الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسائل ستر العورة
مسألة (116): حدُّ عورة الرَّجل من السُّرَّة إلى الرُّكبة
.
وعنه: أنَّها القُبل والدُّبر، كقول داود.
لنا ستة أحاديث:
602 -
الحديث الأوَّل: قال عبد الله بن أحمد: حدَّثني عبيد الله بن عمر القواريريُّ قال: حدَّثني يزيد أبو خالد القرشيُّ ثنا ابن جريج قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن (1) ضمرة عن عليٍّ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حيٍّ ولا ميِّتٍ "(2).
603 -
الحديث الثَّاني: قال أحمد: ثنا محمد بن سابق ثنا إسرائيل عن أبي يحيى القتَّات عن مجاهد عن ابن عباس قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجلٍ فخذه خارجة، فقال:" غطِّ فخذك، فإنَّ فخذ الرَّجل من عورته "(3).
604 -
الحديث الثَّالث: قال أحمد: وثنا حسين بن محمد ثنا ابن أبي الزِّناد عن أبيه عن زُرعة بن عبد الله (4) بن جَرهد عن جَرْهد أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على جَرْهد، وفخذ جَرْهد مكشوفةٌ في المسجد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) أقحمت في مطبوعة "المسند": (أبي).
(2)
"المسند": (1/ 146).
(3)
"المسند": (1/ 275).
(4)
كذا بالأصل و (ب) و"التحقيق"، وفي "المسند":(عبد الرحمن)، وكتب في هامش الأصل:(عبد الرحمن) ولا ندري هل هي تصحيح، أم إشارة إلى اختلاف النسخ؟ الله أعلم.
والذي في كتب التراجم: (زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد).
" يا جرهد، غط فخذك، فإن الفخذ عورة "(1).
605 -
الحديث الرابع: قال أحمد: وثنا هشيم ثنا حفص بن ميرة عن العلاء عن أبي كثير - مولى محمد بن جحش - عن محمد بن جحش عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه مر على معمر محتبيًا كاشفًا عن طرف فخذه، فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:" خمِّر فخذك يا معمر، فإن الفخذ عورة "(2).
606 -
الحديث الخامس: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ثنا جدي ثنا أبي عن سعيد بن راشد عن عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي أيُّوب قال: سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "ما فوق الركبتين من العورة، وما أسفل (3) السرة من العورة"(4).
607 -
الحديث السادس: قال يوسف: ثنا محمد بن حبيب ثنا عبد الله بن بكر ثنا سوار أبو حمزة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا زوج الرجل منكم عبده أمته فلا يرين ما بين ركبته وسرته، فإن ما بين سرته وركبته عورة "(5).
(1)"المسند": (3/ 479).
(2)
"المسند": (5/ 290).
(3)
في هامش الأصل: (خ: من) ا. هـ
(4)
"سنن الدارقطني": (1/ 230 - 231).
(5)
"سنن الدارقطني": (1/ 230 - 231).
وفي هامش الأصل: (حـ: وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: " إذا زوج أحدكم عبده أو أمته أو أجيره، فلا ينظر إلى شيء من عورته، فإن ما تحت السرة إلى ركبته عورة ". يريد الأمة.
رواه أحمد وأبو داود والدارقطني، وفي رواية أحمد قال:" ما أسفل من سرته إلى ركبتيه من عورته "؛ ولفظ أبي داود: " فلا تنظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة ". هكذا لفظ الحديث) ا. هـ
وانظر: "المسند": (2/ 187)؛ و"سنن أبي داود": (1/ 385 - رقم: 497؛ 4/ 426 - رقمي: 4110 - 4111)؛ و"سنن الدارقطني": (1/ 230).
أصلح هذه الأحاديث: حديث علي عليه السلام (1)، وحديث عمرو ابن شعيب، وحديث ابن جحش.
فأما زرعة - في حديث جرهد -: فإنه مجهول.
وأما حديث أبي أيُّوب: فإن سعيد بن راشد وعباد بن كثير متروكان.
ز: حديث علي: رواه إسحاق بن راهويه: عن روح بن عبادة عن عباد بن منصور عن عكرمة بن خالد عن حبيب عن عاصم، وعن روح عن ابن جريج عن حبيب (2).
ورواه أبو داود عن علي بن سهل الرملي عن حجاج عن ابن جريج قال: أُخبرت عن حبيب بن أبي ثابت بنحوه.
وقال: هذا الحديث فيه نكارة (3).
ورواه ابن ماجه عن بشر بن آدم - ابن بنت أزهر السمان - عن روح بن عباد عن ابن جريج عن حبيب (4).
