).
وقَزَعَة هو: ابن يحيى - ويقال: ابن الأسود -، أبو الغادية البصريُّ، تابعيٌّ، روى عن ابن عمر وأبي سعيد وغيرهما، واحتجَّ به البخاريُّ (4) ومسلمٌ (5) في " صحيحيهما "، وقال العجليُّ: بصريٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ (6).
وقال ابن خراش: صدوقٌ (7). وذكره ابن حِبَّان في كتاب "الثِّقات"(8).
وأمَّا قَزَعَة بن سُويد بن حُجَير الباهليُّ، أبو محمد البصريُّ، فمتأخرٌ عن ابن يحيى، روى عن ابن المنكدر وأبي الزُّبير وغيرهما، وروى له التِّرمذيُّ
(1)"سنن أبي داود": (2/ 182 - رقم: 1264).
(2)
" الشمائل ": (ص: 172 - رقم: 277).
(3)
"سنن ابن ماجه": (1/ 365 - 366 - رقم: 1157).
(4)
"التعديل والتجريح" للباجي: (3/ 1072 - رقم: 1261).
(5)
"رجال صحيح مسلم" لابن منجويه: (2/ 149 - رقم: 1377).
(6)
"الثقات": (ترتيبه - 2/ 218 - رقم: 1522).
(7)
"تهذيب الكمال": (23/ 599 - رقم: 4877).
(8)
"الثقات": (5/ 324).
وابن ماجه، وتكلَّم فيه الإمام أحمد (1) ويحيى - في رواية (2) - وأبو حاتم الرَّازيُّ (3) والبخاريُّ (4) وأبو داود (5) والنَّسائيُّ (6)، ووثَّقه ابن معين - في رواية الدَّارميِّ (7) -، وقال ابن عَدِيٍّ: أرجو أنَّه لا بأس به (8).
وأمَّا قَرْثع فهو: الضَّبيُّ الكوفيُّ، وقد روى عنه أربعة نفر، وقال أبو معشر: ثنا إبراهيم عن علقمة عن القرثع الضَّبِّيِّ وكان من القرَّاء الأوَّلين (9).
وقد سُئل الدَّارَقُطْنِيُّ عن حديث قرثع هذا، فتكلَّم عليه، وذكر الاختلاف فيه، ثُمَّ قال: وقول أبي معاوية أشبه بالصَّواب (10).
وذكره ابن خزيمة في "مختصر المختصر" بإسناده، ثُمَّ ضعَّفه وقال: عُبيدة بن مُعَتِّب: ليس ممَّن يجوز الاحتجاج بخبره عند من له معرفة برواية الأخبار، وسمعت أبا موسى يقول: ما سمعت يحيى بن سعيد ولا عبد الرَّحمن ابن مهديٍّ حدَّثا عن سفيان عن عُبيدة بن مُعَتِّب بشيءٍ قطُّ، وسمعت أبا قِلابة يحكي عن هلال بن يحيى قال: سمعتُ يوسف بن خالد السَّمتيَّ يقول لعُبيدة بن مُعَتِّب: هذا الذي ترويه عن إبراهيم، سمعته كلّها؟ قال: منه ما سمعتُه، ومنه ما أقيس عليه. قال: قلت: حدِّثني بما سمعت، فإنِّي أعلم بالقياس منك.
(1)"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (7/ 139) من رواية أبي طالب.
(2)
"التاريخ" برواية الدوري: (4/ 123 - رقم: 3484).
(3)
"الجرح والتعديل": (7/ 139 - 140 - رقم: 782) وسبق ذكر نص كلامه.
(4)
"التاريخ الكبير": (7/ 192 - رقم: 854).
(5)
" سؤالات الآجري ": (1/ 373 - رقمي: 689، 690).
(6)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 194 - رقم: 500).
(7)
"التاريخ" برواية الدارمي: (ص: 192 - رقم: 702).
(8)
"الكامل": (6/ 50 - رقم: 1590).
(9)
"سنن النسائي": (3/ 104 - رقم: 1403) وأبو معشر هو زياد بن كليب.
(10)
"العلل": (6/ 128 - 129 - رقم: 1027).