الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسائل الأذان
مسألة (97): الأذان فرضٌ على الكفاية، خلافًا لأكثرهم
.
531 -
قال أحمد: ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا أيُّوب عن أبي قِلابة عن مالك بن الحُويرث قال: أتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأقمنا عنده عشرين ليلةً، وكان رحيماً رقيقًا، فظنَّ أَنَّا قد اشتقنا إلى أهلنا، فقال:" ارجعوا إلى أهليكم، وليوذِّن لكم أحدكم، ثمَّ ليؤمَّكم أكبركم "(1).
أخرجاه في "الصَّحيحين"(2).
* * * * *
مسألة (98): لا يستحب التَّرجيع في الأذان
.
وقال مالكٌ والشَّافعيُّ: يستحبُّ.
532 -
قال أحمد: ثنا يعقوب ثنا أبي ثنا ابن إسحاق قال: وذكر محمد ابن مسلمٍ الزُّهريُّ عن سعيد بن المسيّب عن عبد الله بن زيدِ بن عبد ربِّه قال: لمَّا أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب بالنَّاقوس لجمع النَّاس [للصَّلاة](3) - وهو
(1)"المسند": (3/ 436).
(2)
"صحيح البخاري": (8/ 233)؛ (فتح - 10/ 437 - 438 - رقم: 6008).
"صحيح مسلم": (2/ 134)؛ (فؤاد - 1/ 465 - 466 - رقم: 674).
(3)
في الأصل: (في الصَّلاة)، والمثبت من (ب) و"التحقيق".
كارهٌ لموافقة النصارى -، طاف بي من الليل طائف وأنا نائم: رجل عليه ثوبان أخضران، وفي يده ناقوس يحمله، فقلت له: با [](1) عبد الله، ألا تبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصَّلاة. قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ فقلت: بلى. قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلَاّ الله، أشهد أن لا إله إلَاّ الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصَّلاة، حي على الصَّلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَاّ الله. قال: ثم استأخر غير بعيد، ثم قال: تقول إذا أقمت الصَّلاة: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلَاّ الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصَّلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصَّلاة، قد قامت الصَّلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَاّ الله. قال: فلما أصبحت أتيت رسول الله، فأخبرته بما رأيت، فقال:" إن هذه لرؤيا حق - إن شاء الله - ". ثم أمر بالتأذين، فكان بلال يؤذن بذلك، ويدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصَّلاة، فدعاه ذات غداةٍ إلى الفجر، فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم. فصرخ بلال بأعلى صوته: الصَّلاة خير من النوم.
قال سعيد بن المسيب: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين لصلاة الفجر (2).
وهذا الحديث أصل التأذين، وليس فيه ترجيع، فدل على أنه المستحب، وعليه عمل أهل المدينة، والأخذ بالمتأخر من حال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ز: وقد روى هذا الحديث: أبو يعلى الموصلي، ثنا عمرو الناقد ثنا يعقوب ثنا أبي عن محمد بن إسحاق ثنا محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن
(1) أقحمت في الأصل و (ب): (أبا)، وهو على الصواب في "التحقيق" و"المسند".
(2)
"المسند": (4/ 42 - 43).
زيد بن عبد ربِّه عن أبيه فذكره (1).
ورواه الإمام أحمد أيضًا من رواية ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم (2).
ورواه أبو داود عن محمد بن منصور الطُّوسيِّ عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم (3).
ورواه التِّرمذيُّ عن سعيد بن يحيى الأُمويِّ عن أبيه عن ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم ببعضه، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ (4).
ورواه ابن ماجه عن محمد بن عُبيد بن ميمون المدنيِّ عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق (5).
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" بطرقٍ، منها: عن محمد بن يحيى عن يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم (6).
وقال: سمعت محمد بن يحيى يقول: ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبرٌ أصحُّ من هذا، لأنَّ محمد بن عبد الله بن زيدٍ سمعه من أبيه، وعبد الرَّحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيدٍ (7).
(1) لم نقف عليه في الرواية المطبوعة من "مسند أبي يعلى" - رواية ابن حمدان -، وخرجه من طريقه: الضياءُ في "المختارة": (9/ 373 - رقم: 344) من رواية ابن المقرئ.
(2)
"المسند": (4/ 43).
(3)
"سنن أبي داود": (1/ 387 - 388 - رقم: 500).
(4)
"الجامع": (1/ 231 - 232 - رقم: 189).
(5)
"سنن ابن ماجه": (1/ 232 - رقم: 706).
(6)
"صحيح ابن خزيمة": (1/ 193 - رقم: 371).
(7)
"صحيح ابن خزيمة": (1/ 193 - رقم: 372).
