الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة (159): والصَّلاة على النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فيه فرضٌ
.
وعنه: أنَّها سنَّةٌ، كقول أبي حنيفة ومالك.
لنا أربعة أحاديث:
856 -
الحديث الأوَّل: قال أحمد: ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الحكم قال: سمعتُ ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عُجرة فقال: ألا أهدي لك هديَّة؟! خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد علمنا - أو: قد عرفنا - كيف السَّلام عليك، فكيف الصَّلاة؟ فقال:" قولوا: اللَّهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صلَّيت على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، اللَّهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ "(1)
أخرجاه في "الصَّحيحين"(2).
(1)"المسند": (1/ 241).
(2)
"صحيح البخاري": (4/ 180)؛ (فتح - 6/ 469 - 470 - رقم: 3370 - ط. الريان).
"صحيح مسلم": (2/ 16)؛ (فؤاد - 1/ 305 - رقم: 406).
(لطيفة) عزى الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": (8/ 299) هذا الحديث الى البخاري في كتاب الصلاة، فتعقبه الحافظ ابن حجر في " النكت الظراف "، فقال:(لم يقع له في الصلاة ذكر، حتى ولا في كتاب الجمعة، وإنما ذكره بالإسناد المذكور في ترجمة إبراهيم عليه السلام من أحاديث الأنبياء، وقد اغتر غير واحد من الشراح بما وقع هنا أن (خ) ذكره في الصلاة - منهم مغلطاي وشيخنا ابن الملقن - فإنهما لما وصلا في الشرح إلى أحاديث الأنبياء، ذكرا أن هذا الحديث تقدم في كتاب الصلاة، فأحالا شرحه على كتاب الصلاة، وليس له فيها ذكر ولا لشرحه!) ا. هـ
وهذا يُظهر عظم النفع الذى حصل من كتاب "تحفة الأشراف" للحافظ المزي، وإن لم يصرح بذلك المستفيدون منه، فرحم الله الحافظ المزي رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
وقد رواه التِّرمذيُّ وصحَّحه، فقال فيه:" اللَّهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ "(1).
857 -
الحديث الثَّاني: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا محمد بن عبد الله الشَّافعيُّ ثنا محمد بن غالب ثنا عليُّ بن بحر ثنا عبد المهيمن بن عباس عن أبيه عن جدِّه سهل بن سعد أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: " لا صلاة لمن لم يصلِّ على نبيِّه صلى الله عليه وسلم ".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: عبد المهيمن ليس بالقويِّ (2). وقال ابن حِبَّان: لا يحتجُّ به (3).
ز: 858 - قال الطَّبرانيُّ: ثنا عبد الرَّحمن بن معاوية العتبيُّ المصريُّ ثنا عبيد الله بن محمد الكنديُّ (4) ثنا ابن أبي فديك عن أُبيِّ بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جدِّه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، ولا صلاة لمن لا يصلِّي على نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، ولا صلاة لمن لا يحبُّ الأنصار "(5).
وقد روي عن ابن أبي فديك عن عبد المهيمن بن عباس، وهو أشبه بالصَّواب.
(1)"الجامع": (1/ 494 - رقم: 483).
وفي هامش الأصل: (حـ: وقد روي من رواية أبي حميد الساعدي وأبي سعيد الخدري وأبي مسعود الأنصاري، وقد روي من حديث غيرهم في السنن) ا. هـ
(2)
"سنن الدارقطني": (1/ 355).
(3)
"المجروحون": (2/ 149) بمعناه.
(4)
في "المعجم الكبير": (المنكدري).
(5)
"المعجم الكبير": (6/ 121 - رقم: 5699).
وأُبيُّ بن عباس بن سهل بن سعد: تكلَّم فيه أيضًا الإمام أحمد (1) وابن معين (2) والدُّولابيُّ (3) والنَّسائيُّ (4) والعُقيليُّ (5)، وقد روى له البخاريُّ حديثًا: عن عليِّ بن المدينيِّ عن معن بن عيسى عن أُبيِّ بن عباس عن أبيه عن جدِّه كان للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فرسٌ يقال له: اللُّحَيف (6) O.
859 -
الحديث الثَّالث: قال الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا جعفر بن عليِّ بن نجيح ثنا إسماعيل بن صبيح عن سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن بن القاسم عن جابر عن أبي جعفر عن أبي مسعود الأنصاريِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلَّى صلاةً لم يصلِّ فيها عَلَيَّ ولا على أهل بيتي، لم تقبل منه ".
جابرٌ ضعيفٌ، وقد اختلف عنه: فوقفه على أبي مسعود تارة، ورفعه تارة (7).
860 -
الحديث الرَّابع: موقوفٌ، رواه ابن ماجه من حديث ابن
(1) في "تهذيب الكمال" للمزي: (2/ 260 - رقم: 277): (قال أحمد بن حنبل: منكر الحديث) ا. هـ
(2)
"الضعفاء الكبير" للعقيلي: (1/ 16 - رقم: 1).
(3)
"تهذيب الكمال" للمزي: (2/ 259 - رقم: 277)، وانظر تعليق المحقق و"الكامل" لابن عدي:(1/ 420 - رقم: 236).
(4)
"الضعفاء والمتروكون": (ص: 47 - رقم: 23).
(5)
"الضعفاء الكبير": (1/ 16 - 17 - رقم: 1).
(6)
"صحيح البخاري": (4/ 37)؛ (فتح - 6/ 68 - 69 - رقم: 2855 - ط. الريان).
(7)
"سنن الدارقطني": (1/ 355) بتصرف.
وفي هامش الأصل: (حـ: قال ابن داود: هذا الخبر إن سلم أن يكون من وضع جابر الجعفي = فلن يسلم من أن يكون خلوًا من الحجة لما قاله الشافعي) ا. هـ
وهذا النص بحروفه نقله ابن الملقن في "البدر المنير"(النسخة الخطية - تحت الحديث السابع بعد المائة من باب صفة الصلاة).
مسعود أنه قال: إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد؛ وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد (1).
ز: 861 - عن يحيى بن السباق عن رجل من بني الحارث عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا تشهد أحدكم في الصَّلاة فليقل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمداً وآل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ".
رواه البيهقيُّ (2).
862 -
وروى الإمام أحمد (3) وأبو داود (4) والنَّسائيُّ (5) والتِّرمذيُّ وصححه (6) وابن حِبَّان في "صحيحه"(7) من حديث حيوة بن شريح: ثنا أبو هانئ الخولاني حدثني عمرو بن مالك الجنبي سمع فضالة بن عبيد يقول: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته، فلم يصلِّ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
" عجل هذا ". ثم دعاه، فقال له ولغيره:" إذا صلَّى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بعد ما شاء ".
رواه الحاكم وقال: هو على شرط مسلم. وقال في موضع آخر: على
(1)"سنن ابن ماجه": (1/ 293 - 294 - رقم: 906) وفي أوله زيادة لم يذكرها ابن الجوزي.
(2)
"سنن البيهقي": (2/ 379).
(3)
"المسند": (6/ 18).
(4)
"سنن أبي داود": (1/ 280 - رقم: 1476).
(5)
"سنن النسائي": (3/ 44 - رقم: 1284).
(6)
"الجامع": (5/ 464 - رقم: 3477).
(7)
"الإحسان" لابن بلبان: (5/ 290 - رقم: 1960).