الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن عبد الملك ابن أبي مَحْذُورة عن أبيه عن جدِّه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّمه الأذان .... فذكر التَّكبير فيه مرَّتين فقط (1).
539 -
قالوا: وروى أبو داود من حديث معاذ بن جبل أنَّ عبد الله بن زيدٍ جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة، وقال: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله
…
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقِّنها بلالاً "(2).
والجواب: أنَّ رواةَ حديثنا أكثر وأشهر وأحفظ، وقد روينا في حديث عبد الله بن زيدٍ أنَّ التَّكبير أربع، وأنَّ بلالاً كان يفعل ذلك.
وروينا في حديث أبي مَحْذُورة وسعد القَرَظ كذلك، وإذا اختلفت الرِّواية عن أبي مَحْذُورة وكانت رواتنا أكثر وأحفظ، وقد أتوا بالزِّيادة، كانوا أولى، لأنَّ الآتي بالزِّيادة قد حفظ ما لم يحفظ النَّاقص.
ز: حديث الحارث بن عبيد عن محمد بن عبد الملك: رواه أبو داود عن مُسَدَّد عنه، وذكر فيه التَّكبير أربعًا (3)، والله أعلم O.
* * * * *
مسألة (100): الأفضل في الإقامة الإفراد
.
وقال أبو حنيفة: التَّثنية.
(1)"المسند": (3/ 408).
(2)
"سنن أبي داود": (1/ 395 - رقم: 508).
(3)
"سنن أبي داود": (1/ 388 - 389 - رقم: 501).
540 -
قال البخاريُّ: ثنا سليمان بن حربٍ ثنا حمَّاد بن زيدٍ عن سِماك ابن عطيَّة عن أيُّوب عن أبي قِلابة عن أنس قال: أُمر بلالٌ أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة (1).
وأخرجه مسلمٌ (2).
541 -
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا عليُّ بن عبد الله بن مبشر ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرَّحمن عن شعبة عن أبي جعفر قال: سمعت أبا المثنَّى يحدِّث عن ابن عمر قال: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّتين مرَّتين، والإقامة واحدة، غير أنَّ المؤذِّن كان إذا قال: قد قامت الصَّلاة قال: قد قامت الصَّلاة - مرَّتين (3) -.
ز: قد تقدَّم ذكر من روى هذا الحديث في مسألة التَّرجيع (4) O.
542 -
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وثنا أبو بكر الشَّافعيُّ ثنا محمد بن غالبٍ ثنا عبد الله بن عبد الوهَّاب ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن (5) عبد الملك بن أبي مَحْذُورة قال: حدَّثني عبد الملك أنَّه سمع أباه أبا مَحْذُورة يحدِّث: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أمره أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة (6).
(1)"صحيح البخاري": (1/ 157)؛ (فتح - 2/ 82 - رقم: 605) وفيه: (ويوتر الإقامة إلا الإقامة).
(2)
"صحيح مسلم": (2/ 2 - 3)؛ (فؤاد - 1/ 286 - رقم: 378) من رواية عبد الوارث بن سعيد وعبد الوهاب بن عبد المجيد كلاهما عن أيوب به، ومن رواية خالد الحذاء عن أبي قلابة به.
وفي هامش الأصل: (حـ: رواه من غير طريق سماك) ا. هـ
(3)
"سنن الدارقطني": (1/ 239).
(4)
برقم: (534).
(5)
في (ب): (عن) خطأ.
(6)
"سنن الدارقطني": (1/ 238).
احتجُّوا:
543 -
بما روى التِّرمذيُّ: ثنا أبو سعيد الأشَجُّ ثنا عُقبة بن خالد عن ابن أبي ليلى عن عمرو بن مُرَّة عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيدٍ قال: كان أذان رسول الله صلى الله عليه وسلم شفعًا شفعًا، في الأذان والإقامة (1).
544 -
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا ابن صاعدٍ ثنا الحسن بن يونس الزَّيَّات ثنا أسود بن عامر ثنا أبو بكر بن عيَّاش عن الأعمش عن عمرو بن مُرَّة عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبلٍ قال: قام عبد الله بن زيدٍ فقال: يا رسول الله، رأيتُ في النَّوم كأن رجلاً نزل من السَّماء - فأذَّن مثنى مثنى - ثم جلس، ثم قام فقال: مثنى مثنى. فقال: " علِّمها بلالاً ". فقال عمر: قد رأيت مثل الذي رأى، ولكنَّه سبقني (2).
545 -
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: وثنا محمد بن مخلد ثنا إبراهيم بن محمد ثنا إبراهيم بن دينار ثنا زياد بن عبد الله البَكَّائِيُّ ثنا إدريس الأَوْديُّ عن عون بن أبي جُحَيفة عن أبيه أنَّ بلالاً أذَّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى صوتين صوتين، وأقام مثل ذلك (3).