قال ابن خزيمة: وخبر محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد ابن عبد الله بن زيد بن عبد ربِّه عن أبيه ثابتٌ صحيح من جهة النَّقل، لأنَّ محمد ابن عبد الله بن زيدٍ قد سمعه من أبيه، ومحمد بن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيميِّ، وليس هو ممَّا دلَّسه محمد بن إسحاق (1).
ورواه أبو حاتم البستيُّ عن أبي يعلى الموصليِّ (2).
وفي كتاب "العلل" لأبي عيسى التِّرمذيِّ قال: سألتُ محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث - يعني حديث محمد بن إبراهيم التَّيميِّ - فقال: هو عندي صحيحٌ (3).
وقال التِّرمذيُّ أيضًا عن البخاريِّ: لا يعرف لعبد الله بن زيدٍ إلا حديث الأذان (4) O.
533 -
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا عثمان بن أحمد الدَّقَّاق ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا سعيد بن المغيرة ثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّتين مرَّتين، والإقامة مرَّة مرَّة (5).
وهذا دليلٌ على أنَّه لم يكن فيه ترجيعٌ.
(1)"صحيح ابن خزيمة": (1/ 197 - رقم: 379).
(2)
"الإحسان" لابن بلبان: (4/ 572 - رقم: 1679).
(3)
لم نقف عليه في مطبوعة " ترتيب العلل الكبير"، وقد نقله البيهقي في "سننه الكبرى":(1/ 391).
(4)
"تهذيب الكمال" للمزي: (14/ 541 - رقم: 3282)، وقال التِّرمذيُّ في "الجامع":(1/ 232 - رقم: 189): (لا نعرف له عن النبي شيئًا يصح إلا هذا الحديث الواحد في الأذان) ا. هـ
(5)
"سنن الدارقطني": (1/ 239).
ز: هذا إسناد صحيح، وسعيد بن المغيرة الصياد: وثقه أبو حاتم (1) وغيره.
وقد رواه الإمام أحمد من غير طريق عبيد الله عن نافع، فقال: 534 - ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: سمعت أبا جعفر- يعني: المؤذن - يحدث عن مسلم أبي المثنى (2) عن ابن عمر قال: إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين - وقال حجاج: يعني مرَّتين مرَّتين -، والإقامة مرة غير أنه يقول: قد قامت الصَّلاة، قد قامت الصَّلاة. وكنا إذا سمعنا الإقامة توضأنا، ثم خرجنا إلى الصَّلاة.
قال أحمد: وثنا حجاج ثنا شعبة قال: سمعت أبا جعفر - مؤذن مسجد العُريان (3)، في مسجد بني هلال - عن مسلم أبي المثنى - مؤذن مسجد الجامع -
…
فذكر هذا الحديث. قال شعبة: لا أحفظ عنه غير هذا (4).
وقد رواه أبو داود (5) والنَّسائيُّ (6) وابن خزيمة في "صحيحه"(7) وأبو حاتم بن حبان البستيُّ (8) والدَّارَقُطْنِيُّ (9) بطرقٍ عن شعبة O.
(1)" الجرح والتعديل" لابنه: (4/ 68 - رقم: 283).
(2)
في هامش الأصل: (هو مسلم بن المثنى، أبو المثنى، الكوفي، المؤذن) ا. هـ
(3)
قال العيني في " شرح سنن أبي داود ": (2/ 457 - رقم: 493)(قوله: " مسجد العريان ": مسجد مشهور بالكوفة) ا. هـ، وفي " عون المعبود ":(2/ 206 - رقم: 507): (" مسجد العريان ": بضم العين وسكون الراء ثم ياء تحتانية، كذا في أكثر النسخ الصحيحة؛ وفي بعضها: بالباء الموحدة؛ والصحيح المعتمد هو الأول) ا. هـ
(4)
"المسند": (2/ 85).
(5)
"سنن أبي داود": (1/ 396 - رقم: 511).
(6)
"سنن النسائي": (2/ 20 - 21 - رقم: 668).
(7)
"صحيح ابن خزيمة": (1/ 193 - رقم: 374).
(8)
"الإحسان" لابن بلبان: (4/ 570 - رقم: 1677).
(9)
"سنن الدارقطني": (1/ 239).