ورواه الهيثم بن كليب الشاشي: ثنا محمد بن سعد العوفي ثنا روح بن عبادة ثنا ابن جريج قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت .... فذكره (5).
(1) كذا بالأصل و (ب)، وتخصيص أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين - بالتسليم غير مشروع، بل فيه مشابهة لأهل البدع، والله أعلم.
(2)
عزاه إليه الضياء في "المختارة": (2/ 145 - رقم: 515)، وساق إسناد إسحاق الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية ":(1/ 161 - رقم: 329).
(3)
"سنن أبي داود": (4/ 384 - رقم: 4011)، وانظر:(4/ 29 - 30 - رقم: 3132).
(4)
"سنن ابن ماجه": (1/ 469 - رقم: 1460).
(5)
" مسند علي رضي الله عنه " ضمن الجزء المخروم من " مسند الشاشي "، ولكن خرج الحديث من طريقه: الضياء في "المختارة": (2/ 145 - رقم: 515).
وقد تكلَّم أبو حاتم الرَّازيُّ على هذا الحديث في "العلل" وضعَّفه، وقال: إن ابن جريج لم يسمعه من حبيب، ولا حبيب من عاصم بن ضَمْرة (1).
وعاصم بن ضَمْرة: وثَّقه ابن معين (2) وابن المدينيِّ (3) والعجليِّ (4)، وقال النَّسائيُّ: ليس به بأس (5). وتكلَّم فيه ابن عَدِيٍّ (6) وابن حِبَّان (7).
وحديث ابن عباس: رواه التِّرمذيُّ مختصرًا - وحسَّنه (8) - وأبو يعلى الموصليُّ (9) والطَّحاويُّ - وصحَّحه (10) -.
وفي إسناده أبو يحيى القتَّات، وقد اختلف في اسمه، فقيل: اسمه زاذان، وقيل: دينار، وقيل: عبد الرَّحمن بن دينار، وقيل غير ذلك؛ ضعَّفه شَريك (11) ويحيى في رواية (12)، ووثَّقه في رواية أخرى (13)، وقال أحمد:
(1)"العلل": (2/ 271 - رقم: 2308)، ووقع في مطبوعته:(ولا يثبت لحسن رواية عن عاصم) خطأ، وصوابه:(لحبيب رواية عن عاصم) كما في نسخة خطية لـ"العلل".
(2)
"التاريخ" برواية الدارمي: (ص: 150 - رقم: 516)؛ ورواية ابن طهمان: (ص: 65 - رقم: 159) وفيها: (ثقة شيعي).
(3)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (6/ 345 - رقم: 1910) من رواية ابن البراء عنه.
(4)
"معرفة الثقات": (ترتيبه - 2/ 9 - رقم: 811).
(5)
"تهذيب الكمال" للمزي: (13/ 498 - رقم: 3012).
(6)
"الكامل": (5/ 225 - رقم: 138).
(7)
"المجروحون": (2/ 125 - 126).
(8)
"الجامع": (4/ 494 - رقم: 2796)، وحكم الترمذي غير موجود في طبعة الأستاذ بشار عواد، وفي الطبعة التي بأعالي " تحفة الأحوذي ":(8/ 81 - رقم: 2950) قال عقبه: (هذا حديث حسن غريب) ا. هـ وكذا ذكره المزي في "تحفة الأشراف": (5/ 228 - رقم: 6432).
(9)
"مسند أبي يعلى": (4/ 421 - رقم: 220).
(10)
" شرح معاني الآثار ": (1/ 474).
(11)
"العلل" لأحمد - برواية عبد الله -: (2/ 51 - رقم: 1523).
(12)
"التاريخ" برواية الدوري: (3/ 362 - رقم: 1757).
(13)
"التاريخ" برواية الدارمي: (ص: 247 - رقم: 964).
روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة مناكير جدًّا (1). وقال النَّسائيُّ: ليس بالقويِّ (2). وقال ابن حِبَّان: فحش خطؤه، وكثر وهمه، حتَّى سلك غير مسلك العدول في الرِّوايات (3).
وأمَّا حديث جَرْهد:
608 -
فرواه أبو يعلى الموصليُّ: ثنا أبو خيثمة ثنا عبد الرَّحمن عن مالك عن سالم أبي النَّضر عن زُرْعة بن عبد الرَّحمن بن جَرْهد عن أبيه عن جدِّه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ به وهو كاشفٌ فخذه، فقال:" أما علمت أنَّ الفخذ عورة؟ ".