546 -
قالوا: وقد روى الدَّارَقُطْنِيُّ: أنَّ الأسود بن يزيد وسُويد بن غَفَلَة قالا: كان بلال يثنِّي الإقامة (4).
(1)"الجامع": (1/ 236 - رقم: 194).
(2)
"سنن الدارقطني": (1/ 242).
(3)
المرجع السابق.
(4)
"سنن الدارقطني": (1/ 242) من رواية الأسود بن يزيد، وأما رواية سويد فلم نرها في مطبوعة "سنن الدارقطني"، ولا ذكرها الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة":(2/ 641 - رقم: 2426).
547 -
وقال مجاهد: كان الأذان والإقامة مثنى مثنى، فلمَّا قام بنو أميَّة أفردوا الإقامة.
548 -
وقال النَّخعيُّ: أوَّل من نقص الإقامة معاوية.
والجواب:
أمَّا الحديث الأوَّل: فقال التِّرمذيُّ: لم يسمع ابن أبي ليلى من ابن زيد.
وأمَّا الحديث الثَّاني: فقال ابن خزيمة: لم يسمع ابن أبي ليلى من معاذ (1).
وأمَّا الثَّالث: فيرويه زياد عن إدريس الأَوْدِيِّ، ووَهِمَ عليه فيه، وقال يحيى: زياد ليس بشيءٍ (2). وقال ابن المدينيِّ: لا أروي عنه (3).
فإن قيل: قد وثَّقه أحمد - في رواية - (4) -، وقال أبو زرعة: صدوق (5).
قلنا: الجرح مقدّمٌ.
وأمَّا الأسود وسُويد فلم يدركا بلالاً (6).
(1)"صحيح ابن خزيمة": (1/ 200 - رقم: 384).
(2)
"التاريخ" برواية الدوري: (3/ 278 - رقم: 1331).
(3)
"الضعفاء الكبير" للعقيلي: (2/ 79 - رقم: 529) من رواية محمد بن يحيى عنه.
(4)
قال ابن الجوزي في "الضعفاء": (1/ 301 - رقم: 1302): (قال أحمد - في رواية -: هو ثقة) ا. هـ ولم نقف على نص صريح في توثيق أحمد له، وإنما قوَّى أمره في بعض الروايات عنه، انظر:"العلل" برواية عبد الله: (3/ 298 - رقم: 5325)؛ و" سؤالات الآجري لأبي داود ": (1/ 180 - رقم: 118)؛ و"تاريخ بغداد" للخطيب: (8/ 477 - رقم: 4592).
(5)
"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم: (3/ 538 - رقم: 2425).
(6)
في هامش الأصل: (حـ: روى " س " حديثان من رواية الأسود عن بلال) ا. هـ
وانظر: "سنن النسائي": (2/ 14 - رقم: 649).
وما ذكروا عن مجاهد: لا يعرف.
وما ذكروه عن النَّخعيِّ: فالمحفوظ (نَقَضَ الإقامة) بالضَّاد المعجمة، ونقضُه لها: أنَّها كانت فرادى فجعلها مثنى.
قال أبو عبد الله الحاكم: والدَّليل على أنَّ المنقول كذا، أنَّا روينا عن النَّخعيِّ ما يوافق مذهبنا، فلو كان عنده سنَّةٌ صحيحةٌ لم يخالفها.
وأحاديثنا أصحُّ، والجمهور معنا، قال بكير بن عبد الله بن الأشج: أدركت أهل المدينة في الأذان مثنى مثنى، وفي الإقامة مرَّة.
وبكير: من كبار التَّابعين، وهو يخبر بهذا عن الصَّحابة والتَّابعين في دار الهجرة.
ثمَّ إنَّ مذهبنا مرويٌّ عن الخلفاء الأربعة - كان يقام لهم مرَّة -، وعن ابن عمر وابن عباس وأنس، وفقهاء المدينة السَّبعة - سعيد بن المسيَّب وأبي بكر بن عبد الرَّحمن والقاسم بن محمد وسليمان بن يسار وخارجة بن زيدٍ وعبيد الله بن عبد الله وعروة -، وهو مذهب الحسن وسالم وعمر بن عبد العزيز والزُّهريِّ والقُرَظيِّ والأوزاعيِّ والليث ومالك والشَّافعيِّ وابن راهويه في خلقٍ كثير.
وما ذهب الخصم إليه لم ينقل إلا عن الثَّوريِّ وابن المبارك، وفي الحديث:" عليكم بالسَّواد الأعظم ". وهو معنا بحمد الله.
ز: حديث عون بن أبي جحيفة عن أبيه: حديثٌ منكرٌ.
وزياد بن عبد الله البَكَّائِيُّ: روى له البخاريُّ مقرونًا بغيره (1)، واحتجَّ
(1)"التعديل والتجريح" للباجي: (2/ 587 - رقم: 396).