احتجُّوا:
535 -
بما روى أحمد: ثنا رَوْح ثنا ابن جريج قال: أخبرني عبد العزيز ابن عبد الملك بن أبي مَحْذُورة أنَّ عبد الله بن محيريز أخبره - وكان يتيماً في حجر أبي مَحْذُورة - قال: قلت لأبي مَحْذُورة: أخبرني عن تأذينك. قال: نعم، خرجت في نفرٍ فكنت في بعض طريق حنين، مَقْفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الطََّريق، فأذَّن مؤذِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعنا صوت المؤذِّن، فصرخنا نحكيه ونستهزئ به، فسمع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّوت، فأرسل إلينا، إلى أن وقفنا بين يديه، فقال:" أيُّكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟ " فأشار القوم كلُّهم إليَّ - وصدقوا-، فأرسلهم كلَّهم وحبسني، فقال:" قم فأذِّن بالصَّلاة ". فقمت ولا شيء أكره إليَّ من النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وما يأمرني به، فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه:" الله أكبر، الله أكبر- كذا قال روح مرَّتين -، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمَّدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله ". ثمَّ قال لي: " ارجع فامدد من صوتك ". ثمَّ قال لي: " قل: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله ". ثمَّ دعاني حين قضيت التَّأذين، فأعطاني صرَّةً فيها شيءٌ من فضة، ثمَّ وضع يده على ناصية أبي مَحْذُورة، ثُمَّ أمرَّها على وجهه، ثُمَّ بين ثدييه، ثُمَّ على كبده، وقال:" بارك الله فيك وبارك عليك ". فقلت: يا رسول الله، مُرني بالتَّأذين بمكَّة. قال:" قد أمرتك به ". وذهب كلُّ شيءٍٍ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية، وعاد ذلك كله محبةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
536 -
قال أحمد: ثنا عفَّان ثنا همَّام ثنا عامر الأحول قال: حدَّثني
(1)"المسند": (3/ 409).
مكحول أنَّ عبد الله بن محيريز حدَّثه أنَّ أبا مَحذُورة حدَّثه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّمه الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة، الأذان: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر (1)، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله؛ والإقامة - مثنى مثنى -: الله أكبر، الله أكبر [](2)، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، قد قامت الصَّلاة، قد قامت الصَّلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله (3).
قال التِّرمذيُّ: هذا حديثٌ صحيحٌ، وأبو محذورة، اسمه: سَمُرة بن مِعْيَر (4).
وقد روى الدَّارَقُطْنِيُّ من حديث سعد القَرَظ أنَّه وصف أذان بلال، وفيه التَّرجيع (5).
والجواب من وجهين:
أحدهما: أنَّه لمَّا لقَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا مَحْذُورة وكان كافرًا أعاد عليه الشَّهادة وكرَّرها لتثبت عنده ويحفظها، ويكرِّرها على أصحابه المشركين، فإنَّهم كانوا ينفرون منها، خلاف نفورهم من غيرها، فلمَّا كرَّرها عليه ظنَّها من
(1) التكبير في مطبوعة "المسند" مرَّتين فقط.
(2)
وقع التكبير في الأصل أربع مرات، والمثبت من (ب) و"التحقيق" و"المسند".
(3)
"المسند": (3/ 409).
(4)
"الجامع": (1/ 234 - 235 - رقم: 192).
(5)
"سنن الدارقطني": (1/ 236).
الأذان، فعدَّ الأذان تسع عشرة كلمة، وإذا كان كذلك لم يكن تكرارها سنَّة.
والثَّاني: أنَّ أذان أبي مَحْذُورة عليه أهل مكَّة، وما ذهبنا إليه عليه أهل المدينة، والعمل على المتأخِّر من الأمور.
وأما ما ادعي على بلال: فمحالٌ، لأنَّه لا يختلف في أنَّ بلالاً كان لا يرجِّع، وإنَّما الحديث الذي ذكره الدَّارَقُطْنِيُّ من رواية عبد الله بن محمد بن عمَّار ابن سعد القَرَظ، قال يحيى بن معين: ليس بشيءٍ (1).
ز: روى مسلمٌ في "صحيحه" حديث أبي محذورة مختصرًا:
537 -
من رواية عامر الأحول عن مكحول عن ابن مُحَيْريز عن أبي مَحْذُورَة أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم علَّمه الأذان: الله أكبر، الله أكبر (2)، أشهد أَن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أنَّ محمدًا رسول الله، [أشهد أن محمدًا رسول الله](3)، ثُمَّ يعودُ فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله - مرَّتين -، أشهد أن محمدًا رسول الله - مرتين -، حيَّ على الصَّلاة - مرَّتين-، حيَّ على الفلاح - مرَّتين-، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله (4).
وقد روى الإمام أحمد (5) وأبو داود (6) والتِّرمذيُّ (7) والنَّسائيُّ (8) وابن
(1)"التاريخ" برواية الدارمي: (ص: 169 - رقم: 606).
(2)
في (ب) زيادة: (مرتين).
(3)
زيادة من (ب) و"التحقيق" و"صحيح مسلم".
(4)
"صحيح مسلم": (2/ 3)؛ (فؤاد - 287 - رقم: 379).
(5)
"المسند": (4/ 408 - 409).
(6)
"سنن أبي داود": (1/ 388 - 392 - الأرقام: 501 - 506).
(7)
"الجامع": (1/ 233 - 234 - رقمي: 191 - 192).
(8)
"سنن النسائي": (2/ 3 - 8 - الأرقام: 629 - 633).