609 -
ورواه الطَّبرانيُّ: ثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبَريُّ عن عبد الرَّزَّاق عن مَعمر عن أبي الزِّناد عن ابن جَرْهد عن جَرْهد قال: مرَّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا كاشفٌ فخذي، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:" غطِّها فإنَّها من العورة "(4).
610 -
قال الطَّبرانيُّ: وثنا حفص بن عمر بن الصَّبَّاح الرَّقِّيُّ ثنا قَبيصة ابن عُقبة ثنا سفيان عن أبي الزِّناد عن زُرعة بن عبد الرَّحمن بن جَرْهد عن جَرْهد أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: " غطِّ فخذَك، فإنَّ الفخذَ عورةٌ "(5).
611 -
قال الطَّبرانيُّ: وثنا علي بن عبد العزيز ثنا القَعْنَبِيُّ عن مالك عن
(1)"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (3/ 433 - رقم: 1965) من رواية الأثرم عنه.
(2)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 255 - رقم: 672).
(3)
"المجروحون": (2/ 53).
وفي هامش الأصل: (حـ: عن عبد الله بن جعفر مرفوعًا: " مابين السرة إلى الركبة عورة ".
وفي إسناده أصرم بن حوشب، وهو ضعيف) ا. هـ
انظر: "المستدرك" للحاكم: (3/ 568) و"تلخيصه" للذهبي.
(4)
"المعجم الكبير": (2/ 271 - رقم: 2139).
(5)
"المعجم الكبير": (2/ 271 - رقم: 2138).
أبي النضر عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن أبيه قال: كان جرهد من أصحاب الصفة، قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا وفخذي منكشفةٌ، فقال:" أما علمت أن الفخذ عورة "(1).
612 -
قال الطبرانيُّ: وثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ثنا أحمد ابن صالح قال: قرأت على عبد الله بن نافع: أنا مالك عن أبي النضر عن زرعة ابن عبد الرحمن الأسلمي عن أبيه عن جده أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم جلس إليه، وكان من أصحاب الصفة، فرأى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فخذه مكشوفة، فقال:" خمِّر فخذك، فإن الفخذ عورة "(2).
613 -
وقال أحمد: ثنا سفيان عن أبي النضر عن زرعة بن مسلم بن جرهد أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى جرهداً في المسجد وعليه بُردةٌ، قد انكشف فخذه، فقال:" الفخذ عورة "(3).
614 -
قال أحمد: وثنا أبو عامر ثنا زهير - يعني: ابن محمد - عن عبد الله بن محمد - يعني: ابن عقيل - عن عبد الله بن جرهد الأسلمي أنه سمع أباه جرهداً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فخذ المسلم عورة "(4).
ورواه الإمام أحمد أيضاً عن عبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن عيسى جميعاً عن مالك عن أبي النضر عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن أبيه أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم مر به
…
كذا رواية ابن مهدي (5)، وفي رواية إسحاق: عن مالك
(1)"المعجم الكبير": (2/ 272 - رقم: 2143).
(2)
"المعجم الكبير": (2/ 272 - رقم: 2144).
(3)
"المسند": (3/ 478).
(4)
المرجع السابق.
(5)
المرجع السابق.
عن زرعة بن جرهد الأسلمي عن أبيه (1).
ورواه أيضاً عن عبد الرَّزَّاق (2)، ورواه عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي الزناد عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن جده جرهد (3).
ورواه أبو داود السجستاني عن القعنبي (4).
ورواه التِّرمذيُّ:
عن محمد بن أبي عمر عن سفيان عن أبي النضر - مولى عمر بن عبيد الله - عن زرعة بن مسلم بن جرهد عن جده جرهد بمعناه.
وقال: حديث حسن، وما أرى إسناده بمتصل (5).
وعن الحسن بن علي عن عبد الرَّزَّاق.
وقال: حديث حسن (6).
وعن واصل بن عبد الأعلى عن يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن جرهد عن أبيه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "الفخذ عورة" مختصر.
وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه (7).
(1)"المسند": (3/ 479).
(2)
"المسند": (3/ 478).
(3)
"المسند": (3/ 479).
(4)
"سنن أبي داود": (4/ 384 - رقم: 4010).
(5)
"الجامع": (4/ 493 - رقم: 2795).
(6)
"الجامع": (4/ 494 - 495 - رقم: 2798).
(7)
"الجامع": (4/ 494 - رقم: 2797).
ورواه أبو حاتم البستيُّ عن الحسين بن محمد بن أبي مَعْشر عن إسحاق بن إبراهيم الصَّوَّاف عن أبي عاصم عن سفيان عن أبي الزِّناد عن زُرْعة [عن] جدِّه (1).
وزُرعة بن عبد الرَّحمن بن جَرْهد الأَسْلَمِيُّ: وثَّقه أبو عبد الرحمن النَّسائيُّ (2)، وذكره أبو حاتم بن حِبَّان في كتاب "الثِّقات" وقال: من زعم أنَّه زُرْعة بن مسلم بن جَرْهد فقد وَهِمَ (3).
وقال ابن القطَّان: حديث جَرْهد له علتان:
إحداهما: الاضطراب المورث سُقوط الثِّقة به، وذلك أنَّهم مختلفون فيه: فمنهم من يقول: زُرعة بن عبد الرَّحمن، ومنهم يقول: زُرعة بن عبد الله، ومنهم من يقول: زُرعة بن مسلم.
ثُمَّ من هؤلاء من يقول: عن أبيه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول: عن أبيه عن جَرْهد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول: زُرْعة عن آل جَرْهد عن جَرْهد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قال: وإن كنت لا أرى الاضطراب في الإسناد علَّةً، فإنَّما ذلك إذا كان من يدور عليه الحديث ثقة، فحينئذٍ لا يضرُّه اختلاف النَّقلة عليه إلى مسندٍ ومرسلٍ، أو رافعٍ وواقفٍ، وواصلٍ وقاطعٍ؛ وأمَّا إذا كان الذي اضطُرِب عليه بجميع هذا - أو بعضه - غير ثقةٍ، أو غير معروفٍ، فالاضطراب حينئذٍ يكون زيادةً في وهنه، وهذه حال هذا الخبر، وهي:
(1)"الإحسان" لابن بلبان: (4/ 609 - رقم: 1710).
وما بين المعقوفتين استدرك من (ب) و"الإحسان".
(2)
"تهذيب الكمال" للمزي: (9/ 349 - رقم: 1985).
(3)
"الثقات": (4/ 268).
العلَّة الثَّانية: وذلك أنَّ زُرْعة وأباه غير معروفَي الحال، ولا مشهورَي الرِّواية (1). انتهى كلامه.
وفيه نظرٌ.
وأمَّا حديث محمد بن جَحشٍ: فإسناده صالح، وقد رواه البخاريُّ في "تاريخه"(2)، والطَّحاويُّ وصحَّحه (3).
وأمَّا حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه: فرواه الإمام أحمد (4) وأبو داود (5) بمعناه.
وسَوَّار أبو حمزة هو: ابن داود البصريُّ، وثَّقه يحيى بن معين (6) وابن حِبَّان (7)، وقال أحمد: شيخٌ بصريٌّ، لا بأس به (8). وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: لا يتابع على أحاديثه، فيعتبر به (9).
ولم يذكر المؤلِّف حجَّة من قال: إنَّ العورة هي الفرجان.
وقد احتجَّ من قال ذلك:
(1)"بيان الوهم والإيهام": (3/ 339 - رقم: 1083).
(2)
"التاريخ الكبير": (1/ 12 - 13 - رقم: 2).
(3)
"شرح معاني الآثار": (1/ 474).
(4)
"المسند": (2/ 187).
(5)
"سنن أبي داود": (4/ 426 - 427 - رقمي: 4110 - 4111).
(6)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (4/ 272 - 273 - رقم: 1176) من رواية إسحاق ابن منصور عنه.
(7)
"الثقات": (6/ 422)، وقال:(يخطئ).
(8)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (4/ 272 - رقم: 1176) من رواية أبي طالب عنه.
(9)
"سؤالات البرقاني": (ص: 35 - رقم: 210).
وفي هامش الأصل: (خ: يعتبر به) ا. هـ إشارة إلى أنه وقع في بعض النسخ كذلك.
615 -
بما روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم، وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر، ثم حسر الإزار عن فخذه، حتى إني لأنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل القرية قال:" الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين ". قالها ثلاثاً.
رواه البخاريُّ (1) ومسلم، وفي روايته: فانحسر الإزار عن فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم (2).
قال البخاريُّ: ويروى عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: " الفخذ عورة ". وقال أنس: حسر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن فخذه.
وحديث أنس أسندُ، وحديث جرهد أحوط حتى يخرج من اختلافهم (3).
616 -
وروت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيته كاشفاً عن فخذه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه، قال: فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال:" ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟! ".
(1)"صحيح البخاري": (1/ 103 - 104)؛ (فتح - 1/ 497 - 480 - رقم: 371).
(2)
"صحيح مسلم": (4/ 145)؛ (فؤاد - 2/ 1043 - 1044 - رقم: 1365).
(3)
"صحيح البخاري": (1/ 103)؛ (فتح - 1/ 478 - كتاب الصَّلاة - الباب رقم: 12).